-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في ظل التساؤل عن مبتغاها من الانضمام... محلل استراتيجي:

“البريكس”.. متنفّس الجزائر في عالم مليء بالمطبات

محمد مسلم
  • 3760
  • 0
“البريكس”.. متنفّس الجزائر في عالم مليء بالمطبات

في لقائه الأخير مع الصحافة الوطنية، تحدث الرئيس عبد المجيد تبون، عن رغبة الجزائر في الانضمام إلى مجموعة “بريكس”، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وهي الدول صاحبة أسرع نمو في العالم.

وقد عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة في كاترينبورغ بروسيا في جوان 2009. واتفق هؤلاء على مواصلة التنسيق في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية آنية، بما فيها التعاون في المجال المالي وحل المسألة الغذائية، كما انضمت دولة جنوب افريقيا إلى المجموعة في عام 2010، فأصبحت تسمى “بريكس” بدلا من “بريك” كما كان الحال في بداية المشروع.

ويتوقع أن تنافس اقتصاديات هذه الدول اقتصاد أغنى الدول في العالم حاليا بحلول عام 2050، حسب مجموعة “غولدمان ساكس” البنكية العالمية، والتي كانت أول من استخدم هذا المصطلح في عام 2001.

وعن رغبة الجزائر في الانضمام إلى “بريكس”، يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، محمد صاغور، إن “رئيس الجمهورية لما يتكلم عن رغبة الجزائر في الانضمام إلى هذه المنظمة أو المجموعة، فهذا يكون بعد دراسة، وبعد استشارة المستشارين والخبراء والمختصين والاستراتيجيين والمجلس الأعلى للأمن. رئيس الجمهورية لا يتكلم في مثل هذه المسائل اعتباطيا، وإنما بناء على معطيات وبناء على خلفية وأسس صحيحة”.

صاغور: المجموعة يمكن أن تكون بديلا لبلادنا عن منظمة التجارة

وعندما نتكلم عن “البريكس”، فنتحدث، يقول صاغور في اتصال مع “الشروق”، عن دول مثل البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا. و”الأكيد أن الجزائر تكون قد استشارت هذه المجموعة، ولمست لدى الدول الأعضاء فيها تجاوبا مع الرغبة الجزائرية. وكما نعلم فإن للجزائر علاقات مميزة مع هذه الدول ولاسيما الصين وروسيا وجنوب إفريقيا، وحتى الهند والبرازيل”.

ووفق أستاذ العلاقات الدولية، فإن “الانضمام إلى هذه المجموعة يفيد الجزائر، لأن العالم حاليا يعيش عصر التحالفات الكبرى، وبالتالي فمن حق الجزائر أن تبحث عن التحالفات التي تناسبها. والبريكس هو تحالف اقتصادي سياسي اجتماعي. الجزائر لها الإمكانات التي تمكنها من الانضمام إلى هذه المجموعة، فهي اليوم انتقلت، كما يقال، إلى السرعة الثانية، ولاسيما في مجال استغلال المناجم مثل الحديد والفوسفات، وتعزيز إنتاجها الطاقوي”.

ويرى صاغور أن انضمام الجزائر إلى هذه المجموعة سيوفر لها متنفسا في محيط عالمي مليء بالمطبات: “فكما هو معلوم الجزائر كانت محاصرة من قبل منظمة التجارة العالمية تقريبا منذ ثمانينيات القرن الماضي، ففي كل مرة تخرج هذه المنظمة بشروط تعجيزية لعرقلة انضمام الجزائر إليها، لذلك يمكن القول إن هذه المجموعة القوية جدا، يمكن أن تكون بديلا لمنظمة التجارة، فهي تمثل حوالي 40 بالمائة من الاقتصاد العالمي، وحوالي 40 إلى 50 بالمائة من الناتج المحلي العالمي، وحوالي 40 بالمائة من عدد سكان العالم. فالصين يبلغ عدد سكانها حوالي 1.5 مليار نسمة والهند 1.2 مليار.. وهذه الدول متقدمة جدا من الناحية الصناعية، كما أن روسيا تعتبر رائدا في صناعة الأسلحة”.

أما عنوان العلاقة بين دول هذه المجموعة، يقول أستاذ العلاقات الدولية، فهو “التكامل والتجارة البينية، فدولة جنوب إفريقيا تتوفر على المعادن النفيسة مثل الذهب واليورانيوم والنحاس، وميناء شرشال الذي يوجد قيد الإنجاز سيلعب دورا بارزا في طريق الحرير الذي أطلقته الصين، كما نستفيد من تطوير صناعة السلاح من روسيا.. باختصار هذه الدول هي دول المستقبل التي تسيطر على العالم في المستقبل”.

ويختم صاغور حديثه عن تأثير انضمام الجزائر لهذه المجموعة على علاقاتها بالدول الكبرى الأخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، التي لها علاقات مستقرة مع الجزائر، قائلا: “الجزائر بلد متوسطي مهم بالنسبة لأوروبا وأمريكا. ليس هناك أفضل من الجزائر في تزويد أوروبا بالغاز. وكما يعلم الجميع، فقد تم التوقيع مؤخرا على شراكات في قطاع الطاقة مع شركات، مثل الإيطالية (إيني) والفرنسية (توتال إنيرجي) والأمريكية (أوكسيدونتال). هنالك دول من “البريكس” لها علاقات وطيدة مع أمريكا مثل البرازيل، وحتى الصين لها علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية. فأين المشكل؟”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!