-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البكالوريا بين الغش الأكبر والغش الأصغر

محند أرزقي فراد
  • 5589
  • 13
البكالوريا بين الغش الأكبر والغش الأصغر

كلمة الغشّ مشتقة من “الغشش” أي المشرب الكدِر كما ذكر ابن منظور في قاموسه “لسان العرب”. ومعنى الغش، هو الخداع والاحتيال والسعي للحصول على أمر ما بطرائق غير أخلاقية وغير قانونية، لذلك حاربت الأديانُ السماوية والقوانين الوضعية ظاهرة الغش باعتبارها مرضا اجتماعيا خبيثا يهدِّد المجتمعات البشرية بالانهيار.

لكن المفارقة العجيبة أن الغش قد صار عُملة رائجة في مجتمعنا بمباركة أكابر القوم، يتعامل بها الناس في كلّ مجالات الحياة دون أن يتحرّك الضمير الخُلقي لمحاربة هذا الوباء. وعندما امتدَّ هذا السرطان الخبيث إلى امتحان البكالوريا أقام “الرأي العام” الدنيا ولم يُقعِدها، وكأنه أطلّ برأسه على مجتمعنا لأول مرة!. فراح البعض يحمّلون وزيرة التربية مسؤولية الجريمة، في حين صبّ البعض الآخر جام غضبه على الأساتذة والمترشحين، والقلة فقط هم من وضعوا الأصبع على الجرح.

 هل نسينا أن الظلّ لا يستقيم والعود أعوج؟ أليست الوزيرة ظلا للحكومة؟ أليست الحكومة ظلا لرئيس الدولة؟ أليس رئيس الدولة ظلا للمنظومة السياسية؟. إن الغش في امتحان البكالوريا هو غشّ أصغر، أنتجه غشٌّ أكبر هو “المنظومة السياسية المغشوشة” التي أنجبت رؤساء مغشوشين، ووزراء مغشوشين، ونواباً مغشوشين، وإدارة مغشوشة، وجهاز قضاء مغشوشاً، ومنظومة إعلامية مغشوشة، ومنظومة تربوية مغشوشة، ومنظومة صحِّية مغشوشة، وتديّناً مغشوشاً، ومواطناً مغشوشاً، ووطناً مغشوشاً ومخدوعاً. فهل بعد هذا تستطيع المدرسة أن تكون في صحَّة جيِّدة؟. ما لنا نصرخ في وجه الغش الأصغر، وننحني أمام أعاصير الغش الأكبر؟ ما لنا نلوم أبناءنا على اقتفائهم لآثار الكبار؟ ما لنا نلوم الجرح إذا أرضانا الألم بتعبير الشاعر المتنبِّي؟ لا شك أن هناك شرخاً في رؤوسنا – بتعبير الفنان الحكيم لونيس آيت منقلات- جعلنا نعجز عن إعمال العقل للخروج من نفق الاستبداد نحو برّ الديمقراطية، كما فعل من كان في مستوانا كدولة كوريا الجنوبية مثلا. وآخر الكلام: “وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السّبيلا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • طيب

    أنا لا أوافقك الرأي يا أستاذ فراد ، بأن مشكل البكالوريا هذا العام هو الغش . المشكلة الحقيقية ياأستاذ أن هذه الغبريطية التي أحضروها ليس لاصلاح المنظومة التربوية المنكوبة ، ولكن لافساد مابقي من صلاحها! والا مامعنى التعليم بالدارجة ! ومامعنى حذف التربية الاسلامية من البرامج المدرسية أو تقليصها ! ومامعنى احضار اطارات فرنسية لاعادة صياغة المنهاج على المقاص الفرنسي ، وكأن في العلم لايوجد الا فرنسا !! حاولت الوزيرة السباحة ضد التيار فجرفها التيار ... حذار من هوية الشعب الجزائري فهو خط أحمر .

  • ddt

    مقال وزنه من ذهب مقال و عليه كلام بارك الله لك

  • الورثلاني

    اين المشكل اذا دافع امازيغي عن امازيغي مالم يكن ذلك دفاعاعن باطل? الحق حق والباطل باطل فما دخل الطائفة اوالقبيلة اوالجهة في ذلك? والله الذي لا له الا هو لوشككت في اخلاق ومبادئ الرجل او رايت فيه ما يتنافى مع النبل والمروءة والقيم الانسانيةالسامية مادافعت عنه ولو خرج من بطن امي. اقول لك هذا وانا اعرف مسبقا ان مشكلك ليس في الحق و الباطل وانما هو في كل ما يذكرك بالامازيغ والامازيغية. لا حيلة في يدي لاخلصك من كابوس الامازيغية. ماذا استطيع ان افعل لاريحك و اشفيك? الله هو الذي خلق الامازيغ ربما اخطا.

