-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البريكس.. لأيِّ حساباتٍ تمت التضحية بالجزائر؟ ( الجزء الثاني والأخير)

عمار تو
  • 7229
  • 0
البريكس.. لأيِّ حساباتٍ تمت التضحية بالجزائر؟ ( الجزء الثاني والأخير)

يمكننا ذكر أربعة أسباب ممكنة لمحاولة تفسير هذه المعارضة الهندية، احتمالا: فالصين التي تدعم انضمام الجزائر إلى مجموعة ”البريكس”، تعارض بشدة انضمام أندونيسيا إلى المجموعة رغم توفرها على مؤشرات اقتصادية تضاهي بل تتفوق حتى على تلك التي تطبع اقتصادات بعض الأعضاء المنشئين للمجموعة وعلى مؤشرات كل الأعضاء الجدد للمجموعة.

وقد يعود السبب إلى تصفية حسابات ترتبط بخذلان إندونيسيا للصين لفائدة الهند التي توجد في نزاع حدودي طويل مع الصين، في الوقت الذي تكون الصين قد أخذت على عاتقها التمويل المسبق الملائم لمنجزات كبيرة في ميدان البنيات التحتية لأندونيسيا عندما كانت التمويلات تعوز هذه الأخيرة. وتشغيل القطار الفائق السرعة في أندونيسيا بتاريخ 30 سبتمبر 2023، لهو من ثمار هذا الدعم الصيني لأندونيسيا.
يُنظر احتمالا، من الجانب الهندي، إلى انضمام الجزائر إلى مجموعة ”البريكس”على أنه مصدر عرقلة عميقة للتبادلات التجارية بين الهند وروسيا التي عرفت طفرة كبيرة منذ اعتماد العملات الوطنية الهندية والروسية كعملات تبادل بين هذين البلدين في فائدة الهند بسبب تجاوز المبيعات الروسية للهند لمشترياتها من هذا البلد، ففائض الروبيات الهندية في الصناديق الروسية، لا يخدم مصالح روسيا التي تبيع بأسعار شديدة الانخفاض، كثيرا من غازها وبترولها للهند منذ مقاطعة الغرب لهذه المواد والتي تعيد الهند بيعها بأسعار السوق العالمية بصيغ وطرق مختلفة على حساب مصالح روسيا.

قد لا تنسى الهند، من جهة أخرى، نظرا للحرج الذي تشعر به من انضمام الجزائر إلى مجموعة ”البريكس” أن تضع على الطاولة، التنافس الكبير في ميدان تزويد الجزائر بالطائرات العسكرية المتطورة والتكنولوجيات التسليحية المرافِقة والرادرات وإمكانية نقل تصنيعها إلى الجزائر، في تنافس مع الهند كمتلقي لنفس هذه الطائرات وهذه التكنولوجيات وهذه الرادارات وطامح في المشاركة في تصنيعها.

انضمام الجزائر إلى مجموعة ”البريكس” يعرقل، في نظر الهند، هذه ”النعمة” الهندية، لاسيما وأن الجزائر لها ميزة بيع غازها وبترولها بالدولار الذي يمكنها تمريره لروسيا في مقابل عملتها الوطنية الدينار، التي تكون روسيا قد تلقتها من الجزائر في مقابل مشتريات هذه الأخيرة (الجزائر) بعملتها الوطنية-الدينار، فروسيا، رغم خطإ الهند الفادح في حساباتها، قد اعتمدت في معاملاتها التجارية لحد الآن، ثلاثين عملة وطنية للمتاجرة معها ومنها العملة الوطنية الجزائرية- الدينار، من دون ربط هذا الإجراء بشرط الانضمام إلى ”البريكس.

