الانترنت..وضرورة الاحتياط للمستقبل
في مدة تربو على عقد من الزمن، أحدث فضاء الإنترنت ثورة في طريقة عيشنا وعملنا. وقد تضاعف معدل الوصول إلى الإنترنت بسرعة مذهلة : في عام 1995، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت 16 مليون مستخدم، ويقارب عددهم اليوم 2 مليار مستخدم، وأكثر من نصف عدد هؤلاء المستخدمين من الدول النامية.
-
ويتيح هذا التطور السريع لعالم متصل بشبكة معلومات عالمية فرصا اقتصادية واجتماعية هائلة. ويقدر أنه مقابل كل زيادة بنسبة 10٪ في النطاق العريض للإنترنت، سيزيد الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمعدل 1.3 ٪.
-
إن الإنترنت يخفي الحدود الجغرافية ويتجاوز الانقسامات الثقافية، ويقرب العائلات والأصدقاء من بعضهم البعض، ويخلق التعارف والتفاهم بين المجتمعات والأمم ويسمح بالاتصال بين أولئك الذين لم يلتقوا شخصيا أبدا ولكن تجمعهم مصالح أو اهتمامات مشتركة.
-
يمكن للإنترنت أيضا تحسين الأداء التجاري. وقد كشف تقرير صدر مؤخرا أن فرض الحضور على الإنترنت ينتج عنه زيادة بنسبة 10٪ في الإنتاجية بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم. وبمعرفة إحصاءات من هذا النوع، فإن تجاهلنا الإنترنت سيكون على حسابنا. ولكن نتجت عن ذلك أيضا تحديات كبيرة والتي تقلل من أهمية هذه الفوائد وتشكل تهديدا خطيرا لانتزاع جميع الإمكانات التي يتيحها عالم الانترنت. وهذا يؤثر علينا جميعا. لذا يجب أن يتم تشكيل فضاء إنترنت آمن ومرن من قبل مصالح المجتمع المدني وقطاع الصناعة والحكومات من جميع أنحاء العالم. وعند مواجهة التهديدات، يجب ألا نسمح بتحسين الأوضاع الأمنية على حساب حقوق الإنسان الأساسية.
-
أقام وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، الأسبوع الماضي مؤتمرا دوليا كبير للنظر في كيفية مواجهة تلك التحديات. وقد كان هذا حدثا كبيرا، اجتمع فيه 700 مشارك من 60 بلد، بما في ذلك ممثلين سامين عن الحكومة والمنظمات الدولية وقطاع الصناعة والمجتمع المدني. كما استمع المشاركون في المؤتمر إلى المواطنين من مختلف أنحاء العالم. وقد أخذت هيئة المستشارين الأسئلة مباشرة من الجمهور عبر الإنترنت، إذ تم بث الحدث مباشرة على الإنترنت وتمت مناقشته في وسائل الاعلام الاجتماعية في الصين وباكستان والهند والشرق الأوسط.
-
بعض الدول لا تشاطر وجهة نظرنا حول الأثر الإيجابي للإنترنت. والوصول إلى التوافق الدولي في الآراء الذي نحتاجه لن يكون أمرا سهلا إذ سيستغرق وقتا. لكن هذا أحد أكبر التحديات في عصرنا. فلا أحد يتحكم في الإنترنت ولا يمكننا ترك مستقبله رهنا للصدفة.
-
لدينا الفرصة لضمان مستقبل مزهر مليء بالابداع لكننا نواجه أيضا خطر أن يتم استخدام شبكة الإنترنت كقوة لإلحاق الضرر. لذا يجب أن نبدأ العمل الآن إذا أردنا حماية والحفاظ على الفرص الهائلة التي يتيحها لنا تطور الإنترنت.
-
إن استخدام شبكة الإنترنت في الجزائر يرتفع بسرعة كبيرة، والفيسبوك يزداد شعبية يوما بعد يوم. إذا إن كنتم تقرأون هذا المقال على موقع الشروق أو عبر صفحة سفارتنا في الفيسبوك فإنني أحثكم على الانضمام إلى المناقشة.