-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ظروف المنطقة جعلت العيش من دونها مستحيلا

التهاب أسعار المكيفات والثلاجات يؤرق سكان عين صالح

الشيخ بن ايعيش
  • 3802
  • 0
التهاب أسعار المكيفات والثلاجات يؤرق سكان عين صالح
أرشيف

تفاجأ ساكنة ولاية عين صالح ومنذ بداية فصل الصيف من الارتفاع الجنوني في أسعار المكيفات الهوائية والثلاجات إلى مبالغ قياسية ليست في متناول المواطن خاصة العائلات ذات الدخل المتوسط، في ظل استمرار مفهوم العائلة الكبيرة، من خلال إقامة الأب والأبناء المتزوجون في بيت كبير، مكون من عدد من الغرف، من أجل الحفاظ على التآزر والتضامن بين أفراد العائلة وسهر الأبناء على رعاية والديهم.

بحسب إحصائيات رسمية فإن عدد المكيفات يفوق 20 ألف جهاز مكيف هوائي بمعدل جهازين إلى ثلاث بكل منزل، علما أن استغلال الجهاز يتواصل على مدار سبعة أشهر بداية من شهر ماي وصولا إلى نوفمبر وعلى مدار 24 ساعة. وحاولنا في هذا الاستطلاع الميداني الاستماع لكل الأطراف بغرض إيصال صوت المواطن المغبون لتحقيق ما يطلق حلمه في اقتناء مكيف دون الاستدانة أو الشراء بالتقسيط مقابل إضافة مبلغ 30 بالمائة في سعر الجهاز.

حرارة الصيف تلهب الأسعار
في جولة خفيفة لـ”الشروق”، وقفنا بمحلات بيع الأجهزة المنزلية عن معاناة المواطنين، جراء ارتفاع الأسعار، خاصة أن ولاية عين صالح تفتقر إلى وكلاء للشركات الجزائرية الكبرى المختصة في صناعة المكيفات الهوائية، حيث أن أغلب أصحاب المحلات هم وسطاء يقتنون الأجهزة من مقرات هذه الشركات وإعادة بيعها من خلال تحقيق هامش ربح كبير، حيث يقول الحاج صالح، الذي وجدناه بأحد المحلات لشراء مكيف هوائي، أن أسعار جهاز التكييف من نوعية 12 يبلغ سعره 8 ملايين سنتيم وأكثر، أما إذا أردت الشراء بالتقسيط فيطلب منك التاجر زيادة مبلغ 30 بالمائة من سعر الجهاز، ويقول ذات المتحدث أنه عجز عن توفير المبلغ لاقتناء الجهاز، واجبر على شراءه بالتقسيط بالرغم من المبلغ الإضافي، لأنه يقول مجبرا على ذلك، ويواصل ذات المتحدث بنبرة حزن، “زوجتي مريضة، ولا استطيع أن أبقى مكتوف الأيدي، لذلك رضخت لكل شروط البائع الخيالية، من أجل الحصول على الجهاز وإسعاد أفراد العائلةّ”.
من جهتها، تؤكد فاطمة، أنها باشرت رحلة البحث الطويلة عبر عدد من المحلات لاقتناء جهاز تكييف من نوعية 18، لأن الجهاز الصغير لا يمكن أن يلطف الأجواء في غرفة مساحتها 20 متر مربع، لذلك قررت شراء جهاز من الحجم الكبير وتركيبه بغرفة بيتها الذي تقيم فيه مع أبناءها الذكور الخمس، لتواصل الحديث، أن آخر سعر لمكيف هوائي من نوعية 18 فاقت 13 مليون أما بالتقسيط فيصل المبلغ 16 مليون، وهي تقول أنها لن تستطيع توفير المبلغ دفعة واحدة، واتفقت مع البائع على الشراء بالتقسيط، لأنه من غير المعقول أن تعيش بمدينة عين صالح بدون جهاز التكييف، “وأنا مجبرة -تواصل ذات المتحدثة- على العيش بالحليب والخبز من أجل تحقيق حلمنا في شراء جهاز مكيف هوائي”. أما أسعار الثلاجات والمجمدات فأصبحت تجمد الدم في العروق يقول الأخ رابح، لأنه وعندما تسأل صاحب محل عن أسعارها فثلاجة من سعة 250 لتر تباع بسعر 7 ملايين، دون الحديث عن أسعار ثلاجات من الحجم الكبير.

غياب الوكلاء المعتمدين ضاعف الأسعار
من جهة أخرى، يشير أحد المختصين في التسويق إلى انعدام وكلاء معتمدين للشركات الوطنية المعروفة، ساهم في غلاء الأسعار، فيقول أن سعر جهاز علامة مميزة من نوعية 18 بولاية غرداية يصل سعره 10 ملايين أما بولاية عين صالح فيباع نفس الجهاز بسعر 13 مليون بزيادة مبلغ ثلاثيين ملايين، وعندما تناقش البائع يقول لك أن ارتفاع أسعار النقل غالية، ولكن هذا المبرر غير منطقي وغير معقول. وحتى المختصين في إصلاح الأجهزة، يفرضون منطقهم التجاري، تصور تركيب جهاز تكييف بالمنزل يكون بمبلغ 4000 دج، أما زيادة الغاز للمكيف قتكون بسعر 8 آلاف دينار، وعندما تناقشه في الأسعار يقول لك الله غالب كل حاجة زادت.

لجان الخدمات .. سباحة عكس التيار
من جهة يعيب أغلب العمال على لجان الخدمات تجاهلها مساعدة العمال المنتسبين إليها، إذ تفرض عليهم شروط خيالية، مقابل شراء الخدمات الجهاز للعامل، حيث تفرض زيادات كبيرة، ترهق كاهل العامل، بالرغم أن أموال لجان الخدمات هي من مشركات العمال الشهرية، وأغلب اللجان تفضل صرف الأموال في رحلات بدلا من مساعدة العمال على اقتناء أجهزة ودون زيادة في مبلغ التقسيط.
وخلال تواجد الشروق بأحد المحلات التقت بمجموعة من المواطنين من مختلف الأعمار، ويخصوص الحلول لكسر الأسعار الملتهبة، يقول الشاب أحمد وهو عامل ورب أسرة، أن الحل يبقى في التدخل من خلال دعم الأسر ذات الدخل الضعيف والمتوسط من أجل شراء جهاز تكييف وثلاجة كل خمس سنوات من خلال رقمنة العملية لأن العيش في الجنوب دون مكيف هو انتحار يضيف الأخ سليم، أما السيد طه، فيؤكد أن منح صلاحية للمؤسسات من أجل اقتناء أجهزة تكييف تباع للموظفين بأسعار مدعمة وفي متناول الجميع، على أن تتحمل الخزينة جزء من مبلغ الدعم، في ظل عجز الطبقة العاملة على اقتناء أجهزة منزلية وسط ارتفاع جنوني للأسعار خاصة بمناطق الجنوب، نتيجة عوامل خارجية ابزرها ارتفاع التكاليف بسبب وضعية الطرق بحسب تصريحات التجار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!