وقد لا تنسى الهند، من جهة أخرى، نظرا للحرج الذي تشعر به من انضمام الجزائر إلى مجموعة ”البريكس” أن تضع على الطاولة، التنافس الكبير في ميدان تزويد الجزائر بالطائرات العسكرية المتطورة والتكنولوجيات التسليحية المرافِقة والرادرات وإمكانية نقل تصنيعها إلى الجزائر، في تنافس مع الهند كمتلقي لنفس هذه الطائرات وهذه التكنولوجيات وهذه الرادارات وطامح في المشاركة في تصنيعها.
ولا يمكن إهمال إعادة تأميم مركب الحديد والصلب للحجار بعنابة في 2016 بعد إخفاق خصخصته لفائدة عملاق الصلب الهندي ”ميطال ستيل” (Mittal Steel ) في سنة 2001 بعد إخفاقه في احترام شروط الخصخصخة مما أدى إلى توقف المركب عن الإنتاج. ولم يقف المركب الصناعي على رجليه مجددا إلا حديثا جدا إذ بعثت الآمال مجددا على أمل العودة في سنة 2024 إلى نشاط عادي حسب ما جاء على لسان وزير الصناعة الجزائري بتاريخ 4 ماي 2023 (6)، وليس في الأمر أي مبرر يمنع من إحياء الأمل في انبعاث جوهرة الصناعة الجزائرية قريبا. (7)
وأخيرا، لا يمكن الاستهانة بالإشاعة واسعة الانتشار بعرقلة فرنسية لانضمام الجزائر إلى مجموعة ”البريكس” تكون الهند قد كُلّفت بتطبيقها ويعود مردها إلى توتر في العلاقات الثنائية الجزائرية- الفرنسية، إذ تشترط الجزائر الندية فيها. وكردّ فعل، تكون فرنسا قد اشترطت، من أجل مواصلة تحويل التكنولوجيا النووية الفرنسية إلى الهند، أن تتعرض الهند لانضمام الجزائر إلى مجموعة ”البريكس” وذلك باستعمال حقها في ”النقض” أو منع حصول الإجماع بين (الأربعة+ واحد) أعضاء مجموعة ”البريكس” كما كان ينص عليه القانون الداخلي لهذه المجموعة عشية انعقاد دورته الخامسة عشرة.

2.2- بخصوص موقف البرازيل
بالرغم من بعض التقارب السياسي في الأصل للرئيس البرازيلي دا سيلفا مع الجزائر، فالنفعية (البراغماتية) المكتسبة بالممارسة الحديثة، لاسيما سجنه وتفوقه الانتخابي الطفيف الذي رفعه إلى سدة الحكم في البرازيل بتاريخ 30 أكتوبر 2022 إذ كان مهددا بجد من قبل الرأسمال الخاص، ذي الأصل العبري بالخصوص، فإن هذه النفعية وهذه الواقعية أنستاه تاريخ التضامن الاجتماعي السياسي الذي يعرف تراجعا رهيبا تحت الحسابات السياسية تحضيرا للاستحقاقات السياسية المقبلة.
ولا نستبعد في محاولة تفسير الموقف البرازيلي المعارض لانضمام الجزائر إلى مجموعة ”البريكس”، الرفض المبرر لموقف تقنيي الخطوط الجوية الجزائرية الذين كانوا، تاريخيا، يفضلون دائما، من الناحية التقنية، طائرات النقل الجهوي ATR التي تنتجها شركة مختلطة بين المصنع الأروبي ”إير بيس” (Air Bus) والمصنع الإيطالي ”ليوناردو” (Leonardo)، على الطائرات البرازيلية ”أمبرائير” (Embraer) من نفس الحجم ولنفس الغرض في ميدان النقل الجوي الجهوي، كما يُصطلح على تسميته، إلا أن محركها أقل تحملا للرياح الرملية التي تطبع الهضاب العليا الجزائرية والجنوب الجزائري في فترات كثيرة من السنة عكس ملاءمة الطائرات من نوع ATR لهذه الأجواء (8)

التحفظ البرازيلي بشأن انضمام الجزائر إلى مجموعة ”البريكس” يكون قد دعم المعارضة الهندية من دون أن ترتفع إلى درجة التشنُّج التي تكون قد ميزت المعارضة الهندية.
وعكس هذه المعارضة للرئيس البرازيلي الحالي لانضمام الجزائر لمجموعة ”البريكس”، فإن الرئيسة السابقة للبرازيل ”ديلما روسيف” (Dilma Rousseff) والرئيسة الحالية لبنك ”البريكس” قد صرحت علنا بضعة أيام قبل انعقاد الدورة الخامسة عشر لمجموعة ”البريكس” بأن الجزائر تساهم بـ1,5 مليار دولار في أموال هذا البنك وتتوفر على كل الشروط للانضمام إلى مجموعة ”البريكس.”

