-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشروق تدخل "مطاعم الرحمة" وكورونا غير كل شيء

الإفطار بالأفواج.. ربع ساعة فوق المائدة وتراجع كبير للمطاعم والزوار

كريمة خلاص
  • 4127
  • 1
الإفطار بالأفواج.. ربع ساعة فوق المائدة وتراجع كبير للمطاعم والزوار
أرشيف

جزائريون.. سوريون وأفارقة يجتمعون على موائد الإفطار

عادت مطاعم الرحمة في رمضان 2021 بعد أن غابت في العام الماضي جراء تهديدات فيروس كورونا الذي كان في أوجّه، حيث استطاعت عديد الجمعيات والهيئات تنظيم مطاعم لتقديم وجبات إفطار أو توزيع وجبات معلبة ساخنة حسب خصوصية كل ولاية ومنطقة.

ويجمع المنظمون والمشرفون على تراجع أعداد مطاعم إفطار عابري السبيل هذا العام نظرا لمحدودية الإعانات وتأثر المحسنين بالوباء وكذا الإجراءات الإدارية للحصول على التراخيص الخاصة بفتح المطاعم، لكن هذا، لم يثن من عزيمتهم وإصرارهم على الاستمرار في العمل التضامني لإفطار من تعذر عليهم الالتحاق بمنازلهم، إما بسبب ظروف مهنية أو مرضية أو ظروف خاصة قاهرة….

متطوّعون يتنافسون لخدمة الروّاد
محمد زيتوني ويوسف يوسفي متطوّعان في جمعية جزائر الخير، يحضران يوميا إلى جانب متطوّعين آخرين من الشباب والكهول والمتقاعدين في حدود الرابعة مساء إلى مقر مطعم إفطار عابري السبيل لجمعية جزائر الخير لتنظيمه وترتيبه والسهر على تنظيفه وتهيئته خاصة في ظل التدابير الوقائية من فيروس كورونا.
يقول محمد زيتوني في حديث إلى الشروق إنه يعكف على خدمة عابري السبيل والمحتاجين بهذه الجمعية منذ قرابة أربع سنوات بحكم قربها من مسكنه العائلي حيث يتم جمع الترتيبات ويشرف إلى جانب زملائه على خدمة الصائمين وبعدها يعود للمطعم عقب الإفطار لغسل الأواني وتوظيبها.
ويجمع المتطوعون وبعض عابري السبيل على أن الأجواء في مطعم الجمعية عائلية بامتياز، حيث يقضون أوقاتا مع بعض يتنافسون فيها على عمل الخير ونيل الأجر.

مشرفون يسهرون على تطبيق البروتوكول الصّحي

أفاد عبّاس غنّاي المكلف بمتابعة تطبيق البروتوكول الصحي على مستوى مطعم جزائر الخير، بأنّ المطعم يحرص على التعقيم اليومي للمطعم وغسل جميع الكراسي والأواني والتجهيزات باستخدام المطهرات وماء جافيل.
ويفتح المطعم أبوابه قبيل الإفطار بنحو ربع ساعة تفاديا للتجمّعات داخل وأمام المقر في إطار احترام البروتوكول الصحي دوما، كما أن مغادرة المقر تكون بعد إتمام الإفطار مباشرة، حيث لا يستغرق الوقت على أكثر الأحوال 20 دقيقة.

اعتماد نظام الأفواج في الإفطار..

عادة ما يتم إفطار قاصدي مطعم الرحمة على فوجين حيث يتناول الفوج الأول إفطاره بمجرد الأذان، فيما يتناول الفوج الثاني وجبته بعد أداء صلاة المغرب في المسجد المجاور، وذلك رغبة منهم في التريث إلى حين أن تقل الأعداد، وهي عملية ساعدت كثيرا في تجنب الاكتظاظ داخل المطعم.
وأشار محفوظ غرفة إلى أن فطور الصائمين عادة لا يتعدى ربع ساعة فهم يفضلون عدم البقاء طويلا في المطعم وهو ما سمح للآخرين بالحصول على فرصة الإفطار أيضا.

تراجع لافت في عدد المطاعم…

عرفت معظم مطاعم الرحمة بشهادة منظميها تراجعا كبيرا هذا العام في أعدادها بسبب مشكل التراخيص ووفرة الإعانات من قبل المحسنين الذين تأثرت إمكانياتهم المادية والمالية جراء أزمة كورونا.
وفي هذا السياق أوضح محفوظ غرفة عضو المكتب الوطني بجمعية جزائر الخير والمشرف العام على مطعم درارية أنّ عدد رواد المطعم تراجعوا بنسبة كبيرة مقارنة مع المواسم الفارطة، حيث كان يتم إفطار ما يناهز 600 شخص، ليقتصر الأمر حاليا على نحو 300 شخص، 100 منهم على مستوى مطعم الخير بدرارية، أحيانا تزيد بقليل وأحيانا تقل.
وأشار المتحدث إلى عزوف بعض المواطنين عن ارتياد مطاعم الرحمة وتفضيل الحصول على وجبات جاهزة معلبة، خوفا من عدوى الوباء، وكذا تقليص المطاعم لقدراتها الاستيعابية في ظل الإجراءات الاحترازية المنصوص عليها في البروتوكول الصحي.
وبخصوص تراجع عدد مطاعم الرحمة التي تعوّدت الجمعية تنظيمها سنويا عبر مختلف ولايات الوطن والتي كانت تناهز المئة أو يزيد، أوضح غرفة محفوظ بأن تأثر المحسنين والمؤسسات المتبرعة بالأزمة الاقتصادية على إثر وباء كورونا جعل الإعانات تنقص وتتراجع، لذا حرص المنظّمون في الجمعية على تقديم ما تيسر من وجبات مع المحافظة على المستوى المتوسط والمناسب، فكل وجبة إفطار يجب أن تتضمن حساء وطبقا رئيسا وسلطة وحبات تمر ولبن وماء.

