-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إسقاط‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬يحظر‭ ‬لسقوط‭ ‬الدول

التسويق‭ ‬لفقه‭ ‬ولاية‭ ‬شباب‭ ‬الفيس‭ ‬بوك

حبيب راشدين
  • 6926
  • 19
التسويق‭ ‬لفقه‭ ‬ولاية‭ ‬شباب‭ ‬الفيس‭ ‬بوك

من العراق الساقط في العنف المذهبي الطائفي واستدامة الاحتلال، إلى الصومال الذي أعدمت فيه الدولة بلا رجعة، إلى ليبيا المقبلة على حرب أهلية تفجر منطقة المغرب العربي إذا حصل التدويل، مرورا بالديمقراطيات العشوائية التي يبحث لها عن مخارج في تونس ومصر، لا يراد لنا‭ ‬أن‭ ‬نلتقط‭ ‬أنفاسنا‭ ‬لمعرفة‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬ومن‭ ‬يلعب‭ ‬بمن،‭ ‬ومن‭ ‬يريد‭ ‬إسقاط‭ ‬ماذا،‭ ‬وبأية‭ ‬أحجار‭ ‬أو‭ ‬طوب‭ ‬براد‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نعيد‭ ‬بناء‭ ‬دولنا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تسقط‭ ‬الدول‭ ‬بعد‭ ‬الأنظمة‭.‬

