-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البشـــر يحرقـــون كوكبهــــم

مارتن روبر
  • 1178
  • 1
البشـــر يحرقـــون كوكبهــــم

قامت، نهاية الأسبوع الماضي، اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة بنشر تقييمهم المناخي الجديد وذلك لأول مرة خلال الست سنوات الأخيرة. إنه تقرير ذو أهمية كبيرة جدا، إذ أنه يعطي تحليلا علميا مدروسا لمشكلة نعلم أنها موجودة. انظروا فقط إلى تزايد حالات الظواهر المناخية الشديدة حول العالم لتروا أن تغير المناخ يحدث بالفعل. ويخلص التقرير إلى أن الأدلة العلمية واضحة على أنه من المحتمل جدا أن النشاط البشري تسبب في احترار النظام المناخي على مدى القرن الماضي، وأود أن أستخدم مقالي هذا الأسبوع لألخص بإيجاز بعض محتويات التقرير.

يشير التقرير إلى أن الأدلة المتعلقة بتغير المناخ أصبحت الآن قاطعة. حيث ارتفعت درجات الحرارة بـ 0.9 درجة مئوية منذ عام 1901، وكان كل عقد من العقود الثلاثة الماضية أكثر دفءا من سابقه، كما أننا قد شهدنا مؤخرا الـ 30 سنة الأشد حرا خلال الـ 1400 سنة الماضية. وقد انخفض الغطاء الجليدي البحري في القطب الشمالي في فصل الصيف على السطح بحوالي 40٪ منذ عام 1979.

يذكر التقرير أنه من المرجح جدا أن نشاط الإنسان هو المؤثر الرئيسي في تغير المناخ على مدى السنوات الخمسين الماضية، فهو مسؤول عن أكثر من نصف الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة العالمية. لم يسبق لمستوى الغازات الدفيئة أن يعرف زيادة كهذه منذ 800,000 سنة وتعد نسبة ثاني أكسيد الكربون الآن أكثر من 40  % مقارنة بالعصر قبل الصناعي. هذه الزيادة ناتجة أساسا عن حرق الوقود الأحفوري.

سوف يستمر ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، ولدينا اليوم تقنيات لتقييم ذلك، أفضل من أي وقت مضى. تؤكد النماذج العلمية التي لدينا الآن أن درجات الحرارة العالمية مرشحة للارتفاع بأكثر من درجتين خلال القرن القادم إن لم نبذل أي مجهودات من أجل خفض انبعاثات الغازات الدفيئة. من المتوقع أن تزداد مخاطر الكوارث الطبيعية في العقود القادمة، كموجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة، كما يتوقع أن يرتفع مستوى سطح البحر العالمي بين 0.26 و0.81 متر قبل نهاية هذا القرن.

يعتبر كل هذا حجة مقنعة للقادة الدوليين للعمل الآن من أجل الحد من انبعاثات الكربون، وتأمين طموح اتفاق عالمي ملزم قانونا في 2015 في إطار انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة حول “تغير المناخ”. إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف تزداد آثار تغير المناخ بشكل أكبر. حتى إذا أوقفنا انبعاثات الغازات الدفيئة الآن، معظم جوانب تغير المناخ سوف تستمر لعدة قرون، والكثير من هذا التغيير سوف يكون أمرا لا رجعة فيه.

رحب وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، بهذا التقرير: “يوضح تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة، أنه ما لم نتصرف الآن للحد من انبعاثات الكربون، سوف يزداد الأمر سوءا في العقود القادمة. للحكومات والشركات والأفراد المسؤولية للتصدي لتغير المناخ.  كلما طال التأخير، كلما زادت المخاطر وزادت التكاليف على الأجيال الحاضرة والقادمة”.

من الضروري أن نتخذ هذا التقرير على محمل الجد. تغير المناخ موجود ولكن لا يزال لدينا القدرة على إبطاء سيره وينبغي أن نفعل كل ما بوسعنا لتحقيق ذلك.

سبق للمملكة المتحدة والجزائرالاتفاق على الحاجة الملحة للتصدي لآثار تغير المناخ، والحد من انبعاثات الكربون، والبحث عن مصادر جديدة للطاقة النظيفة. وينبغي أن نواصل العمل معا بشكل وثيق، ومع جميع الشركاء الدوليين، لتحقيق هذا الهدف. خلاف ذلك، وحسب ما ذكرته الصحافة الجزائرية خلال الأشهر القليلة الماضية، قد تكون هناك زيادة في الآثار المناخية في الجزائر، تمس قطاعات مثل الزراعة والموارد المائية. والشيء نفسه ينطبق على المملكة المتحدة حيث تمت ملاحظة الآثار. إنها حقا مشكلة عالمية. كما قال وزير الخارجية الأمريكية بعد نشر التقرير: “إن لم يكن هذا جرس إنذار، إذن أنا لا أعرف ما كان ذلك. إذا كانت هناك قضية يتطلب فيها المزيد من التعاون والشراكة، ودبلوماسية ملتزمة، فهذه هي.

 

ستواصل المملكة المتحدة العمل بلا كلل في منتديات متعددة الأطراف للاتفاق على أهداف الحد من الكربون. إذا لم يكن هناك اتفاق دولي، فسوف يمثل تغير المناخ خطرا أساسيا على الاستقرار والرخاء العالميين. أصبح من الضروري اتخاذ إجراءات على المستوى العالمي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ابو محمد الحسن

    كان من الأجدر أن تعنون مقالك بهذا العنوان :
    " الحضارة الغربية أحرقت كوكبنا" .
    الغرب هو الذي تسبب ابتداء في هذه الكارثة البيئية ،و هو منذ قرون
    يقوم باستنزاف الأرض ،و قهر شعوبها المستضعفة ،و عليه فيجب أن
    يدفع الثمن وحده للتقليل من مخاطر التغير المناخي .