2. 3- السلبية اللغز لروسيا والصين وجنوب إفريقيا
تناقضًا مع كل التطمينات والتأكيدات المقدمة، علنا، من قبل الصين وروسيا لانضمام الجزائر إلى مجموعة ”البريكس”، كما سبق أن ذكرنا به أعلاه، فإن عدم استعمال هذه البلدان لأوزانها النوعية الوازنة في وجه معارضة هذا الانضمام، يبقى مثيرا للقلق ومحيِّرا إلى حد الانزعاج، فصمتها المطبق خلال الدورة وبعدها، يزيد من حيرة الملاحظين.
وتعقّد بصفة أكثر، التصريحات التي أدلى بها، بهذا الشأن، الرئيس الروسي ”بوتين” إلى قناة روسيا التلفزية ”روسيا اليوم” (Russia Today) الناطقة بالعربية بتاريخ 6 أكتوبر 2023، تعقّد أكثر، كل قراءة واضحة لموقف كل من الصين وروسيا وحتى جنوب إفريقيا في جوهنسبورغ، فقول الرئيس ”بوتين” بأن ”الجزائر بلدٌ صديق وانضمامه إلى ”البريكس” سيفيد المجموعة ويجب معالجة هذه القضية بهدوء مع الأصدقاء داخل المجموعة. (9)
إحدى القراءات تذهب إلى حد الادِّعاء بأن هذين البلدين يكونان قد فضَّلا الحتميات الإستراتيجية بأبعاد كونية والتي تستهدفها مجموعة ”البريكس” تفضيلا لمجموعة مرصوصة متراصّة بعضوية الهند أساسا والبرازيل بشكل ثانوي على المخاطرة برؤيتها تتفكّك بسبب الملف الجزائري الذي يمكن معالجتُه لاحقا. وهذا ما يتساوق مع مضمون تصريح الرئيس الروسي الذي سقناه أعلاه. وهكذا تكون الجزائر قد قدِّمت قربانا لهذا المنطق. وهكذا تكون قد تمت التضحية بالجزائر في دورة جوهانسبورغ. ويمكن إدراج التصريح الأخير للرئيس ”بوتين” بامتياز وقبله بقليل التصريح اللغز والمبهم لوزيره للخارجية ”سيرغي لافروف” بتاريخ 31 أوت 2023 المتعلق بشروط الانضمام إلى مجموعة ”البريكس.

وتذهب قراءاتٌ أخرى إلى حد تفسير السلبية الروسية والصينية كتعبير عن شكوك تجاه الزيارة التي أداها وزير الخارجية الجزائري إلى الولايات المتحدة الأمريكية ابتداء من 8 أوت 2023 بدعوةٍ من نظيره الأمريكي ”أنتوني بلينكين”، زيارة، بالإضافة إلى الجو الودي الذي طبعها، قد كرّست إعادة الدفء الاستثنائي للعلاقات بين البلدين وبالخصوص، عن طريق الحوار الاستراتيجي بين البلدين ابتداء من شهر أكتوبر 2023، لاسيما أنّ الإدارة الأميركية تتظاهر، تكتيكيا في ظنهم، بالحفاظ على الجزائر في علاقاتها مع روسيا والصين، الشريكين الممتازين للجزائر، تواليا في المشتريات الضخمة للأسلحة وفي ميدان كثافة العلاقات الاقتصادية والتجارية المتسارعة.