  • لم يعد في أحداث ليبيا الدامية ما يحتاج إلى التحليل، لأن الإناء بما فيه قد طفح، وتكشفت مفردات الكارثة التي كانت متوقعة في سياق الفوضى الخلاقة التي تجوب رمال صحاري العالم العربي المتحركة بحبل من قيادات ونخب العرب المتهارشة على أحجار الإمارة، وحبل من امبراطورية‭ ‬الشر‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬اكتسبت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬أوباما‭ ‬قدرات‭ ‬على‭ ‬الفتك‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬التي‭ ‬جربها‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وأفغانستان‭.‬
  • هل كان ينبغي أن تفاجئنا أحداث تونس ومصر واليمن وعمان، أو نؤخذ على حين غرة بالحرب الأهلية التي نتابع فصولها الأولى في ليبيا، أم أن الواقع العربي المتآكل من الداخل والمستهدف من الخارج مند عقود كان يبعث بالرسالة تلو الأخرى محذرا بما نراه اليوم؟
  •  
  • عندما‭ ‬‮”‬تشرق‮”‬‭ ‬الشمس‭ ‬من‭ ‬مغاربها
  • على المستوى الشخصي لم تفاجئني هذه الأحداث، ولا حتى هذا العبث الفظيع بالرأي العام العربي الذي تقوده الفضائيات الساقطة مهنيا. فقبل اندلاع أحداث تونس كتبت بتاريخ 10 / 12 / 2010 مقالا بعنوان “قبل خراب البصرة وضياع الشام بعد الأندلس”، “البحث عن تسوية تاريخية بين الشعوب العربية وحكامها” قدمت له بما يلي: “حين تكون سبل التغيير والإصلاح مغلقة ومعطلة كما هو الحال في العالم العربي، ويمتنع التغيير بالطرق السلمية، ويكون مكلفا بالطرق العنيفة وغير آمن، فلا بد أن تقتنع الشعوب بوجوب البحث عن تسوية تاريخية مع النخب الحاكمة، والاستفادة من هدنة طويلة الأمد ينبغي للنخب التي لم تسقط بعد أن تستثمرها في إنتاج فكر سياسي جديد، ومشروع نهضة عربية يعلم العقلاء أنها مستحيلة وممتنعة في ظل الكيانات القطرية” وقتئذ، لم يكن بن علي قد رحل، ولا كان مبارك قد تخلى، ولم تكن باب التغيير بالقوة العنيفة‭ ‬على‭ ‬بال‭ ‬أحد‭ ‬بالجماهيرية‭ ‬الليبية،‭ ‬لكن‭ ‬الوضع‭ ‬العربي‭ ‬كان‭ ‬مشحونا‭ ‬بنذر‭ ‬كثيرة‭ ‬لمن‭ ‬ألقى‭ ‬السمع‭ ‬وهو‭ ‬شهيد‭.‬
  • ولعله من المهم أن أذكر القارئ بما أضفته وقتها كتحذير مبكر مما سيأتي فكتبت: “في ظل هذه المعالجة الكيدية لواقع العالم العربي، يكون من قبيل الجناية على ما بقي من فرص النجاة استثارة الحمية عند الشعوب، ودعوتها إلى حراك غير محسوب ضد السلطة والأنظمة. فقد كانت الكلفة باهظة في جزائر التسعينيات، ورأينا كيف ينتقل الاحتجاج المشروع ضد الظلم والاستبداد إلى حراك مآله انفصال أجزاء من جغرافية الدول العربية، في العراق والسودان، واليمن، والصومال، سوف تصيب عدواه بقية الدول العربية”.
  •  
  • رجفة‭ ‬المغاربة‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭ ‬الرادفات‭ ‬بالمشرق
  • لقد استعدت هذه المقتطفات الطويلة من المقالة التي نشرت شهرا ونصف شهر قبل ترحيل بن علي، وأكثر من شهرين قبل تخلي مبارك عن السلطة، واندلاع أحداث ليبيا. فقد جاءت الأحداث متسارعة في تونس لتؤكد ما كان عندي محض مخاوف من قراءة موضوعية للواقع العربي، ولأنني كنت مزودا بهذه الخلفية، فقد خرجت في أول مقال حول الأحداث في تونس تحت عنوان: “شعوب المغرب الكبير تحرك مياه برك العرب الراكدة” قدمت له كالتالي: “في الوقت الذي تتسارع فيه، من البحر إلى البحر، مسارات التفكيك المنهجي للعالم العربي، جاءت الرجفة الأولى من المغرب العربي الكبير، لتحرك مياه برك العرب الراكدة، في انتفاضات يائسة لشعوب، قد ترضى في الحد الأدنى باستبدال الأحصنة النافقة، في انتظار أن تتولى نخبها التي لم تسقط بعد في الفساد، تجديد عربات الحكم المعطلة، وصياغة بدائل تؤمن للأوطان السلامة، وللشعوب الشغل، وقوت اليوم، والحد الأدنى مكن الكرامة”، وقلت تحديدا: “الأحداث الخطيرة التي تعيشها معظم الدول العربية اليوم مع مطلع السنة الجديدة حبلى بمآلات مفتوحة على المجهول حتى بالنسبة للأطراف والقوى التي تعمدت ذلك التسارع المفاجئ في أكثر من إقليم، وكأنه يراد الوصول إلى تفجيرات متتابعة‭ ‬تؤدي‭ ‬غرضا‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬غامضا‮”‬‭.‬
