-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التهدئة أو الموت جوعا

صالح عوض
  • 7897
  • 0
التهدئة أو الموت جوعا

فليختار أهل غزة الموت جوعا وقهرا وسجنا أو التهدئة..هذا لسان حال الرسميين العرب والأوربيين والأمريكان..الحديث عن التهدئة علي حدود قطاع غزة اصبح مادة كل المشتغلين بالموضوع الفلسطيني الاقليميين والدوليين وهكذا يكون الاسرائيليون قد نجحوا في صرف الحديث تماما عن البعد السياسي للقضية الفلسطينية بل والبعد الانساني فلقد اصبح المطلب الاسرائيلي بالتهدئة مقابل التهدئة وجيها لدى الوسطاء العرب والاوروبيين الى درجة لم يعد معه مهما الحديث عن فتح المعابر.

  • إسرائيل استطاعت بذكاء ان تنقل الموقف الفلسطيني والعربي بعد ان تمكنت بمؤامرة التسوية من شق الصف الفلسطيني .. فلقد كانت التهدئة قبل ستة أشهر تعني أن تلتزم اسرائيل بفتح كل المعابر وان تفتح مصر معبر رفح وان تتوقف إسرائيل عن عمليات الاغتيال في قطاع غزة وان تكون الستة أشهر امتحان لتعميم التهدئة في الضفة الغربية حيث تستبيح إسرائيل القرى والمدن والمخيمات اعتقالا واغتيالات..الا ان الستة اشهر شهدت عمليات منظمة محدودة لاجتياحات إسرائيلية لقطاع غزة وعمليات اغتيال استهدفت مقاومين فلسطينيين كما ان المعابر لم تشهد أي فتح منتظم الامر الذي انعكس بشكل خطير على حياة المواطنين.
  • الان ينصب الحديث على التهدئة مقابل التهدئة وهكذا تنزع اسرائيل من التهدئة جانبها الإنساني لتصبح اتفاقية أمنية بامتياز تلتزم فيها حكومة حماس في غزة بمنع أي خرق للهدنة مقابل التزام إسرائيلي بعدم القيام باغتيالات او اجتياحات.
  • الظرف السياسي غير مناسب الان للحديث عن تطوير للموقف الفلسطيني لاسيما وفريقا الصراع المتناحران اوصلا المعركة بينهما الى اكثر مراحله عنفا ومناكفة وسووء نية..لم يكن بالمستطاع تفسير ما يحصل في رام الله وغزة الا على اعتبار انه صراع نحو الهاوية فكل طرف من اطراف الصراع يجر بخصمه الى الهاوية..
  • لقد أصبح قطاع غزة سوقا للبضائع المصرية الرديئة والتي تزيد أسعارها عن الأصل اضعافا مضاعفة في ظل انحسار مواد اساسية وانقطاع غاز الطهي .. ولم تعوض المواد الغذائية التي تدخل من المعابر أي نقص في السلع التي اصبحت مادة اشتراط امنية في أي اتفاقية مع اسرائيل.
  • هل كل ما يثار الآن عن التهدئة هو غطاء لما تتناقله الصحف العبرية عن اجتياح محتمل لقطاع غزة وتدمير بنيته التحتية وضرب معاقل المقاومة بعنف وتسليمه من بعد الى المصريين؟ ولكن هل هناك من الظروف الاقليمية والدولية مايناسب هذا التصرف الإسرائيلي.؟ فلعل عدم توفر الظروف المناسبة هو الشرط الضروري للقيام بهذه العملية والانتهاء من خروج حماس عن الالتزام بالسياق العام في المنطقة..لكن مما لاشك فيه ان اية مواجهة في غزة ستقلب الطاولة على راس الجميع فهل ستحملون نتائج هذه الخطة؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!