أفارقة وسوريون وجزائريون على موائد الرحمة

جمعت مطاعم الرحمة الجزائريين والأفارقة والسوريين على مائدة إفطار واحدة، يتشاركون فيها الأكل ويتشاركون أيضا الدعاء، ويتبادلون أطراف الحديث من حين لآخر، حتى الأطفال حاضرون في مطاعم الرحمة وينتظرون دورهم في الأكل رغم أن كثيرا منهم ليسوا صائمين، إلا أن مظاهر التعب والجوع بادية على وجوههم، وكم كانت فرحتهم كبيرة وهم يستدعون إلى الطاولة بعد شغور بعض الطاولات.
وكان بعض الصائمين الجزائريين يردّدون عبارة “mon ami” أو “صديقي” بالعربية التي نسمعها عند دخول الافارقة الى المطعم ترافقها ابتسامات وترحيب بهم وسؤال عن أحوالهم.
ويؤكد مشرفون على مطاعم الرحمة بأنهم تعوّدوا على هذه الوجوه منذ بداية رمضان، لاسيما الأفارقة الذين يتمركزون في منطقة درارية بشكل مكثف.

محتاجون يفضلون الوجبات الجاهزة

أكد سعدون مصطفى القائد العام لقدماء الكشافة الإسلامية أنه ككل سنة يحرص قدماء الكشافة الإسلامية على تعزيز العمل التضامني الجواري، حيث تكون هيئته الرابط بين المحسن والمحتاج، كما أن العملية تعتبر –حسبه- عملا وتدريبا تربويا للأطفال والشباب الكشفي الذي يتم تلقينه من خلال الممارسة والاحتكاك بأفراد المجتمع لاكتساب ثقافة خدمة الآخر وتكوينهم تكوينا حقيقيا من خلال الواقع المعيش.
وأطلقت “قدماء الكشافة الاسلامية” برنامجا ثريا عبر عدة ولايات في الوطن تضمن نشاطات تضامنية وتوزيع قفف المحتاجين وتنظيم مطاعم عابري السبيل بالإضافة إلى توزيع وجبات جاهزة معلبة.
وأشار القائد العام سعدون إلى أن “قدماء الكشافة” اختارت هذا الموسم الجمع بين الوجبات الجاهزة المعلبة التي يفضلها المحتاجون والعائلات الفقيرة وتنظيم مطاعم الرحمة حسب خصوصية كل ولاية ووضعيتها الوبائية وليونة الإجراءات الإدارية للترخيص بفتح المطاعم، بالإضافة أيضا إلى توفر إعانات المحسنين.
واستشهد المتحدث في هذا السياق بمطعم براقي بالعاصمة الذي يوزع لوحده يوميا 450 وجبة ساخنة معلبة على عابري السبيل منهم جزائريون وأفارقة وسوريون، بالإضافة إلى مطاعم أخرى ببراقي وولاية بومرداس وبني صاف بعين تموشنت.
وتحدث سعدون عن إقبال رهيب من قبل المحتاجين والزوالية وعابري السبيل، حيث قال إن مطاعم الرحمة ليست عقدة للجزائريين أو غيرهم لأنها لا تخص الزوالية فقط، بل أيضا عابري السبيل ممن تأخر وصولهم الى منازلهم لأسباب معينة أو ممن تواجدوا في مكان ما لقضاء أشغالهم وحوائجهم وأدركهم الآذان قبل العودة، ومن هؤلاء عائلات بأكملها ترتاد المطعم دون أي حرج.
وفي سياق ذي صلة تحدث سعدون عن تراجع إعانات المحسنين الذين تضرروا من جائحة كورونا وهو ما أثر على نقص عدد المطاعم وبالتالي تزايد الطلب على المطاعم المتوفرة.

صغار التجار يعجزون عن التمويل

وأضاف سعدون “من كانوا يدعموننا هم من صغار التجار ولأن نشاطهم قلّ بشكل كبير هذا العام نقصت الإعانات مقارنة بالسنوات الفارطة، غير أننا حاولنا بما تيسر تنظيم العمل الخيري الرمضاني على الوجه اللائق”.
وأبدى المتحدث التزاما بالبروتوكول الصحي للوقاية من كورونا في مختلف المطاعم سواء التي تقدّم وجبات معلبة أو التي تطعم في مقرها، والحرص على تعقيم يومي للمكان وتنظيف جيد للتجهيزات والأواني والارضيات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ليس هكذا تساق الابل

    عبودية و التحكم في البشر