-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بينما أخذت القنوات المصرية العبرة من مخلفات أم درمان 2009

“التعليق المحايد” يثير جدلا في كأس العرب… والشوالي يشعل فتيل الفتنة

صالح سعودي
  • 8596
  • 0
“التعليق المحايد” يثير جدلا في كأس العرب… والشوالي يشعل فتيل الفتنة

لم يفهم الكثير من المتتبعين لفعاليات منافسة كأس العرب الجارية بقطر لجوء قناة بين سبورت إلى خيار “التعليق المحايد”، أو ما يصطلح عليه البعض بـ “بومحتّم”، رغم توفرها على جميع الإمكانات لضمان خيارات متعددة في هذا الجانب، على غرار ما كانت تقوم به في تظاهرات ومباريات رياضية سابقة، وهو الأمر الذي أوقع بعض معلقيها في فتنة مع جماهير بعض البلدان، بدليل استياء الجماهير الجزائرية من عصام الشوالي بعد تعليقه على مباراة الجولة الثالثة أمام مصر.

إذا كانت الجماهير الكروية تتابع باهتمام مونديال العرب الجاري في قطر بكثير من الاهتمام، خاصة في ظل التنافس الذي يميز العديد من المباريات التي جمعت منتخبات عربية كبيرة بوزن الجزائر والمغرب ومصر وتونس وغيرها، إلا أنها وقفت على إشكال تسبب فيه الخيار الذي اتبعته القناة القطرية بي إن سبورت في مجال التعليق على المباريات، والذي اقتصر على تعليق واحد “محايد” من ناحية الشخص، لكنه خلف تحفظات وانتقادات على مستوى الجماهير الكروية ومواقع التواصل الاجتماعي، بدليل أن الجماهير التونسية انتقدت الزميل حفيظ دراجي الذي كان محقا في تعليقه لأن المنتخب التونسي لم يؤد مباراة في المستوى، خلال المواجهة التي خسرها أمام سوريا.

فيما استاءت الجماهير الجزائرية من طريقة تعليق التونسي عصام الشوالي في مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره المصري لحساب الجولة الثالثة من الجولة الرابعة، حين انحاز بشكل واضح وافضح إلى الفراعنة ودخل في أمور تاريخية أساءت إلى التاريخ العريق للجزائر والجزائريين، وهو الأمر الذي وصفه الكثير يغبر المقبول، معتبرين أن سقطة الشوالي تصب في خانة الفتنة وكسب ود المصريين من خلال الإساءة عن قصد أو غير قصد للجزائريين، بعد دخوله في مغالطات تاريخية لا علاقة لها بمجريات التسعين دقيقة. وإذا كان حفيظ دراجي قد دافع عن أسباب تعليقه في مختلف المنابر الإعلامية التي استضافته بعد تلك المواجهة، وتحدث من زاوية كروية بحتة، فإن عصام الشوالي غاب عن الأنظار، والأكثر من ذلك فإن بعض الأخبار أشارت إلى حجبه لحسابه على مواقع التواصل الاجتماعي عن الجزائريين، وبالمرة تفادي انتقاداتهم الحادة له على خلفية سقطته في مباراة الجزائر مصر.

يعيب بعض المتتبعين على قنوات بين سبورت اكتفاءها بخيار “التعليق المحايد”، في الوقت الذي تتوفر على جميعه الإمكانات لضمان خيارات متنوعة، على غرار ما كانت تقوم به في وقت سابق، مؤكدين أن المباريات المثيرة والكبيرة كان من الأفضل لو تم بثها اعتمادا على تنويع التعليق لتفادي مثل هذه الحساسيات التي وقعت فيها وخلفت رد فعل على مستوى الجماهير الكروية، مثلما أوقعت بعض المعلقين في حرج كبير بسبب عبارات أو أخطاء أو هفوات وقعوا فيها عن قصد أو عن غير قصد، حيث يتذكر الكثير كيف نوعت خيارات التعليق في ملحمة أم درمان 2009 بين الجزائر ومصر، والكلام ينطبق على مباريات في منافسات كروية متنوعة على مر السنوات الماضية.

ومادمنا قد تحدثنا عن ملحمة أم درمان 2009، فيبدو أن القنوات المصرية قد أخذت العبرة من مخلفاتها، بدليل رد الفعل الايجابي الذي اتصف بها محللوها ومقدمو البرامج الرياضية المختلفة، حيث أشادوا بالأجواء التي أشادت مباراة الجزائر ومصر، منوهين بالتنافس والندية التي كانت في حدود الروح الرياضية، مركزين على النواحي الإيجابية عكس الأجواء التي سادت قمة الجولة الرابعة التي انتهت بالتعادل، وتم فيها الاحتكام إلى اللعب النظيف، في الوقت الذي ستكون القناة القطرية أمام حتمية مراجعة حساباتها بخصوص ما حدث لحفيظ دراجي وعصام الشوالي على خلفية حرمان الجماهير العربية من تنويع خيارات التعليق وتقزيمه في خانة “التعليق الواحد” والذي لم يكن محايدا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!