-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مؤامرة أخرى بميزانية ضخمة لزعزعة استقرار دوله وضرب علاقاتها بالجزائر

الإمارات والمغرب وإسرائيل.. ثلاثي الشر للتربّص بالساحل الإفريقي

سفيان. ع
  • 18329
  • 2
الإمارات والمغرب وإسرائيل.. ثلاثي الشر للتربّص بالساحل الإفريقي
أرشيف

لم تكن في الواقع زيارة ملك المغرب الأخيرة إلى الإمارات العربية المتحدة، محطة لبحث العلاقات بين البلدين، وإنما تحركا ثنائيّا بدعم من الكيان الصهيوني ورعاية مباشرة، لإطلاق حملات تضليل جديدة ضد الجزائر، تستهدف هذه المرة علاقاتها التاريخية والصلبة بدول الساحل الإفريقي، بهدف ضرب استقرار المنطقة برمتها.

وحسب مصادر مطلعة، فإنه خلال إقامة ملك المغرب بالإمارات، خصصت أبو ظبي ميزانية قدرها 15 مليون يورو للرباط، تهدف إلى إطلاق وتمويل حملات إعلامية تشويهية، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، هدفها زعزعة استقرار دول الساحل.
وتفيد المعلومات المتوفرة من مصادر جد موثوقة، أنّ المؤامرة الخبيثة تشمل أيضا حملة تضليل واسعة ومحبوكة لخلق مناخ من التوتر بين الجزائر ودول الجوار ضمن الساحل الإفريقي.
ووفق ما رشح من تسريبات حول هذا المخطط، فإن الميزانية الإماراتية المرصودة سيُخصص جزء منها حصريا للاستحواذ على أسهم في بعض وسائل الإعلام في فرنسا وإفريقيا، لتوجيه خطوطها الافتتاحية لتوفير التغطية الإعلامية والدعائية مستقبلا لهذه المناورات المدعومة من الكيان الصهيوني والذي يحاول منذ سنوات إيجاد موطئ قدم له في المنطقة والقارة الإفريقية بصفة عامة، قبل أن يجد في نظام المخزن ضالته الإقليمية.
كما أبانت نتائج زيارة ملك المغرب عن حجم العداء الذي يحمله حكام الإمارات للجزائر، حيث تعهدت أبوظبي للرباط بتوفير التمويل لخط أنبوب الغاز من نيجيريا، وبغض النظر على أن هذا المشروع ولد ميتا، بتقديرات الخبراء، فإن حشر أبو ظبي أنفها فيه لا علاقة له بالتعاون الاقتصادي أو أي معطى آخر سوى محاولة إلحاق الأذى بالجزائر.
لقد أظهرت هذه التحركات المتواصلة أن محور الكراهية والشر الجديد الذي تشكل بعد موجة التطبيع الأخيرة، قد وضع عينه على زعزعة المنطقة التي تعيش مخاضا سياسيا كبيرا، وذلك من خلال شن حملات تجاه مالي والنيجر والترويج لفكرة أن الجزائر هي التي تمول زعزعة استقرار هذين البلدين الشقيقين.
وخلفية ذلك واضحة، وهي أن الجزائر بقيت رقما صعبا وسدا منيعا يقف منذ عقود أمام محاولات نشر الفوضى في الساحل الإفريقي، من خلال نشاط الجماعات الإرهابية وتجارة السلاح وكذا إغراقها بالمخدرات التي يعرف العام والخاص أن مصدرها الرئيسي من الجارة الغربية.
ولا شكّ أن هذا المخطط مصيره الفشل كما سقطت مخططات مشابهة سابقا كان المخزن أداة فيها لضرب استقرار المنطقة، والتجارب وحتى التقارير الدولية والغربية بصفة خاصة تعتبر الجزائر ركيزة استقرار في المنطقة، حيث كان جهدها الدبلوماسي على مدار عقود وراء وأد عدة نزاعات في الإقليم وعبر القارة الإفريقية بصفة عامة، في وقت يشاهد العام والخاص الأدوار التي تلعبها دول مثل المغرب والإمارات وإسرائيل في زعزعة استقرار عدة دول، وما تمثله هذه الأنظمة من مخاطر كبيرة على السلام في العالم.