  •  
  • تغييب‭ ‬العقل‭ ‬عند‭ ‬واجب‭ ‬التشخيص
  • هنا‭ ‬أيضا‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬القارئ‭ ‬بالتشخيص‭ ‬الذي‭ ‬خرجت‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬فكتبت‭: ‬‮”‬دعونا‭ ‬لا‭ ‬نخطئ‭ ‬في‭ ‬التشخيص،‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬نفعل‭ ‬دائما‭ ‬حيال‭ ‬أزمات‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬ونسلم‭ ‬بلا‭ ‬جدال‭ ‬بالتالي‭:‬
  • 1- أن العدوان الأمريكي على العراق واحتلاله، وتهيئته للتقسيم لم يكن حدثا معزولا، وسوء تقدير من قبل إدارة مجنونة، بل هو مقدمة لسياسة غربية أمريكية لوضع اليد على العالم العربي، وإخضاعه لعملية تفتيت وتفكيك منهجية، يوظف فيها هذا القصور المخيف عند النخب الحاكمة،‭ ‬والأوجاع‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬مداها‭ ‬عند‭ ‬عموم‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭.‬
  •  
  • 2- أن أنظمة الحكم اليوم في العالم العربي غير قادرة على إدارة هذه المواجهة، ومآلاتها، لا مع القوى الغربية التي تقود جهارا برنامج الأضعاف والهدم المنهجي لدولنا، قبل البدء في إعادة صياغة خريطة جغرافية سياسية جديدة، تتولد فيها دويلات كما يتولد الفطر في الدمن، ولا‭ ‬مع‭ ‬شعوبها‭ ‬التي‭ ‬تتحرك‭ ‬اليوم‭ ‬بلا‭ ‬قيادات‭ ‬تؤطر‭ ‬حراكها‭ ‬وتؤمنه‭ ‬من‭ ‬الانفلات‭ ‬العدمي‭.‬
  •  
  • 3- أن الشعوب العربية هي اليوم بلا قيادة حقيقية رغم هذا العدد الكبير من الأحزاب التي تولدت في المسارات التعددية الساقطة، وأن من يدعوها اليوم إلى الثوران وإسقاط الأنظمة خارج أي مشروع بديل يستبدل العربات الراشية مع الأحصنة النافقة، إما هو جزء من اللعبة الكبرى التي تديرها القوى الظلامية الأمريكية كما وصفها الزعيم الدرزي اللبناني، أو أن ما لحق بها من إقصاء وتهميش قد أعمى بصيرته، حتى أنه لم يعد يحلم بأكثر من إسقاط النظم التي حرمته من المشاركة في الريع.
  •  
  • 4- أن أنظمة الحكم في العالم العربي باتت تتعامل مع شعوبها ومع القوى المنافسة لها بمنطق “علي وعلى أعدائي” ولتسقط الدويلات العربية بأيدي السادة من الغرب، أو بأيدي وكلاء جدد لهم، على أن تؤول إلى قوى أهلية ممثلة للشعوب، تماما كما كان خيار الرئيس الراحل صدام الحسين،‭ ‬واليوم‭ ‬مع‭ ‬عمر‭ ‬البشير،‭ ‬والحريري،‭ ‬وعلي‭ ‬صالح‭ ‬وحسني‭ ‬مبارك‭.‬
  •  
  • 5- أن نسلم بأن هؤلاء السادة ليسوا فاسدين بالضرورة، ولا أنهم كلهم موصوفين بالجهل والقصور، فليس العيب في الأحصنة، بل في العربات التي اختاروها، وفي الدروب التي سلكوها، حتى أني أكاد أجزم أنه لو كتب لنا اليوم استبدال حكامنا بأشرف الناس وأتقاهم، وأكثرهم وطنية وغيرة‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬الأوطان‭ ‬وسمعة‭ ‬الأمة،‭ ‬وأبقينا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬العربات‭ ‬الراشية‭ ‬المعطلة،‭ ‬لكنا‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أوصلنا‭ ‬إليه‭ ‬علي‭ ‬صالح‭ ‬،‭ ‬والبشير،‭ ‬ومبارك،‭ ‬وبن‭ ‬علي،‭ ‬والحريري‭.‬
  •  
  • قابلية‭ ‬الشعوب‭ ‬للاستدمار‭ ‬الذاتي
