-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خلال ملتقى نظمته جمعية "كنوز ومعالم".. مختصون يكشفون:

الإهمال يطال العديد من المواقع الأثرية بمستغانم

ر. عبد القادر
  • 929
  • 0
الإهمال يطال العديد من المواقع الأثرية بمستغانم
أرشيف

ركزت المداخلات، خلال اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية كنوز ومعالم مستغانم بمدينة مستغانم، على ضرورة إبلاء الاهتمام المناسب للمواقع والمعالم الأثرية التاريخية، التي تزخر بها الولاية، وعاصمتها التي اشتهرت بتسمية “لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط”، لطي صفحة الإهمال الذي يطال العديد منها، حيث أخذ هذا الموضوع حصة الأسد ومحور النقاش المستفيض، من قبل إطارات الجمعية، ونخبة المتدخلين من شتى الاختصاصات العلمية.
وتمّ التركيز على سبيل المثال لا الحصر، على الحصن، أو “السور المريني” بدائرة عين تادلس، الذي يسجل به بحسب المهندس المعماري المشارك في الفعاليات، تآكل صخوره وانهيارات أجزائه، بعد صمودها لما يتجاوز 7 قرون خلت، ما يجعله اليوم مهددا بخطر الانهيار والاندثار التام، حيث تم تحميل الجهات الوصية المسؤولية عن ذلك، كما جرى استعراض حال الحمامات الموريسكية بالأحياء العتيقة بمدينة سيدي عبد الله الخطابي الإدريسي الحسني، ومغارة الفراشح التي تظل شاهدة على أبشع محارق المستدمر الفرنسي سنة 1845، التي انهارت في عمقها جراء غياب الاهتمام بالموقع، وإنجاز مشروع طريق بلدي يعلو سطحها، كما هي حال غار الطين، الذي كان يؤوي مجاهدي الثورة التحريرية على مقربة من بلدة أولاد بوراس، حيث أقيم بالموقع مركز للردم التقني للنفايات، ما طمس المعلم نهائيا، ناهيك عن معلم “طير غراف” بمنطقة الحدايدية ببلدية السور، ومغارة ماسرة، و”مدينة كيزا” الأثرية، بإقليم بلدية سيدي بلعطار، التي ترجع إلى العهد الروماني التي يطالها النسيان.
رئيس الجمعية السيد “عبد القادر رحامنية”، في تدخله، أكد على وجوب وضع إستراتيجية سياحية تمكن من تدارك جل النقائص المسجلة في ذات المضمار، من خلال حسن استثمار واستغلال جملة المؤهلات والمقومات الطبيعية، الأثرية والتاريخية، والمرافق والهياكل التي تتوفر عليها الولاية الممتدة على مساحة تتجاوز 2200 كلم مربع، وساحل طوله يتجاوز 124 كلم، فضلا عن التنوع البيئي والتضاريسي، حيث تظل جلها خارج مجال الاستغلال، رغم الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة، لتحسين الوضع، بفعل التسهيلات المقدمة لفائدة فئة الراغبين في توظيف الأموال، للإسهام في مساعي التنمية بتوفير العائدات المناسبة وخلق فرص الشغل والعمل لفائدة قوافل الشباب البطال.
وأشار المتحدث، بخصوص موسم الاصطياف، إلى أنه في ظرف بات فيه موسم الاصطياف على الأبواب، وبالنظر إلى محدودية هياكل الاستقبال لآلاف الزوار، التي لا تتعدى طاقتها 8 آلاف سرير، كأقصى تقدير، بالإضافة إلى الغلاء الفاحش والأسعار المرتفعة لشتى الخدمات بفعل الخلل الرهيب بين العرض والطلب، الذي يبقى السمة التي تطبع النشاط لسياحي بالولاية، فإن ذلك كلّه لا يُشجع السياح على القدوم، بل إن العديد منهم يفضل التوجه إلى البلدان المجاورة التي لا تتوفر على المؤهلات السياحية التي تزخر بها ولاية مستغانم.
ويرى الباحث في الشأن التاريخي الأستاذ “فاضل عبد القادر”، بأن السياحة الدينية بولاية مستغانم إن تم استغلالها واستثمار معالمها، نظرا لما تتوفر عليه الولاية من زوايا دينية تستقطب مئات الطلبة المسافرين من الراغبين في حفظ القرآن الكريم، فضلا عن مقامات أولياء الله الصالحين، التي هي وجهات وقبلة للزائرين في مواسم الوعدات، بإمكانها المساهمة تنشيط الحركة السياحية، ودعا في مداخلته إلى ضرورة تسليط الأضواء على هذه المقدّرات ونفض الغبار عنها، محملا مصالح مديرية الشؤون الدينية مسؤولية الركود والجمود الذي يميزها، وعدم خلق ديناميكية فعالة تسمح بجلب السياح الأجانب وجاليتنا في المهجر، ناهيك عن غياب الاهتمام بجانب استغلال بعض الينابيع المائية الحارة في ما خص السياحة الحموية، على غرار منبع عين النويصي والمكبرة وغيرها، ناهيك عن معلم “خط غرينيتش” الجغرافي، الذي يعبر بلدية ستيديا بغرب إقليم ولاية مستغانم، الذي يظل بدوره خارج نطاق الانتفاع العلمي والسياحي على حد السواء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!