وهكذا، يكون قد أثار فضولَ الروس والصينيين:
أ- مخزون الاستثمارات المباشرة الأجنبية في الجزائر لاسيما في ميادين ذات المصدر الأمريكي الذي يتصدر الاستثمارات المباشرة الأجنبية في الجزائر ابتداء من سنة 2020.
ب- الآفاق المعلنة في شهر جوان 2023 في ميدان آفاق التنمية الفلاحية في الجزائر من قبل الأمريكيين، لاسيما في ميدان تربية البقر، والأبقار الحلوب على وجه الخصوص، بغرض إنتاج اللحوم الحمراء وإنتاج الحليب الطري ومشتقاته.
ج- الاستثمارات في المحروقات عن طريق نقلها من البرازيل إلى الجزائر، بعد إخفاقها في البرازيل بالنسبة لشركتين من أهم الشركات الأمريكية المتخصصة في الميدان (Scell et Exxon Mobil) اللتين تتوفران على حوالي أربعة عشر مليار دولار (14) قابلة للاستثمار حينا (10).
د- زيارة وزير خارجية الجزائر إلى الولايات المتحدة الأمريكية المشار إليها أعلاه، في تاريخ يقع بين الزيارات التاريخية التي أداها الرئيس الجزائري إلى روسيا وإلى الصين في جوان وجويلية 2023 تواليا، وقبل انعقاد الدورة الخامسة عشرة لمجموعة ”البريكس”.
هـ- التصريح الرسمي للأمريكيين بشأن إرادتهم في التعاون مع الجزائر في الميادين الأمنية والاقتصادية،
والتنسيق في الميدان الأمني في البحر الأبيض المتوسط وفي شمال إفريقيا وفي الساحل والصحراء وفي معالجة السياسة لأزمة النيجر، توافقا مع وجهة النظر الجزائرية. مما يكون قد أزعج بجد، الأطماع الجيوسياسية والسياسية والاقتصادية للروس والصينيين في إفريقيا أساسا.
ويتعلق الأمر هنا، افتراضا، بعدد كبير من مصادر الظنون التي قد تغذيها حسابات جيوستراتيجية أكثر كونية من حسابات بأبعاد جهوية لبلد أو مجموعة من البلدان.

وخلال الندوة الصحفية التي عقدها الوزير الجزائري للشؤون الخارجية بتاريخ 29 سبتمبر 2023 والمخصصة للملف النيجَري، فبالرغم من العبارات الدبلوماسية الجميلة التي انتقاها، ظهرت علاماتٌ كاشفة للسرائر تقرأ في تعابير تقاسيم وجه الوزير خلال الأجوبة التي قدّمها بخصوص عدم انضمام الجزائر إلى مجموعة ”البريكس.”
وتقبُّلُ الجزائر، عن مضض، لمجموع هذه الوقائع، قد يكون وليد حكمة استثنائية وبرودة دم خارقة للعادة، فبعد ارتكاب الفعل، قد يكون الروس والصينيون في مرحلة البحث عن تعويضات جبرية انتقالية لصالح الجزائر في انتظار انضمام مفترض مشكوك فيه إلى مجموعة ”البريكس” في المستقبل لكن دون تحديد آجالها في التصريح الأخير للرئيس ”بوتين” الذي ظهر أقلَّ تصميما عكس عادته. ولم يكن الصينيون أحسن حالا منه دون تبرير البتة لتناقضاتهم بالنسبة للتطمينات والتأكيدات التي أعطوها للجزائر قبل انعقاد الدورة الخامسة عشر لمجموعة ”البريكس”.

تناقضًا مع كل التطمينات والتأكيدات المقدمة، علنا، من قبل الصين وروسيا لانضمام الجزائر إلى مجموعة ”البريكس”، كما سبق أن ذكرنا به أعلاه، فإن عدم استعمال هذه البلدان لأوزانها النوعية الوازنة في وجه معارضة هذا الانضمام، يبقى مثيرا للقلق ومحيِّرا إلى حد الانزعاج، فصمتها المطبق خلال الدورة وبعدها، يزيد من حيرة الملاحظين.