  • لقد كنت طوال الشهرين الماضيين أقاوم على جبهتين: فعلى المستوى الشخصي لم يكن من السهل الخروج عن ذلك الإجماع التام في الرأي العام العربي الذي وقف بجميع أطيافه الفكرية والسياسية والدينية، وقد تبنى الأحداث على أنها ثورة تحريرية عربية تعد بالإنعتاق وبسقوط النظام العربي الرسمي، وبانفتاح آفاق تغيير حقيقية لصالح الشعوب. وعلى مستوى العلاقة مع القراء، وجدت صعوبة كبيرة في إقناع الكثير منهم على الأقل بواجب النظر إلى احتمال آخر يكون فيه هذا الحراك الذي يشهده العالم العربي بفعل فاعل، أو أكثر من فاعل ينبغي علينا رصد مفرداته‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نستفيق‭ ‬غدا‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إحباط‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تتكشف‭ ‬لنا‭ ‬الخدعة‭.‬
  • مجددا أعتذر للقارئ على هذا الاسترسال المطول لأني أردت أن ألفت انتباهه إلى أن ما يحدث لم يأت من عدم، وأن الساحة العربية كانت مهيأة لواحد من المآلين: اندفاع نحو التغيير والإصلاح بالطرق الآمنة، أو الثوران المفتوح القابل للعبث والركوب. ولأن شروط قيام مسار إصلاحي آمن كانت غائبة، مع إصرار النظم على غيها وخياراتها الإقصائية، وتقاعس النخب السياسية والفكرية عن تصور وإنتاج فكر بديل، والتعويل على رغبة الشعوب الصادقة والحقيقية في التغيير والإصلاح، لأن هذه الشروط كانت غائبة فإننا صرنا إلى مآل الثورات المنفلتة التي وضعت العربة‭ ‬قبل‭ ‬الأحصنة،‭ ‬ونراها‭ ‬تندفع‭ ‬خلف‭ ‬شعار‭ ‬‮”‬إسقاط‭ ‬النظام‮”‬‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬الحالة‭ ‬الليبية‭ ‬إسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬بالقوة‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬اليوم‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬
  • مدمرة‭.‬
  •  
  • فقه‭ ‬ولاية‭ ‬شباب‭ ‬الفيس‭ ‬بوك
  • تدافع الأحداث ما زال يمنعنا من استشراف اليوم التالي، والوقوف عند الأهداف التي خطط لها اللاعب الكبير، حتى لا أقول اللاعب الأوحد، ومع ذلك فإني أقامر باستشراف سبعة عناوين تحتاج جميعها إلى تفصيل سوف أعود إليه لاحقا، ويراد لنا نقبل بها كمسلمات لا تقبل النقاش:
  • 1- أن جيل الشباب المتفتح على الغرب وتقنيته وثقافته هو الذي  استطاع أن يحقق في أيام معدودات الثورة التي لهثت وراءها أجيال من كهول العرب كانت منغلقة على ثقافتها التقليدية ومفرداتها البالية الإسلامية والقومية والوطنية، بما يعني وجوب الإقلاع عن هذه الخلفية الثقافية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فقط‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬التخلف،‭ ‬بل‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬تأخر‭ ‬التغيير‭ ‬واستحالته‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬يراد‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬لقوى‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬
  • 2- شعار “إسقاط النظام” في دول “النظام فيها هو الدولة” يعني في النهاية إسقاط الدول وعقدها الاجتماعي، لإعادة تشكيل العقد الاجتماعي بمفردات تخضع للنتيجة الأولى ـ أي بمفردات الجيل المتفتح على الثقافة الغربية (انظر إلى طلبات شباب ميدان التحرير) لا وجود فيها لمطلب‭ ‬قومي‭ ‬واحد،‭ ‬وتدور‭ ‬جميعها‭ ‬حول‭ ‬حقوق‭ ‬الفرد،‭ ‬وليس‭ ‬حقوق‭ ‬الأمة‭ ‬وواجباتها،‭ ‬أو‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬أدوارها‭ ‬الإقليمية‭.‬
  • 3 – “الرحيل” شعار تفجيري خطير، لأنه متنقل يتسع أفقيا وعموديا، ليس رحيل رأس النظام، بل رحيل رؤوس ورموز النظام في جميع مستويات المسؤولية بمؤسسات الدولة السياسية والأمنية والإدارية والاقتصادية: بما يفتح المجال للفوضى ويخرب الدولة.
  • 4- الاستهداف المبكر لأجهزة الأمن والشرطة كمؤسسة، بقدر ما كان له دور في تسريع نجاح التغيير، يمنع أو يصرف النظر عن الجهة التي شجعت ودربت وسلحت الأجهزة الأمنية ووظفتها لقمع الشعوب، وأعني القوى الغربية، والأخطر من ذلك خلق كراهية عند المواطنين تجاه أجهزة الأمن، تمنع الشرطة من العودة إلى أداء وظائفها الأمنية الاعتيادية، بكل ما يعني ذلك من خطر إضعاف الدول في الدفاع عن نفسها، حتى أن الديمقراطيات التي سوف تنشأ تكون تحت الضغط الدائم، دائمة الخوف من أتفه الاحتجاجات والحركات التي تحرك ضدها غدا بسهولة، بما يجعلها أكثر طواعية‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬العميلة‭ ‬التي‭ ‬أطيح‭ ‬بها‭.‬
