-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحوّل إلى مطلب سياسي وحاجة اجتماعية

التغيير الحكومي.. اقتربت الساعة

سميرة بلعمري
  • 13579
  • 9
التغيير الحكومي.. اقتربت الساعة
أرشيف

بعودة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الجمعة، سالما معافى إلى أرض الوطن من رحلته لاستكمال العلاج من آثار الإصابة بفيروس كورونا بألمانيا، وباستئنافه النشاط رسميا والتحاقه بمكتبه برئاسة الجمهورية، يدخل الجزائريون في حالة من الترقب لما سيتخذه من قرارات حاسمة، وكشف الستار عن ورقة طريق السنة الثانية من عهدته الرئاسية ومعالم استكمال الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الدبلوماسي.

رئيس الجمهورية الذي ظهر الجمعة مستعيدا صحته وعافيته، والذي فضل أن تحمل أول نشاطاته اللون السياسي باستقباله رؤساء ثلاثة أحزاب سياسية، كان قبل مغادرته البلاد في 12 جانفي الماضي قد قدم ملخصا تقييميا لأداء المؤسسات والأجهزة في حضور المسؤوليين عليها، وكان تقييم الرئيس إيجابيا لأداء بعض المؤسسات تتقدمها المؤسسة العسكرية، إلا أنه في الوقت ذاته انتقد جهرا وزراء في الحكومة وولاة وعبر صراحة عن امتعاضه من بقاء عدد من الملفات التي يصفها الرئيس بالمحورية والاستراتيجية تراوح مكانها، خاصة ما تعلق بتأثير هذه الأخيرة على الوضع الاقتصادي للبلاد، والذي سبق للرئيس أن وعد بتحقيق معدلات نمو مقبولة خلال سنتين، هذا الوعد الذي يبقى مرهونا بالدرجة الأولى بأداء الجهاز التنفيذي وقدرته على إيجاد الآليات لتطبيق تعهدات الرئيس، فهل دقت ساعة حكومة جراد ورحيلها بات وشيكا بعد أن أضحى أحد المطالب الحزبية، وهو ما ظهر جليا من تسريبات فحوى الاستقبالات السياسية للرئيس، كما ذهبت كذلك قراءات سيميولوجية للقطة التي جمعت الرئيس بوزيره الأول لدى استقبال كبار مسؤولي الدولة له بالقاعة الشرفية لمطار بوفاريك للحديث عن برودة من الرئيس تبون تجاه جراد.

الرئيس وعد في أول ظهور له في خطابه للأمة عبر فيديو مصور من إقامته بألمانيا، بعد إصابته بكورونا بمواصلة إصلاحاته التي تضمنها برنامجه الانتخابي، الذي يتضمن 54 التزاما في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وهو الوعد الذي يجعل الطبقة السياسية والرأي العام الوطني، ينتظر منه قرارات حاسمة، وقد يكون معطى أداء الحكومة قد فرض على الرئيس إعادة ترتيب الأولويات وبعدما ما كان الرأي العام يترقب قرارا بحل البرلمان، تحولت الأنظار إلى قصر الدكتور سعدان وأصبحت العديد من القراءات تتوقع تغييرا حكوميا وشيكا يسبق حتى المجالس المنتخبة، على اعتبار أن مهمة تنظيم الانتخابات لم تعد شأنا حكوميا، كما قد يلجأ إلى تعيين حكومة “انتخابات”.

على أن يكون التغيير الحكومي الحقيقي المنتظر مرتبطا بالتأكيد بالانتخابات التشريعية المسبقة، وما ستسفر عنه من نتائج ذلك أن الدستور الجديد ينص على طريقين لتشكيلها، وهو ما لا يمكن التنبؤ به حاليا في ظل عدم وضوح الخريطة السياسية الجديدة.

الحديث عن ضرورة التغيير الحكومي وبعيدا عن الأسماء الوزارية وتقييم القطاعات لا يمكن دون التعرض إلى أداء الحكومة الهزيل وغير المستجيب لتطلعات الجزائريين ولا تطلعات الرئيس وأهدافه، حتى في ظل مبررات تداعيات أزمة الكوفيد 19 وتجند كل مؤسسات الدولة لمحاربتها، وخيار السلطات العليا للبلاد التي خلافا لدول مجاورة اختارت الاهتمام بالجانب الصحي على الاقتصاد، فالرئيس باستقباله ممثلي البترونا بداية الشهر الماضي، ودعوته لهم الانخراط في تطبيق مخطط الإنعاش الاقتصادي، أكد أن الملف يشكل أولوية الأولويات بالنسبة له، على عكس الوزير الأول الذي يبدو من خلال نشاطاته أن الموضوع خارج مجال اهتماماته.

