-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التحكيم يضع البطولة في خطر

ياسين معلومي
  • 211
  • 0
التحكيم يضع البطولة في خطر

عرفت الجولات الأخيرة من الرابطة المحترفة الأولى أخطاء كثيرة من طرف بعض الحكام الذين تسبّبوا في التأثير على نتائج بعض اللقاءات، وهو ما جعل عديد رؤساء الأندية وبعض التقنيين والمحللين يدقون ناقوس الخطر قبل فوات الأوان، لأن مصير بعض الأندية في خطر، سواء التي تلعب من أجل البقاء أو تلك التي تتنافس على اللقب أو لعب منافسة قارية، وهو ما جعل الاتحاد الجزائري لكرة القدم يقرر عقد اجتماع طارئ لإيجاد حلول مستعجلة.

أولى التصريحات التي أحدثت ضجة في المحيط الكروي أطلقها المكتب المسيِّر لوفاق سطيف بعد الذي حدث في مباراتهم أمام شباب قسنطينة حين حرمهم الحكم من ضربة جزاء وهدفٍ حقيقي، لتتوالى المهازل والتي كان ضحيتها فريق شبيبة القبائل التي عانت الأمرّين من أصحاب الزي الأسود الذين “تعمّدوا” على حد تصريح إدارة الشبيبة التي ذهبت إلى حد الحديث عن “مؤامرة لإسقاط الفريق” الذي لم يعرف شبح السقوط منذ صعوده سنة 1969، وحتى أندية أخرى على غرار اتحاد بسكرة ونادي بارادو يتهمون الحكام الذين تمادوا في الأخطاء رغم أنهم سيّروا البطولة منذ بداياتها بطريقة جيدة بعيدة عن كل الشوائب.

وإذا كان الجميع اليوم يتحدث عما يحدث في بطولتنا المنحرفة، فالكل يجمع أن سياسة الردع غائبة تماما، إذ لم نسمع قطّ أن الاتحاد الجزائري لجأ إلى القضاء ورفع دعاوى قضائية ضد حكام غير نزهاء رغم أن أحد الرؤساء السابقين قال في جمعية عامة وأمام الجميع إن كل المسيِّرين باعوا واشتروا اللقاءات في وضح النهار ولا أحد تحرَّك، وآخر أكد أن هذه الممارسات ستبقى في كرة القدم مادام هناك راش ومرتش، والجميع يبقى يتفرج من دون حسيب ولا رقيب.

كل وزراء الشباب والرياضة الذين تعاقبوا على مبنى الوزارة أكدوا عزمهم على محاربة هذه الآفة، ولكن لا أحد استطاع أن يضع حدا لهذه الممارسات التي تبقى وصمة عار على مسؤولي الكرة على الخصوص والرياضة على العموم، غير أن الذي حدث الأسبوع الماضي يكشف أن كرة القدم الجزائرية تسير عكس كل التيارات، كيف لا ومقطع فيديو انتشر بقوة لترتيب لقاء كروي في القسم الشرفي لرابطة تيبازة.. ورغم أن الملف أحيل على لجنة الأخلاقيات التابعة للاتحاد الجزائري، إلا أن ذلك يُثبت أن ترتيب اللقاءات والرشوة منتشرة بقوة في بطولاتنا.. فلقد حاول رئيس “الفاف” يومها محمد روراوة سنة 2009، التقليلَ من الظاهرة؛ إذ أقصى نحو 15 حكما متورطا في تغيير نتائج المقابلات، لكن الآفة لا زالت سارية المفعول.. ولن تزول من المحيط الكروي مادام أن هناك رؤساء يسيِّرون الكرة منذ أكثر من 40 سنة رفضوا ترك مناصبهم، ويحاربون كل من تسوِّل له نفسه التفكير في دخول التسيير الرياضي، حتى أن هناك من له أربعة مناصب في هيئات مختلفة، ما يهمّه هو ملء جيبه على حساب ضميره وقناعته.

الكل اليوم يتحدَّث عن ضرورة إدخال تقنية الفيديو-الفار- للتقليل من أخطاء الحكام، وحتى بهذه التقنية فإنّ الأخطاء لن تقلّ ما دام أن هناك من يشجع الرشوة في بطولتنا، وحتى لو نجلب الحكم الايطالي الأصلع كولينا لتسيير حكامنا، فإن بعضهم متعّودٌ على تغيير نتائج اللقاءات.. وكم هم كثيرون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!