  • 5- إعادة تأهيل المؤسسة العسكرية في مخيلة الإنسان العربي الذي كانت جيوشه قد سقطت في نظره مع الانتكاسات المتكررة في المواجهة مع إسرائيل ومع أمريكا من جهة، ولكونها كانت حتى الساعة منتجة للسلطة الفاسدة، وشريكا في الفساد، إعادة تأهيلها يشفع لها ما تقدم وما تأخر من التقاعس في الدفاع عن القضايا العربية، ويعاد إنتاجها كقوة محمودة، بل حامية لثورات وتطلعات الشعوب التي سوف تتردد حكوماتها المنتخبة في الخوض في قضاياها الداخلية، أو البخل عليها عند تحديد الميزانيات، وهي في كثير من الدول تأخذ ثلث الميزانية التي تذهب لشراء الخردة‭ ‬الغربية‭.‬
  • 6- إضعاف القوى التقليدية التي تحملها هذه الثورات مسؤولية الفشل في إدارة التغيير، سوف يطال تحديدا القوى الإسلامية والقومية، ويدفع بالأصوات المعادية للولايات المتحدة إلى التراجع، وخفض الجناح، وإنتاج خطاب سياسي مهادن للغرب، ويتعامل مع الملف الصهيوني على طريقة‭ ‬التركي‭ ‬أردوغان‭.‬
  •  7- إعادة الكلمة الأولى للشعوب في هذه الديمقراطيات التي تؤسس حالة من “ولاية الشباب” في وجه “ولاية الكهول” سوف تضعف في حسابات كتاب هذا السيناريو القوى الدينية والقومية المتطرفة، لكي يتحقق واحد من الأهداف الاستراتيجية الكبرى للإدارة الأمريكية والغرب، لم تتحقق لا بالحروب المباشرة، ولا بالحرب على ما يسمى بالإرهاب. فقد انتقل الغرب من الاعتقاد الذي كان يرى في البؤس دمنة لتفريخ الإرهاب، إلى الاعتقاد الذي يرى اليوم في الاستبداد دمنة للتطرف والإرهاب والعداء للحضارة الغربية.
  •  
  • الطريق‭ ‬إلى‭ ‬تطبيع‭ ‬العرب‭ ‬مع‭ ‬قيم‭ ‬الغرب
  • بهذه الحصيلة إذا ما تحققت ولو جزئيا، فإن الإدارة الأمريكية الحالية قد ضمنت عهدة ثانية، لتستكمل دمقرطة العالم العربي، وتحويله إلى كيان حليف وصديق، يساق بسهولة إلى سلام مع إسرائيل، لا يتوقف عند ما توقفت عنده كامب دافيد ووادي عربة، بل إلى القبول باندماج كامل لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬العربي،‭ ‬لأنه‭ ‬يكون‭ ‬وقتها‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬اللاجئين‭ ‬والأرض،‭ ‬وربما‭ ‬حتى‭ ‬القدس،‭ ‬إذا‭ ‬بقي‭ ‬وقتها‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬يلتفت‭ ‬أصلا‭ ‬لقضية‭ ‬اللاجئين‭ ‬والقدس‭.‬
  • مع هذا العالم العربي “المدمقرط” بدول وحكومات تأخذ من الديمقراطية الغربية علل الضعف والارتهان لإملاء الشارع، وضغوط صندوق الانتخاب، ومع ما في العالم العربي من ثروات كامنة، ومن سوق واعدة، فإن الغرب المقبل على أزمة كبرى سوف يجد هاهنا سوقا للتمدد والانتعاش في مشاريع‭ ‬كبرى،‭ ‬لعالم‭ ‬عربي‭ ‬يفتقر‭ ‬للمنشآت‭ ‬القاعدية،‭ ‬ولقاعدة‭ ‬صناعية‭ ‬وغذائية،‭ ‬ولحاجات‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬أوجه‭ ‬الحياة‭.‬
  • لكل ذلك فأنا لا أشكك في “صدق” نوايا أمريكا في نشر الديمقراطية في العالم العربي “لمساعدة” الشعوب العربية على إحداث التغيير، ليس لأنها تحب الشعوب العربية، أو لأنها تريد إلحاق العالم العربي المتخلف بالركب، ولكن لتخليق المشرق الجديد الأفضل لأمريكا، عالم عربي تركب فيه ديمقراطية غربية صرفة، تدين “لولاية شباب الفيس بوك”، تخمد إلى أجل مسمى تطلعين لا يمكن للغرب أن يتعايش منها: القومية العربية، وحلم إعادة بناء الكيان الإسلامي ولو في صيغة عصرية ككيان فدرالي عربي أو إسلامي بمؤسسات حديثة.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
19
  • عبد المجيد سعدون

