-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منظّمة حماية المستهلك تؤكد تهريبه عبر الحدود

التهاب أسعار البيض يتواصل وحملات المقاطعة بلا جدوى

نادية سليماني
  • 4146
  • 0
التهاب أسعار البيض يتواصل وحملات المقاطعة بلا جدوى

يعرف استهلاك مادة البيض، تزايدا ملحوظا خلال الفترة الصيفية، فهو لا يخلو من أطباق الأعراس والحفلات، ولا يغيب عن قفف المصطافين بالشواطئ. والأطباق الخفيفة المطلوبة منزليا صيفا. وهذا ما جعل الإقبال على شراء البيض مرتفعا حتى في عزّ غلائه، فمن سعر 12 دج لحبة البيض، قفز إلى غاية 20 دج، في فترة زمنية قصيرة، فلا المواطن استطاع الانخراط في حملة مقاطعته، ولا الأسعار انخفضت حتى في عيد الأضحى المبارك، وبين استهجان المواطنين، واستنكار المنظمة الجزائرية لحمية المستهلك، وتبرير المربين، يبدو أن الوضعية ستبقى على حالها، إلى غاية شهر سبتمبر المقبل.

“خليه يفقس”.. حملة وطنية لمقاطعة شراء البيض

دشّنت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، الموسم الصيفي بحملة مقاطعة شراء البيض، تحت شعار “خليه يفقس”، بسبب تذبذب أسعار البيض، الذي وصل عتبة 20 دج للحبة. بينما وصل سعر الصفيحة إلى 520 دج. وتتهم المنظمة أطرافا باللجوء إلى المضاربة والتهريب، لإبقاء أسعار هذا المنتوج الأكثر استهلاكا صيفا، مرتفعة.

حذّرت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، من التذبذب المُسجل في أسعار بيع البيض على المستوى الوطني، بعدما وصل سعر الحبّة الواحدة عتبة 20دج، بينما بلغ سعر الصفيحة  520دج في وقت كانت لا تتجاوز 320 دج.

مربو الدواجن: لا انخفاض في الأسعار قبل سبتمبر المقبل

وأشارت المنظمة، إلى أنّ هذا السعر غير مقبول، خاصة “مع تسجيل مكاتبها في بعض كبرى أسواق الجملة عدة ممارسات مريبة، منها الاتفاقات الأفقية بين تجّار الجملة للحفاظ على أعلى مستوى للأسعار”.

زبدي: مضاربون ومهربون يهدّدون اقتصاد البلاد

وعليه قرّرت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، تدشين حملة وطنية لمقاطعة لشراء البيض، تحت شعار “خليه يفقس”، حيث دعت جميع المستهلكين لمقاطعة شراء هذه المادة، إلى حين انخفاض أسعارها، خاصة وأنها “مادة غير أساسية ولا يمكن تعويضها”.

دعوات لتخفيض استهلاك البيض

كما دعت المنظمة، المستهلكين الذين لا يستطيعون المقاطعة الكلية لظروف معينة، إلى تخفيض الاستهلاك إلى حدوده الدنيا.

ومع ذلك، اعتبرت منظمة حماية المستهلك، أنّ استعمال مادة البيض في نشاطات تجارية أخرى، مثل المطاعم ومحلات الحلويات، سيُبقي على نوع من الطلب على هذه المادة في السوق، لكن “التزام المستهلكين بهذه المقاطعة، سيجعل سوق البيض يتعرض لهزات قوية، ستدفع بأصحاب المصالح إلى مراجعة حساباتهم وخاصة أنها مادة سريعة التلف”.

وفي ذات السياق، تفتح المنظمة أبوابها للمنتجين الحقيقيين للبيض، لعقد لقاءات قصد دراسة تكلفة الإنتاج وأسباب ارتفاع الأسعار وهوامش الربح، مع تنظيم السلسلة التجارية للوصول الى سعر مرجعي للبيض، يُرضي المنتج و المستهلك، دون فرض للأمر الواقع من طرف “سماسرة السوق، الذين أصبحوا يربحون أكثر من المنتج ويكبّدون المستهلك خسائر كبيرة، بتضخيم أرباحهم بكل الطرق غير الشرعية”.

إقبال على الشّراء رغم الغلاء

وفي جولة لـ”الشروق” عبر بعض محلات بيع البيض بالجزائر العاصمة، لاحظنا إقبالا عاديا إن لم نقل مرتفعا على الشراء، حتى مع ارتفاع الأسعار.. فمثلا بمحل “امبراطورية البيض” المتواجد ببلدية حسين داي والمتخصص في بيع مختلف أنواع وأحجام البيض، فقد رصدنا عشرات المواطنين يشترون صفائح البيض. والظاهرة فسّرها بعض الزبائن، بالطلب الشديد على مادة البيض في الصيف، سواء في الاستهلاك المنزلي أو في الأعراض والحفلات، وأيضا لروّاد الشواطئ.

ولمعرفة تأثير حملة مقاطعة شراء البيض على المنتجين والباعة، استفسرنا عن الموضوع من نائب رئيس جمعية مربي الدواجن، حمزة شريف، الذي اعترف باستمرار ارتفاع أسعار البيض،  حيث وصل سعر الصفيحة إلى 390 دج في سوق الجملة بالكاليتوس، بينما بلغ سعرها بالتجزئة بين 420 دج و450 دج. وبقي سعر حبة البيض بـ 20 دج.

كميات الدجاج البيوض منخفضة جدا

وفسّر محدّثنا، أسباب الارتفاع بالخسائر التي تكبّدها الفلاحون جرّاء الحرائق الأخيرة، وبنقص الدجاج البيوض، مع عزوف المربين عن الإنتاج وهجرتهم للمهنة، وجميع هذه العوامل ساهمت في ندرة منتوج البيض وغلائه.

وطمأن شريف، المواطنين بأنّ “أسعار البيض مرشحة للانخفاض انطلاقا من شهر سبتمبر المقبل، حيث سيكتمل نمو الدجاج البيوض، الذي يحتاج إلى 6 أشهر لنموه،  وستدخل كميات كبيرة من البيض للأسواق” على حد تعبيره.

وبخصوص تأثير الحملة الوطنية لمقاطعة شراء البيض، على المنتجين والمربين، قال محدثنا “سجلنا إقبالا كبيرا على الشراء، في الأيام قبل عيد الأضحى لاستعماله في صنع حلويات العيد، ولكن أثناء العيد من الطبيعي أن ينخفض الاستهلاك، بسبب التوجه لاستهلاك اللحوم، ليعود الشراء وبصفة عادية خلال هذه الأيام، لأن البيض مادة حيوية ومطلوبة بشدة في فصل الصيف”.

البيض يتم تهريبه في دلاء كبيرة لدول مجاورة.. !!

بينما، نفى رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي عبر “الشروق” أن يكون لحرائق الغابات الأخيرة، دخل في ارتفاع أسعار البيض، مؤكدا بأن معطيات موثوقة وصلتهم، عن قيام البعض بتهريب مادة البيض عبر الحدود الشرقية للبلاد، وتتم عملية التهريب، حسبه، عبر دلاء كبيرة مملوءة بالبيض.

والظاهرة جعلته يدعو السلطات إلى محاربة ظاهرة التهريب، التي تسببت في ارتفاع مواد مطلوبة في السوق، وندرتها من المحلات، خاصة وأن حملة المقاطعة التي دعت إليها منظمة حماية المستهلك “لم تأت بالنتائج المرجوة منها على أرض الواقع” حسب قول رئيس المنظمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!