التفاف شعبي حول “الشروق” وحنبعل لدعم فلسطين

شهدت الحملة الشعبية لدعم فلسطين، التي أطلقتها وبثتها قنوات “الشروق” وقناة حنبعل التونسية الجمعة، إشادة كبيرة من طرف مختلف أطياف المجتمع المدني الجزائري والتونسي، مطالبين بالاستمرار في هذه الحملات الإعلامية التي تعبر عن الدعم التاريخي والأبدي للشعوب المغاربية في مقدمتها الشعب الجزائري للقضية الفلسطينية تحت شعار “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.
وشهدت هذه المبادرة التي حملت شعار “فلسطين، الجزائر، تونس.. قلب واحد”، تفاعلا كبيرا للمواطنين في الجزائر وتونس، والذين تبرعوا بأموالهم وما يملكون من ألبسة وأفرشة وأدوية وعتاد، فضلا عن رجال أعمال وأصحاب مؤسسات اقتصادية تبرعوا على المباشر بمبالغ مليونية، وهو ما جعل هذه الحملة تحقق أهدافها في حشد الدعم المادي والنفسي للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أنواع القصف الهمجي والعدوان من طرف الكيان الصهيوني الغاشم.

وعلى مدى 10 ساعات من البث المباشر في يوم الجمعة، من الثانية بعد الزوال إلى غاية منتصف الليل، أبدع الزملاء الإعلاميون من قنوات الشروق في مقدمتهم رئيسة التحرير المركزية دليلة بلخير التي أشرفت على اليوم المفتوح وكل من الزميلة آسيا شلبي ومريم غراز في التنشيط رفقة صحفيين من قناة حنبعل في جمع التبرعات وحشد الدعم للشعب الفلسطيني، من خلال بلاطو مشترك شهد استضافة وجوه إعلامية وفنية وثقافية ورياضية وسياسية معروفة من الجزائر تونس والعديد من الدول العربية، للمساهمة في دعم فلسطين وحث المواطنين ورجال الأعمال وأصحاب المؤسسات على التبرع.
وتم في هذا اليوم التضامني المفتوح، عرض تقارير إعلامية وأغنان وأناشيد ونداءات تشجع على العمل التضامني، وهو ما استجاب له المواطنون في الجزائر العميقة الذين رحبوا بهذه المبادرة، التي تعبر حسبهم عن أصالة الشعب الجزائري في دعم فلسطين، أين أعلن الكثير من المواطنين مساهمتهم في هذه الحملة رغم صعوبة وضعهم المادي عملا بقوله تعالى: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة” أين تم رصد مواطنين يقومون بجمع المساعدات في الأحياء الشعبية تلبية لنداء قنوات الشروق وحنبعل، وهو الأمر الذي قام به المواطنون في تونس، والذين أكدوا أنهم والجزائريون شعب واحد يتقاسمون نصرة فلسطين التي تجري في دمائهم..

إقبال كبير على التبرع ونجوم “السوشل ميديا” يجندون الملايين
وفي هذا السياق، أكدت صحفية قناة “الشروق” آسيا شلبي في تصريح للشروق والتي أشرفت على تنشيط هذا اليوم المفتوح رفقة الصحفية مريم غراز، أن هذه المبادة كانت ناجحة بامتياز بإقدام العديد من رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات والمواطنين على التبرع من تونس والجزائر، وقالت إن صاحب شركة لمواد التنظيف بالجزائر تبرع بمليار سنتيم بين أموال ومواد تنظيف، وأضافت أن شركة أخرى تبرعت بـ500 مليون، “في حين تبرع العديد من المؤثرين والمواطنين بمبالغ محترمة على غرار امرأة تبرعت بـ50 مليونا ومؤثرة بـ35 مليون سنتيم ، وقالت آسيا شلبي إن كثرة التبرعات تعبر عن أصالة الشعب الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية، وأشادت شلبي بالمشاركة الواسعة لنجوم السوشل ميديا والمؤثرين في الجزائر في البلاطو في مقدمتهم كل من أميرة ريا ومونية بن فغول وليلة بويحياوي وسارة رجيل وشمسو ديزاد جوكر وكريم الكانغ، بالإضافة إلى شخصيات معروفة على غرار فلة عبابسة ولخضر بلومي وعادل الشيخ وفيزية تقرتي ومحمد الطهر زاوي والذين جندوا صفحاتهم المليونية لإنجاح هذا الحدث، أين تفاعل ملايين الجزائريين افتراضيا مع هذا اليوم المفتوح وساهموا في نشر حملة التبرعات التي ستستمر إلى غاية الجمعة القادم وعلى مدى أسبوع على الحساب البريدي الجاري لمؤسسة الشروق الخيرية 21002681/65.