    اعتقد اننا بحاجة الى ثورة على بعض النخب العربية التي كانت ولا تزال تروج لثقافة الياس في نفوس الشباب العربي..فلطالما اوجعونا كلاما وفلسفة وفسفطة عبر الصحف والفضائيات حيث يجعلون من انفسهم يعرفون ابعاد وماوراء الاحداث الوطنية والدولية معتمدين على نظريات ومدارس تحليلية عفى عنها الزمن..وظلوا ينظرون الى الشباب على انهم مجرد قصر لا هم لهم الا للهو واللعب ومعاكسة الفتيات في الشارع وعبر الفايس بوك..فاذا ما ثار وانتفض على سوء الاوضاع وفساد الحكام صار مجرد لعبة في ايدي الامم او هكذا يتوهمون.انت احدهم.

  • ادريس التبسي

    لا تنسوا أن هتلر و ستالين أتيا بعد ثورتين شعبيتين.

  • محمد عبد الله

    1- في جريدة الراي طرحت فرضية استعمار 1000 عام
    2-مهما كانت نتيجة الحراك فالحتمية التاريخية و المصلحة المشتركة لكل الشعوب تدفع نحو انتاج جبهة نخبوية تخدم مصالح الامة رغم غياب بعض المؤسسات او قلة فاعليتها لكن الاحتكاك الحتمي بالغرب رغم الضعف سيكون من اسباب الوحدة الحتمية
    3-فلنفرض ان استنتاجك صحيح هل بعقلية النعامة سنواجه الواقع
    4-لابد من مصالحة تاريخية و عملية بين الكل و الوقت للعمل
    الاانظمة : الاعتراف بالخطا و التوبة مع الاقلاع
    الشعوب :دراسة امكانبة العفو و تطبيقها فورا
    و الهروب من الافخاخ

  • ahmed

    vous ne m'avez pas surpris monsiour.car je suive la serie
    turqoise :wadi deeab si tu l'a connait. wal fahem yafham.

  • مراد التلمساني

    يا أخ راشدين، القرآن الكريم هو أكبر عائق في وجه النظام العالمي الجديد (المكتوب على ظهر الدولار novus ordo seclorum) لذا فإن إعادة ترتيب البيت العربي-الإسلامي سياسيا وثقافيا من قبل الأمريكان سيكون في اتجاه تأجيج العداوة وتشجيع الصراع بين عرب في موقف المتهور و إسرائيل المالكة لمآت الرؤوس النووية. والنتيجة المتوقعة طبعا هي هلاك أمة القرآن بالجملة.
    ... هذا مكر أعداء الله، فالحذر الحذر، والله خير الماكرين.

  • سمير بن سالم

    مقالتين حول نفس الموضوع:
    ثورة الفراشة "3" ليبيا... الفراشة تنزف
    القذافي... بين الصهيونية والجنون

  • mohamed

    كل قول راجح حتى و لو اعدم الدليلو.لكن يا سى راشدين الحراك الحاليى اكبر من عقول من يقودو البيت الابيض حتى.انها سنة الناريخ.التغيير الحتمى.وسوف تصدق بعض استشرفاتك.لكن هكذا يكون الحال او اكثر لما ترضى الشعوب ان تسير بلا وعى من اناس اضعف من ان يقودو ختى انفسهم.بحجج اجتناب الفتنةوالمؤامرة وقلة الثقة فى النفس

  • فرعون حمو

    الفاضل المحترم الاعلامي الكبير...الحبيب راشدين....أخشــــى أن تعلق لك قلادة هبنقــــــة....كما حدث لك مع استشرافاتك الخاطئة أيام ثورة الفيس....وقبل ثورة الفيس بوك.....تحياتي الخالصة.

