-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعدما تحوّل إلى شبه جزيرة محاصرة.. نخب مغربية:

التقارب الجزائري الفرنسي خطر على مصالح المخزن!

محمد مسلم
  • 6674
  • 4
التقارب الجزائري الفرنسي خطر على مصالح المخزن!

تنظر النخب المغربية القريبة من نظام المخزن بعين الريبة إلى التقارب الجزائري الفرنسي، الذي يتقدم بسرعة فائقة عكس ما تأمله الرباط، والتي تعيش أزمة عاصفة مع باريس، تعددت أبعادها، بسبب قضية تجسس المخابرات المغربية على الرئيس الفرنسي ومعاونيه، فيما ما عرف بفضيحة “بيغاسوس”.

وجاءت زيارة الوزير الأول الفرنسي، إليزابيت بورن، رفقة نصف طاقمها الحكومي إلى الجزائر، لتزيل جميع الشكوك حول مستقبل العلاقات الثنائية، وكذا التوقيع على العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية، لتعزز مخاوف نظام المخزن المغربي، من أن هذا التقارب يستهدف محاصرة النظام المغربي، الذي تحول إلى ما يشبه الجزيرة المحاصرة من كل جانب في محيط هائج، حيث لم يبق لها سوى منفذ واحد، وهو إسبانيا، غير أن هذا المنفذ يبقى مهددا بسبب التوجه اللافت لحكومة بيدرو سانشيز، نحو ترميم علاقاتها مع الجزائر، للحفاظ على ما تبقى من المصالح والامتيازات التي بدأت في خسارتها منذ انحياز مدريد نحو نظام المخزن في قضية الصحراء الغربية.

وإضافة إلى التوتر المزمن الذي يخيم على علاقاتها مع الجزائر منذ عقود، تعيش علاقات المغرب مع تونس أزمة غير مسبوقة، وصلت حد انقطاع جسور التواصل الدبلوماسي، بعد استدعاء سفيري البلدين، إثر بسط الرئيس التونسي، قيس سعيد، البساط الأحمر لنظيره الصحراوي، إبراهيم غالي، في تونس، كما توجد العلاقات المغربية الموريتانية على صفيح ساخن، بعد استقبال الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، قبل أيام، وزير الداخلية الصحراوي، منصور عمر، الذي هدد من الأراضي الموريتانية نظام المخزن بأن المعركة المقبلة ستكون بسلاح “الدرون” (الطائرات المسيرة).

التقارب الجزائري الفرنسي هدفه محاصرة نظام المخزن، كان عنوانا لمقال في إحدى الصحف المغربية المعروفة بقربها من المخابرات المغربية “هسبريس”، غير أن تبريراتها كانت معاكسة لمعطيات الواقع، من قبيل أن نظام المخزن بات يزعج فرنسا في حديقتها الخلفية في القارة السمراء، في حين أن القريب والبعيد، على علم بأن ما يقوم به الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تجاه نظام المخزن، إنما هو عقاب له على تجرئه في التجسس على هواتف ماكرون وعدد من كبار معاونيه في الدولة الفرنسية، فيما عرف بفضية “بيغاسوس”، التي فجرتها وأكدتها صحف عالمية مشهود لها بالنزاهة مثل “لوموند” الفرنسية، ومنظمات حقوقية غير حكومية، مثل هيومن رايتس ووتش.

ومنذ إقرار المصالحة بين الجزائر وباريس إثر زيارة ماكرون في نهاية شهر أوت المنصرم، لم يتوقف محللو البلاطوهات في نظام المخزن، عن تقديم هذا التقارب على أنه استهداف للمصالح المغربية، ويبدو أن أذرع نظام المخزن لم تتمكن من هضم الكيفية التي تخلت بها باريس عن الرباط في واحدة من أصعب الظروف التي يعيشها النظام المغربي، مع عودة الوهج للقضية الصحراوية في ظل بروز موجة جديدة من الاعترافات بالجمهورية العربية الصحراوية.

وبعدما كانت باريس تعتبر عراب مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم بها نظام المخزن في العام 2007، تحولت منذ العام المنصرم إلى دولة مناوئة لهذا المشروع، بعدما تخلفت عن ركب المطبلين لخطط النظام المغربي في الصحراء الغربية، وذلك رغم تأكيد عاهل المخزن، محمد السادس، على أن القضية الصحراوية هي الميزان الذي يقيس المغرب شراكاته مع الدول.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • عبد الرحمن بن الدين

    مهما كانت الأسباب العنوان ليس في محله عداوة فرنسا إلى القبر واجب مقدس

  • جمال

    على الجزائر إستغلال هذا الظرف السياسي والاقتصادي لمساعدة أشقائنا الصحراويين في قضيتهم العادلة والإنسانية

  • سدراتي منصور

    ما تقوم به الجزائر من أصلاحات براغماتية ضرورية في شتى المجالات خاصة الاقتصادية و بالتبعية الاجتماعية منها كان لزاما القيام به منذ أمد أقله 20 سنة خلت. رهان صعب للغابة لكن ليس مستحيلا . خاصة إذا تغيرت الذهنيات نوعا ما داخل الشعب و رافقت هذا التطور .

  • جزائري

    نأمل أن تكون الشراكة مع الصين في الشاحنات، وصناعة الهواتف النقالة ، والباخرات، والسكة الحديدية ، والزراعة، والمناجم . وصناعة الورق .....، و مع الولايات المتحدة الأمريكية في صناعة السيارات والشاحنات ، ومع ألمانيا في صناعة الشاحنات والسيارات ، ومع إيطاليا في صناعة سيارة فيات ، وع العملاق تويوتا في صناعة سيارات الدفع الرباعي وسيارة كورولا للتصدير للخارج ، ومع نيسان ، وهيونداي ( لو قمنا بالشراكة مع هؤلاء جميعا ، وعندنا حديد غار جبيلات ، فمدخولنا السنوي يكون 100 مليار دولار ) .