بعض المؤشرات الاقتصادية يتصدرها الركود الذي أحدثته الأزمة الصحية والحاجة إلى بعث الاقتصاد في ظل مطالبة المتعاملين الاقتصاديين بضرورة تجاوز أزمة كورونا تبرر الحاجة للتغيير الحكومي، بعد الفرص العديدة التي منحها الرئيس للفريق الحالي، والذي لم يقدم حلولا لمعضلات تدخل في صلب صلاحياته وأدواره، فلا تحرك حكوميا لوقف تراجع احتياطي الصرف الذي بلغ نهاية 2020 حدود 54 مليار دولار، ولا إيجاد آليات لمداواة عجز ميزان المدفوعات ولا علاج لعجز الميزان التجاري ولا مخارج للنجدة من مشكلة عجز الميزانية التي مازالت مطروحة والتي كانت محل تصريحات سابقة للرئيس.

وإن كانت كورونا ضاعفت من متاعب الحكومة وزادت من حدة الأزمة الاقتصادية فخيار الرئيس استيراد اللقاح والإشارات التي بعث بها بخصوص تجاوز الأزمة الصحية تنبئ بقرارات حاسمة وتغيير وشيك للحكومة، وتعيين حكومة جديدة بإمكانها اقتراح مخطط مبتكر للوصول إلى اقتصاد جديد كان الرئيس قد رسم مسار ومعالم الوصول إليه، كما وجه حكومة جراد إلى الآليات الكفيلة ببلوغ الأهداف إلا أن المعطيات المتوفرة تبين أن الحكومة لم تلتزم بمخطط السير الذي رسمه الرئيس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • moh

    ما يحزنني كل مره وزراء وكل مره رواتب كبيره بدون جدوى مده الحياه بدون ما عملوا شيء مفيد للبلاد بل العكس !

  • قولها و متاخفش

    كمؤمن لا اثق فيكم ...بزاااف

  • معلق حر

    دائما هناك تغييرات عادية في الطاقم الحكومي لعدة أسباب، ليس فقط عدم حسن التسيير، مثلا ضخ نفس جديد أو تلائم مع وضع جديد...
    المهم الوزراء الجدد ينتظر منهم الإحترافية و العمل على تحسين الأمور في قطاعاتهم على الأقل و كذلك في إطار العمل الجماعي الحكومة.

  • من بلادي

    تغييرات بالجملة وفي المناصب : وزراء وولاة وأميار ومدراء المستشفيات والشركات والمؤسسات والجامعات والمطارات والموائ والجمارك ومصالح الأمن والسفراء....... ومنذ سنين والنتيجة هي نفسها وبالتالي فلم يبق أمامنا أي حلل اخر سوى الاستنجاد بالايطارات الأجنبية لتسيير أمورنا : مستشفياتنا واداراتنا وشركاتنا ومطاراتنا...الخ كما استنجدنا خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بأساتذة وأطباء .... من دول أخرى

  • حقيقة مرة

    لو أن التغييرات الحكومية هي الحل لكانت الجزائر اليوم بخير . ولو أن الانتخابات هي الحل لكانت الجزائر شماعة حوض البحر المتوسط ( من 2000 الى 2020 انتخب الجزائريين 16 مرة ) . ولو أن تغيير وتعديل الدستور هو الحل لكانت الجزائر اليوم مثال لدولة القانون ( من 2000 الى اليوم 4 تعديلات 2002 و 2008 و 2016 و 2020 ) . ولو أن الاجتماعات والتصريحات والقرارات والوعود ... هي الحل لكنا في مصاف الدول التي يهاجر بل يهرب اليها شبابنا ....................... لكن ولأننا رفضنا تشخيص أمراضنا تشخيص دقيق ولأن البريكولاج هو سيد الموقف فالبلاد تسير من السيء الى الأسوء والمستقبل قاتم .

  • Algerien

    On veut des ministres d'actions pas de de ministre de réactions

  • فريد

    و تعود حليمة الى عادتها القديمة. وزراء خريجي مدرسة الادارة . يسيرون و لا يطورون

  • لزهر

    أحيي رئيس الجمهورية على شجاعته في مواجهته لكورونا لأنه ليس من السهل التغلب على هذا الفيروس و معناته .
    من الأول بحلول فيروس كورونا الذي شل كل حركة دخلنا مباشرة في أزمة إقتصاديا لذلك نريد كفاءات تفهم معنى الأزمة الأقتصادية و كيفية فرضها إذا تطلب الأمر.

  • نمام

    الحكم على تجربة الحكومة ليس امرا هينا للراغب في التعامل العلمي و الموضوعي بعيدا عن التموقع وعن السياسة و الايدلوجيا لان التحديات واكرهات منها طبيعة المرحلة التي نمر بها وصعوبة معالجتها فاول ما يمكن فغله تفعيل الدستور رغم ما يشوبه دون غيره من السياسات العمومية ننتقد الحكومة لترددها وبطئها في الاصلاح من بعد بوتفليقة اولا نجزم بان موازين القوى بايدي حكام فعليين للدولة وربما المواجهة قد تعطل اي اصلاح الحكومة تراهن على الاستقرارفبدونه قد تعصف بالافتصاد و الامن وصورة البلاد خارجيا اضافة الى البحث عن تغيير سلس لتغيير الصورة النمطية السلبيىة لاجهزة الدولة