  • عادل سالم

    لست مع القراء الذين وصفوا مقالك بالأنهزامي. وكذلك مقاك لم يعيب على شباب الفايس بوك بل حللت ماحدث فعلا ....فكل الدعوات المنظمة للتجمعات تتم عن طريق الفايس بوك وتتزايد بعد ذلك تلقائيا.مقالك ياسيدي الفاضل يدل علي وعي راقي لقراءة الأحداث ولا يظن أحدا أن أمريكا والغرب يريدون بنا خيرا من نشر اليمقراطية بالأسلوب الغربي البحت . أنا لست ضد الحرية وصيانة كرامة الأنسان ولكني ضد الفوضى بإسم الحرية وضد تحكم رأس المال والأعلام الموجهة لأصوات الناخبين.وضد نشر ثقافة الفوضى وضياع هيبة الدولةويجب أن يكون هناك ثوا

  • عادل

    ياتي زمان على امتي يؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الامين ويتكلم فيها الرويبضة قال و ما الرويبضة قال الرجل التافه يتكلم في امر العامة و هدا ما يفعله شباب الفايس لوك عفوا الفايس بوك الدين ضحوا بانفسهم ليعيش اعداء هم .عفوا يا شباب الفايس بوك سيشهد التاريخ انكم كنتم الاداة التي قسم بها الاعداء الامة العربية اما عن كاتبنا الموقر فكلامه صحيح صريح و دقيق والايام ستكشف مدى صحة رؤيته للاحداث .سؤال لكل لبيب هل مشكلتنا في حكامنا ام في انفسنا هل الديمقراطية هي الحل

  • محمد

    لااوافقك الراي يا استاذ راشدين رغم انك ضليع في التحليل السياسي ويبدو لي ايضا انك صرت عرافا تتنبا با المستقبل و التغيير الذي سيحصل في المنطقة وهذه امور لايعلمها الاالله ومشيئة الله تسبق مشيئة امريكا يا استاذ ما يحصل في المنطقة ليس من تدبيرامريكا كما تحاول ان تصور لنا بل هومن تدبير الله وهذه الشعوب افتكت مصيرها بنفسها ولاتنتظر من امريكا او غيرها لتعلمها كيف تفتك حريتها وما يحدث ليس بتخطيط امريكي كما تدعي يا استاذ وا نصحك ان تاخذ الامور ببساطة ولاتحمل الامور فوق ما تحتمل وهل صارت الشعوب دمى تحركها ا

  • Nezzar

    اضن انك بدأ ت تفقد بوصلتك حتئ اصبحت لا تسطتيع ان تقرأ قراءة صحيحة لحلدث ؤاضح ؤضوح الشّمس,أو أنك تمشي علي قول خالف تعرف

  • حمزة

    للاسف يا استاذ هذا الكلام غير منطقي .كنت اعتقد انك ستدارك الموقف.لكنك لا زلت تصر على هذا الراي الانهزامي والمتشائم
    المهم سؤال لك :هل تعتقد ان سقوط النظام في مصر هو خدمة لاسرائيل ام هو اكبر خسارة لليهود في التاريخ نظرا لما قدمه من خدمات؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    كاني اسمع اعذار مسبقة و تهدئات للشباب مثلما فعل الاعلام التونسي والاعلام المصري ويفعله الاعلام الليبي الان.لكن ستكشف الايام كل شيء والحمد لله على وجود الاعلام والانترنات لانها فعلا تسجل كل شيء لنعرف من مع من ؟

  • مولود بعلي

    اخي الحبيب راشدين
    ما رايك في هدا العنوان....فتح الباب في تونس ليقرأ في مصر ويغلق في ليبيا؟
    ما حدث في تونس كان سيناريو مفتعل أريد له مسبقاً أن يتكرر في مصر و لكي لا تنتشر العدوى إلى مناطق أخرى فيصعب التحكم فيها وقد تصل حتى الصين,كان لزاماً وضع سيناريو لنهاية القصة في ليبيا التي لن تنجح فيها ما يسمى اليوم ثورة الشباب .أو على الأرجح الثمن سيكون باهظاً...

