-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قضايا تربوية ومعالجات سيكولوجية

التربية توجه أهداف التعليم

خير الدين هني
  • 384
  • 0
التربية توجه أهداف التعليم

مما يستوجبه التصور النظري للتربية، أن النظم التربوية المحافظة كنظامنا في الجزائر، وبتضافر مع المؤسسات الدينية والوعظية والإعلامية والثقافية، هي من توجّه التربية نحو الأهداف العليا لانتظارات المجتمع، ولكن تعقيد الحياة وتشابكها وتطورها، وارتباطها بالمؤثرات الخارجية، هو ما جعل التوجيه التربوي وفق الأهداف العليا، يتعسر عليه السير بالتربية نحو مخرجات طموحة ومرضية، وإيجاد حلول جذرية لمعالجة المشكلات الاجتماعية المتأزمة، ولم يستطع التغلب على هذا الانحراف الذي أخذ أبعادا خطيرة في السلوك الفردي والجمعي.
لأن الحياة العامة وعلاقتها بما يجري في العالم، من انحراف في قواعد الأخلاق والسلوك، هو ما أصبح يحكم حياة الأجيال وعلاقاتها الاجتماعية، من خلال الوسائط الإلكترونية المنتشرة بقوة كبيرة، وأصبح الانجذاب إلى محتويات هذه الوسائط قويا، على نفوس الشباب والكبار والمجتمع بشكل أوسع وأعمّ، والإنسان بطبيعة تكوينه ونزوعه، ينجذب نحو الأقوى في تفكيره وسلوكه ونحلته وزيه وعاداته واتجاهاته، ولاسيما إذا كان مجتمعه عاجزا عن تحقيق مستلزمات حياته، ومازال يبحث عن ذاته، وغارقا في سبل البحث عن بوصلة التوجيه، كي يتخلّص من شقائه ومآسيه وأزماته.
وهذا ما يجعل المدرسة والتربية، بمناهجهما ووسائلهما ومواردهما البشرية والمادية، غير قادرين على إيجاد الحلول، وإعادة توجيه الانحراف نحو الأهداف المسطرة في المناهج، وتصبح التربية مبرّأة إلى حد ما من المسؤولية، لأن النسق الاجتماعي العام، بمؤسساته السياسية والمدنية والإعلامية، هو ما يشكّل التوجيه العام للسلوك الفردي والاجتماعي، جميلا كان أو قبيحا، والمدرسة جزء من هذا النسق وليست هي النسق كله، والجزء فرع من الكل، لذلك لا يملك القدرة على التأثير، وبخاصة وأنه لا يمتلك السلطة الإلزامية لتوجيه الحياة المنحرفة أو تعديلها، نحو الأهداف العليا للتربية، لأن المدرسة لا تملك وسائل التغيير التي تملكها الدولة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!