البتول .. قصة الفتاة التي تحدّت السرطان بحفظ القرآن
حظيت الطالبة بن خرارة مريم البتول مؤخرا، بتكريم خاص جدا لحفظها القرآن الكريم كاملا، وفي ظرف خاص ووقت وجيز جدا.
حيث خصتها مدرستها القرآنية بأولاد جلال، وعلى رأسها معلم القرآن الإمام امحمد النعيمي بجائزة تمثلت في أساور ذهبية، وفّرها رجال الخير من داعمي هذه المدرسة ومشجعي حفظة القرآن بيها. وخلال تكريمها روت هذه الطالبة لـ “الشروق ” قصة تحديها للورم السرطاني، من خلال قوة الإيمان وحفظ القرآن في ظرف وجيز.
فمريم البتول التي أكملت ربيعها السادس عشر، وتستعد لاجتياز شهادة البكالوريا، ابتليت بورم سرطاني، غير أن قوة إيمانها، جعلتها تقاوم هذا الورم وتنتصر عليه كلية، بفضل عزيمتها الفولاذية، التي وجّهتها طوال فترة العلاج لحفظ وختم كتاب الله، الأمر الذي تمكنت منه في أقل من سنة ونصف.
بعد أن كانت مريم تواظب على حفظ القرآن، بالمدرسة القرآنية بمسجد امبارك الميلي شرق أولاد جلال، كانت في ذات الوقت تدرس بالثانوية في سنتها الثانية ثم انتقلت إلى السنة الثالثة، عن جدارة واستحقاق. لكن أصابها مرض السرطان وأخذت تتابع العلاج ككل مريض، غير أنها تميزت عن غيرها بقوة إيمانية كبيرة، وطاقة معنوية إيجابية كبرى، جعلتها تقاوم المرض بإيمان وصبر وفي ذات الوقت انتابها إصرار غير عادي، على إتمام حفظ القرآن الكريم، وهو المشروع الذي بدأته منذ الصغر، غير أنها هذه المرة قرّرت ختمه في أقل وقت ممكن. وبفضل معلمها الإمام النعيمي ومعلمتها السيدة فيروز على مستوى المدرسة القرآنية ومساندة والديها وأختيها، اللتين حفظتا القرآن في وقت سابق، تمكنت مريم من تحقيق حلمها مضاعفا، فمن جهة استطاعت أن تتحدى المرض وتشفى منه بفضل العلاج والصبر وإرادة الله التي لا تقهر، ومن جهة أخرى استطاعت هذه الفتاة الظاهرة إتمام حفظ القرآن وختمه في ظرف وجيز، وهي على فراش المرض وتحت رحمة العلاج.
وكانت النتيجة فرحة لا توصف سواء لدى مريم نفسها التي صبرت فنالت، أو لدى عائلتها وزميلاتها في المدرسة القرآنية، حيث أصبح الجميع يطلق على مريم لقب الفتاة الحديدية التي قهرت المرض بصبرها وإيمانها كما لقبت أيضا بذات الإرادة الفولاذية والعزيمة الخارقة، لأنها قرّرت حفظ القرآن متكلة على الله عز وجل، وكان لها ذلك، وفي أقل وقت ممكن لتصبح مريم المكرمة بالذهب، قدوة لأبناء وبنات مدينتها، الذين افتخروا كثيرا بهذه الطالبة التي صنعت الحدث.