  • أحمد بن هجيرة

    نشكرك يا أستاد الحبيب ولكن أريد أن أنوه الى أن شباب الفايس بوك ليسو كلهم غربيو الثقافة بل الفايس بوك فضاء حر لا مكان فيه للمال ولا للرقابة وهو سوق للافكار لا مكان فيه للمتقاعسين لدلك لابد من مسايرته ’فالعالم تغير وهو يشهد حراكا لامثيل له فصفحة الصلاة على النبي تجاوزت المليون في أقل من شهر وهدا كله يكشف هوية الشباب أما شباب ميدان التحرير وعدم تطرقهم لقضية لليهود فهاته قضية وقت فما ان تنتظم الصفوف ونضمن حرية الانتخاب وحرية التعبير ونضمن بعدها حكاما يخدمون شعوبهم عندها ستكون لنا كلمة الفصل.

  • algeriene

    انا جد متاثر من هذا الطرح المتخوف والانهزامي لم اصدق ان يصدر من كاتب مرموق كما كنت اعتقد .كيف تدافع عن الحال الموجودة عليه الامة وهو مؤسف جدا وتقول ان الانضمة مرتبطة بالدولة وبالتالي سقوطها يعني سقوط الدولة .وهذا خطا كبير ومغالطة فكيف تفسر ثورة الشعوب على الاستعمارات المختلفة واسقاطها من اجل بناء الدولة الوطنية.اضن ان الانتكاسة التي تعرض لها مشروع التغيير في الجزائر هي التي رسخت عندكم هذه الهواجس.ثم من ناحية اخرى لم تقل لنا الطريقة المثلى للتغيير كما تراها ............

  • algeriene

    انا جد متاثر من هذا الطرح المتخوف والانهزامي لم اصدق ان يصدر من كاتب مرموق كما كنت اعتقد .كيف تدافع عن الحال الموجودة عليه الامة وهو مؤسف جدا وتقول ان الانضمة مرتبطة بالدولة وبالتالي سقوطها يعني سقوط الدولة .وهذا خطا كبير ومغالطة فكيف تفسر ثورة الشعوب على الاستعمارات المختلفة واسقاطها من اجل بناء الدولة الوطنية.اضن ان الانتكاسة التي تعرض لها مشروع التغيير في الجزائر هي التي رسخت عندكم هذه الهواجس.ثم من ناحية اخرى لم تقل لنا الطريقة المثلى للتغيير كما تراها ............

  • lotfi

    يا استاذ ياحبيب نشكرك على هذا الشرح والتحليل المنطقي ونقول لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم لاتجري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا ،ونحن على يقين ان شباب الفيس بوك وطنيين واكثر حبا للوطن ،اليسو ابناء شهداء ووطنيين وقوميين ،الخير كل الخير للامة العربية انشاء الله

  • هتلر العرب

    1-( دائمة الخوف ..... الانظمة العميلة التي اطيح بها ) : كانك تتكلم عن دولة نعرفها تسير حاليا في هذا الطريق و هي الان تناور في كل الجهات فقط للحفاظ على سلطتها بحيث قد تجد في العمالة اخر المخارج
    2-شباب الفايسبوك : لم اقتنع يوما بهذه الفكرة فانا في راي ان السواد الاعظم للمتظاهرين سواء في تونس او مصر او حتى ليبيا ليس لديه اي اطلاع على مستجدات النت صحيح انه لديه نوع من التاثير لكن الاثر الكبير اتى من الفضائيات التي اعتمدت على الفايسبوك لاطلاق حملاتها المشبوهة