“الشروق” رائدة العمل الإعلامي التضامني الداخلي والعربي
ومن خلال الحملة التضامنية مع فلسطين عقب عملية طوفان الأقصى، تجدد مؤسسة الشروق موقفها الداعم للقضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، أين كانت السباقة دائما لإطلاق مبادرات لدعم الشعب الفلسطيني الأعزل، حيث كانت سنة 2009 راعية لميلاد اللجنة الشعبية لمناصرة فلسطين ودعم المقاومة، التي شارك فيها عدد من الوجوه التاريخية كالمجاهدة الرمز جميلة بوحيرد وعبد الحميد مهري رحمه الله، ولخضر بورقعة رحمه الله، وجمع من المفكرين والمثقفين والإعلاميين والفنانين والرياضيين والأئمة وممثلي المجتمع المدني، وقاد المبادرة حينها المدير العام لمؤسسة الشروق الراحل علي فضيل، الذي كان من أشد المدافعين عن فلسطين، وأطلق العديد من المبادرات التي تعكس دعم ومساندة شعب المليون ونصف المليون شهيد لإخوانهم المحاصرين والمقاومين للقصف البري والجوي في قطاع غزة.

وعلى نفس النهج، نظمت قنوات الشروق بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري قبل عامين يوما مفتوحا لإعادة إعمار فلسطين بعد العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة سنة 2021 عقب عملية سيف القدس التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، وهو ما تسبب في ارتكاب العدو الصهيوني لمجازر حرب ضد المدنيين العزل وتم قصف الكثير من المباني وتدمير البنية التحتية لغزة وهذا ما دفع مؤسسة الشروق إلى تجنيد قنواتها من أجل جمع التبرعات من اجل إعادة إعمار فلسطين، بمشاركة شخصيات سياسية وثقافية وإعلامية عربية بارزة أشادت حينها بالدور الإعلامي التضامني الكبير التي تقوده الشروق لنصرة فلسطين وغزة كلما تجدد العدوان.
وكما أبدعت الشروق في العمل التضامني العربي، كانت لها العديد من المبادرات الداخلية لمساعدة الفقراء والأرامل واليتامى، توجت بميلاد مؤسسة الشروق الخيرية سنة 2017 برئاسة الأستاذ رشيد فضيل، والتي جاءت بناء على تراكمات خلقها برنامج “وافعلوا الخير” على شاشة “الشروق” وعجل بها اهتمام المواطنين والمشاهدين ببناء صرح جديد يمثل حلقة الوصل بين فاعل الخير والمستفيد الحقيقي منه، وتمكنت المؤسسة من القيام بأعمال تضامنية نوعية في التكفل باليتامى والأرامل والمحتاجين في الجزائر العميقة، وكانت السباقة لإطلاق مشروع حفر الآبار وسقيا الماء، في العديد من مناطق الوطن التي تعاني العطش، وشهدت هذه المبادرة مشاركة واسعة من طرف المواطنين للظفر بصدقة جارية مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام “أفضل الصدقات سقيا الماء” .