  • AZIZ

    اخطر المجرمين على الجزائر هم من يدعون الثقافة والعلم والاعلاميين وماهم الا انصاف متعلمين ..المثقف الحقيقي او الاعلامي الناجح هو من يكون صاحب فكر وحامل رسالة لخدمة بلده ومجتمعه لا ان يكون عامل تحريض ومعول هدم لقيم مجتمعه ودولته ..مثقفونا واعلاميونا اتخذوا نهج التطاول على مؤسسات الدولة فلا تجدهم الا سبابين شتامين وحالهم لا يختلف عن حال رواد المقاهي .المثقف الحقيقي والاعلامي الناجح هو من يقيم ويقوم بتقديم التوجيهات والنصائح للسلطة والشعب بما يخدم البلد وليس من يقدمون وضعا سوداويا لتوسيع الهوة بين ا

  • أنيس أبو الليل

    الطير يغني و جناحه يرد عليه أو أمازيغي يدافع عن أمازيغي

  • الجزائري

    والله وصل بهم التلاعب بمصير هؤلاءالمساكين وهذا كله بسبب الغش الذي طال كل مناحي الحياة لوكان القانون فوق عفوا تحت الجميع لما كان حالناهكذا

  • الورثلاني

    شكراً.. كفّيت و وفّيت يا استاذ و لم تترك لنا ما نضيفه في هذا الموضوع فبارك الله فيك.

  • الورثلاني

    كان نائبا عن حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض منذ 1962 والذي يحصل نوابه على اصوات الشعب بدون غش; ثم ان الغش يكون في احزاب السلطة التى توصل الى ضرع البقرة اما حزب الاففاس فليس من النوع الذي يحلم نوابه ومسؤولوه بحليب وزبدة بقرة الايتام. اما اذا قلت ان اي نشاط سياسي للمعارضة في ظل نظام غير شرعي ومبني على الغش منذ 1962 هو مشاركة في الجريمة واضفاء للشرعية على نظام غير شرعي, فنرد عليك ان هذا التفكير تشاؤم وعدميةعقيمة تتجاهل تعقدالنظام السياسي الجزائري و وجود رجال وطنيين يريدون الخير للجزائر بداخله.

  • moh

    إعادة البكالوريا نعم و لكين من بضمن عدم تسريب المواضيع مرة اخراء ما دام لم نكشف على المتورطين و طريقة التوارط.
    لا ننسى ابضا ان الغاش و التزوير عاد رياضة وطنية حيث التوضيف يمر عن طريق التزوير و الغاش الانتخبات كذلك التجارة ايضا الخ .....
    الذى جراء في الكالوريا هي للاشف دمقرطات الغاش و التزوير لان كانت الجهات المعنية تقول كل مرة ان التسربات عن طريق الوسائل الحديثة محدودة و لا تمس الى فئة قليلة و هي الفئة التي تملك امكانيات مادية و لعلى نفوض و لم تاخد ذذهم اجراءات عقابية

  • جمال

    أعتقد أن السيد الكاتب كان نائبا برلمانيا في عهدة سابقة وفي إنتخابات مغشوشة

  • علي

    هدا هو صوت الحكمة المتجرد من النزوات والاحكام المسبقة وخاصة من دعاة التغريب الدين يريدون التسلل في الضلام واستغلال الرداءة السائدة واهتراء النضام لتمرير مخطط فرنسي لمسخ القيم التي يناصبونها العداء بدعوى العصرنة والتقدم في حين ان اغراضهم دنيئة تتمثل في التجهيل والطمس والتحايل وسلب الارادة الوطنية لفائدة مستعمر الامس والدليل انهم يمررون مخططهم(الاصلاحي) في سرية فهل رايتم اصلاحا يتجنب النقاش العام ومن اهل المهنة لو كانت النية سليمة وينفد بجلب اوصياء اجانب

  • عبد الكريم

    والله هذا هو بيت القصيد ....................... بوركت ياأستاذ

  • bess mad

    كلنا غاشي كلنا راشي .ومرتشي و الغاشي لأن أصل الكلمة و الله أعلم من الغش . إذا الطمع يعلم السقاطة و راقدة و تمانجي تعلم الاتكال على خالي الجنرال فراجي . بدأ الغش منذ شعور فرنسا بفقدانها الجزائر . فسلطت على المجاهدين الحقيقيين أولا السبايس و الزواف و الشناقطة و أولاد الحركة . فصبوا جام غضبهم على الوطنيين فتمت تصفيتهم في الجبال . فنزل منتشيا حاملا الأفعى المقتولة على عود يرهب بها الغاشي المذلول الذي لم يكن من الطرفين فصفق له من غير أن يسأله عن البطل قاتل الأفعى .و من هنا انطلق الغش و برز الغشاشون.