غياب المقاييس الرسمية الصارمة المعلنة سلفا للانضمام إلى مجموعة ”البريكس”، ترك الباب مفتوحا ‘لمقاييس سياسة، غير دقيقة، غامضة المحددات، مطاطية ومكيَّفة حسب أغراض أصحاب القرار المبهمين؛ فإذا كان (الأربعة+ واحد) عضوا في المنطلق، تعرف بعض العجز في انسجامها، حتى إذا كان ذلك صارخا في البدايات، فالأعضاء الستة الجدد الانضمام إلى مجموعة ”البريكس” ابتداءً من يناير 2024، يظهر وكأنها تخضع، على العكس من ذلك، بالنسبة لخمسة منهم، إلى مقياس جيوسياسي مشترك يرمي إلى انتشالهم من المعسكر الغربي. أما بالنسبة لسادسهم، فيظهر أن الغاية (المقياس) ترمي إلى حمايته اقتصاديا من عديد العقوبات التي سلّطها عليه الأوروبيون وحفاظا عليه وتسخيره خدمة لبعض أعضاء مجموعة ”البريكس” أكثر من البعض الآخر. أما الجزائر، في حساباتهم، فهي مضمونة سلفا لخدمة أطروحتهم، مع التذكير بأن مؤشرات الجزائر الأكثر إدماجا لعوامل التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتمثلة في مؤشر التنمية البشرية ومؤشر الأمل في الحياة عند الولادة، توجد من بين أحسن المؤشرات لمجموعة الأحد عشر عضوا التي أصبحت تشكل مجموعة ”البريكس” بعد دورتها الخامسة عشر المنتهية في 24 أوت 2024. وسيدفع البرنامج التنموي، أكيدا، إلى رفع هذه المؤشِّرات إلى درجات أعلى في السنوات القليلة المقبلة، فقدراتُ الجزائر الكامنة المتمثلة في الطاقة النظيفة والمتجددة وفي نسبة سطاعة الشمس، وفي الفضاء وعلى سطح الأرض وفي باطنها وفي أعماقها القابلة للاستغلال كالأتربة النادرة التي تكتنز الجزائر منها حوالي 20 % من المخزون العالمي بالإضافة إلى المعادن الأخرى، ستحميها من تقلب الأحوال رأسا على عقب عكس ما يعانيه كثير من منافسيها.
لقد تحولت هكذا مجموعة ”البريكس”، عكس الأهداف المعلنة أصلا، إلى أداة بقواعد ومرامي تغلب عليها الحساباتُ السياسية، في تعارض صارخ مع أهدافها المعلنة عند إنشائها وخلال تطورها إلى غاية عشية انعقاد دورتها الخامسة عشر في أوت الماضي، منحى بدأت تطبعه المآخذ التي تعاب على كثير من المجموعات الاقتصادية المنافسة الأخرى.
وفي الوقت الذي كنت اختم فيه هذه المساهمة التي فتحتها مباشرة غداة 24 أوت 2023، تاريخ اختتام الدورة الخامسة عشر لمجموعة ”البريكس”، نزل القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يقضي بغلق ملف ”البريكس” نهائيا. وعلى الجزائر أن تتابع تنفيذ مخططاتها وبرامجها التنموية التي سبق لها أن صمَّمتها واعتمدتها بعيدا عن أيِّ صلة بمجموعة ”البريكس” وخارج أي تكتل أخر أو أيِّ مجموعة بلدان أخرى، فمشاريعها الصناعية الكبرى، مدنية وعسكرية، جديدة أو مستجدة، أو إعادة تنشيطها أو إحيائها بعد إماتتها المبكرة، ومشاريعها الكبرى في البنيات التحتية، في السكة الحديدية والطرق لاستكمالها أو إطلاقها، وطموحاتها الكبرى في ضمان أمنها الغذائي وأمنها المائي على المدى المتوسط، ومشروع عاصمتها الاقتصادية الذكية المبرمجة بـ”بوغزول” بتكنولوجياتها للإعلام والاتصال وفي تكنولوجيات المستقبل ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي وغيرها في ميادين أخرى، اليوم وقد اكتملت الأدوات القانونية لجذب الاستثمارات المباشرة الأجنبية وتطهير سوقها المالية والنقدية، فعليها أن تقوم بهذا مباشرة مع الدول وخارج منطق المجموعات والتكتلات، وفية لقناعاتها قدر الإمكان، وفي احترام روح عدم الانحياز التي قادت دوما علاقاتها الدولية، لكنه عدم انحياز من الأعلى لتحقيق صعودها الاقتصادي بسرعة محسوبة الآجال بصرامة متناهية. ويتعين الحرص، في ميدان الشراكات الإستراتيجية الكبرى الجديدة أو المعمقة، مع بلدان الشرق، مقابلتها بشراكات مماثلة مع بلدان محسوبة على المعسكر الغربي التي هي في طور التطبيق أو في مراحل متقدمة لإبرامها.

المراجع
6- وكالة الأنباء الجزائرية- زيارة الوزير الأول إلى مركب الحجار-عنابة . الخبر منشور بتاريخ 12 أوت 2023.
7- تجربة شخصية لكاتب هذه المساهمة لسنوات 2008-2013
8- قناة روسيا اليوم Ruusia Today أكتوبر الناطقة بالعربية – 5 أكتوبر 2023.
9- Shell et Axxion Mobil التي نقلت نشاطاتها إلى الجزائر بعد إخفاق أبحاثها في البرازيل.
10- القناة التليفزيونية – الجزائر 24 نيوز.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!