وإذا كان الكيان الصهيوني، الذي تقدمه هذه الأنظمة المطبعة على أنه “حمامة سلام” في المنطقة، قد اكتشف العالم وجهه الحقيقي خلال العدوان الجاري ضد غزة ولبنان، فإن هذه الأنظمة الوظيفية بالمنطقة العربية أصبحت لا تخفي فخرها بهذا الدور في كونها أداة لأجندات خارجية صهيونية لزعزعة استقرار بلدان الإقليم.
وبالنسبة للنظام المغربي، فبعد أداء دور وكيل فرنسا في المنطقة باقتدار لعقود طويلة، من خلال تنفيذ كافة مخططاتها الأمنية والسياسية، مقابل توفير باريس الغطاء الدولي له لاحتلال الصحراء الغربية والتحرش بجيرانه مثل موريتانيا والجزائر، ارتمى المخزن مجددا في أحضان حليفه القديم-الجديد الكيان الصهيوني، لتنفيذ مخططاته في القارة والمنطقة المغاربية خصوصا، إلى درجة أن ملكه الذي يقود “لجنة القدس” بمنظمة المؤتمر الإسلامي لا يجرؤ على إصدار بيان تنديد بمجازر الصهاينة في غزة، فضلا عن الأدوار الأخرى التي تنقلها تقارير متخصصة بشأن دور عائدات الحشيش في تمويل النشاط الإرهابي بمنطقة الساحل.
ويجاري النظام المغربي حليفه الآخر بالإمارات العربية المتحدة، الذي أصبح اسمه مقرونا “عربيا” بالمؤامرات وشراء الذمم وضرب استقرار الدول، بداية باليمن ووصولا إلى السودان ومرورا بدولة قطر، الجار الشقيق.
وكانت أزمة السودان الأخيرة بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، عندما خرج حكام أبو ظبي إلى العلن في مخططات التعدي على سيادة الدولة، من خلال الدعم الصريح لمليشيات “الدعم السريع” والسعي لتقسيم هذا البلد العربي المقسم أصلا، وذلك تكملة لأدوار الإمارات التخريبية المعروفة في المنطقة، على غرار ليبيا بتمويل وتوفير الغطاء السياسي للمشير خليفة حفتر، من أجل الاستيلاء على الحكم وتعطيل أي حل سياسي في البلاد وإسناد النشاطات الإرهابية في إفريقيا-جنوب الصحراء.
كما لجأت هذه الدولة المجاهرة بولائها للصهيونية إلى أساليب الابتزاز ضد دول عربية تعاني أزمات اقتصادية، على غرار تونس وموريتانيا، من أجل دفعها نحو التطبيع مع الكيان الغاصب، حيث تلعب دور وكيله لدى الدول العربية، لولا أن معركة طوفان الأقصى الأخيرة نسفت أحلام حكام أبو ظبي بتصفية القضية الفلسطينية وفتح أبواب العواصم العربية على مصراعيها أمام الصهاينة، رغم أنهم يصرون على مهمتهم “القذرة” في خدمة تل أبيب، إذ كان أبرز ضيوفهم في مؤتمر المناخ رئيس الكيان، بالتزامن مع مشاهد دامية تنقلها التلفزيونات العالميّة لأشلاء أطفال ونساء غزة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • حمزة الأيوبي

    المفروض نطلب من رئيس الأركان ورئيس الدولة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإماراة العربية.

  • حسن

    إذا يجب مساعدة كل من هو ضد هذا الثلاثي. يجب إمداد المقارومة: حماس ، حزب الله ،الحوثي والبوليزاريو. كما لا ننسى التعاون مع كل الدول التي ضد هذا الثلاثي مثل إيران...