الاتفاق النووي مع إيران
كما سبق وأن نشر في هذه الجريدة، فقد اجتمع وفدا الحكومة البريطانية والجزائرية في الجزائر الأسبوع الماضي، لمناقشة كيف يمكن أن نعمل معا للتعامل مع تهديد الإرهاب وانعدام الأمن. وأنا ممتن للترحيب الحار الذي قدم للسير كيم داروك، والوفد المرافق له من قبل الحكومة الجزائرية، وسررت بالتقدم الذي استطعنا إحرازه. لكن هذه اللقاءات لم تكن المناقشات الدولية الوحيدة الرامية لتعزيزالأمن على نطاق أوسع في المنطقة الأسبوع الماضي.
بعد مفاوضات طويلة وشاقة، تم الاتفاق على صفقة مؤقتة في جنيف مع إيران حول برنامجها النووي. وبعد المشاركة في المفاوضات، وصف وليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني، الأمر بأنه لحظة مهمة ومشجعة وخطوة هامة نحو تعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط، ومنع انتشار الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم، وأنا أعلم أنه شعور تشاطره الجزائر.
إنها أول مرة يتم التوصل فيها إلى صفقة حول اتفاق مفصل قطع شوطا طويلا من أجل معالجة الجوانب الأكثر إثارة للقلق من البرنامج النووي الإيراني، وفي المقابل، ضمنت إيران تخفيفا متناسبا في العقوبات. وهو اتفاق ينصب في مصلحة العالم بأسره وفي مصلحة الشعب الإيراني نفسه.
كانت المفاوضات صعبة، لكنها أظهرت لكلا الجانبين، وللمجتمع الدولي بشكل عام، قيمة السعي لإيجاد حل سلمي للمشاكل الدولية. كما أظهرت أن من الممكن للدول الغربية العمل مع الحكومة الإيرانية للتوصل إلى اتفاق كان منذ ستة أشهر فقط يبدو مستحيلا.
يمكنني القول قطعا أن المملكة المتحدة، سوف تفي بالتزامها في هذا الاتفاق بنية حسنة، وننتظر من إيران أن تقوم بنفس الشيء.
إن ما تم تحقيقه ما هو إلا بداية: هناك عمل كثير يتعين القيام به قبل التوصل إلى تسوية نهائية، ويجب علينا جميعا الآن بدء العمل الجاد لتنفيذ هذا الاتفاق والبناء عليه. وسوف تلعب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تضم الجزائر كعضو في مجلس محافظيها، دورا هاما في هذه العملية.
إنها لحظة هامة ينبغي على المجتمع الدولي وإيران اغتنامها. وأنا أشاطر أمل الجزائر في أن يؤدي الدفع الناتج من هذا الاتفاق إلى إحراز تقدم في القضايا الأوسع نطاقا والمهمة بالنسبة لأمننا جميعا بما في ذلك إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار ووسائل الدمار الشامل في الشرق الأوسط.