-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ما‮ ‬لا‮ ‬يقال

الثورة،‮ ‬أمريكا‮ ‬والقذافي

الثورة،‮ ‬أمريكا‮ ‬والقذافي

من‮ ‬يعتقد‮ ‬أن‮ ‬الثورة‮ ‬الليبية‮ ‬لا‮ ‬تستطيع‮ ‬إزالة‮ ‬معمر‮ ‬قذافي‮ ‬وأولاده‮ ‬فهو‮ ‬مخطئ،‮ ‬ومن‮ ‬يتجاهل‮ ‬دور‮ ‬المجلس‮ ‬الانتقالي‮ ‬في‮ ‬التأسيس‮ ‬لحكومة‮ ‬مؤقتة‮ ‬قادمة‮ ‬فهو‮ ‬مخطئ‮ ‬أيضا‮.‬

  • وإذا‮ ‬كانت‮ ‬الاتهامات‮ ‬الموجهة‮ ‬للسلطة‮ ‬الجزائرية‮ ‬حقيقية‮ ‬فهي‮ ‬مصيبة‮ ‬جديدة‮ ‬للنظام‮ ‬القائم،‮ ‬أما‮ ‬إذا‮ ‬كانت‮ “‬مجرد‮ ‬بهتان‮ ‬وادعاءات‮” ‬فهي‮ ‬مصيبة‮ ‬أكبر‮ ‬للسلطة‮ ‬الجزائرية‮ ‬ووسائل‮ ‬إعلامها‮.‬
  •  
  • ارفع‮ ‬رأسك‮ ‬يا‮ ‬أخي
  • إذا كانت معزوفة “ارفع رأسك يا أخي فقد مضى وقت الاستعمار” فإن شعار “ارفع رأسك يا أباه” الذي قيل في مسقط رأس المرحول محمد بوخروبة “العقيد هواري بومدين” كان بداية شعار “العزّة والكرامة” التي تحولت إلى معزوفة قديمة، لسبب واحد وهو أن جميلة بوحيرد رمز الثورة الجزائرية‮ ‬نزلت‮ ‬إلى‮ ‬الشارع‮ ‬للتظاهر،‮ ‬وهذا‮ ‬دليل‮ ‬على‮ ‬وجود‮ “‬خلل‮ ‬ما‮” ‬في‮ ‬النظام‮ ‬السياسي‮ ‬الحالي‮.‬
  • في عام 1959 توجه وفد طلابي جزائري يتكون من 17 طالبا إلى بنغازي للتمدرس، وشاءت الصدفة أن تمر الحافلة بمصراته ويدخلون مطعما كان فيه ليبيان يأكلان، وحين تنبها إلى وجود الوفد الطلابي الجزائري دفعا وجباتهم كاملة، وكان من بين أعضاء الوفد عبد الله عثمانية، وهو يؤكد‮ ‬هذه‮ ‬الحادثة‮.‬
  • والآن‮ ‬مصراته‮ ‬في‮ ‬وضع‮ ‬مأساوي‮ ‬ولا‮ ‬يتحرك‮ ‬أحد‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬إنقاذ‮ ‬شعبها‮. ‬وحين‮ ‬وصل‮ ‬الوفد‮ ‬الجزائري‮ ‬إلى‮ ‬بنغازي‮ ‬بدأ‮ ‬سكان‮ ‬بنغازي‮ ‬يقيمون‮ ‬سنويا‮ ‬أسبوعا‮ ‬لنصرة‮ ‬الجزائر‮ ‬بمشاركة‮ ‬الجالية‮ ‬الجزائرية‮.‬
  • ولأن‮ ‬اجتماعات‮ ‬المجلس‮ ‬الوطني‮ ‬للثورة‮ ‬كانت‮ ‬في‮ ‬ليبيا‮ ‬فلا‮ ‬أحد‮ ‬تساءل‮ ‬هل‮ ‬تاريخ‮ ‬قيام‮ ‬الدولة‮ ‬الجزائرية‮ ‬بدأ‮ ‬مع‮ ‬قيام‮ ‬الحكومة‮ ‬المؤقتة‮ ‬واعتراف‮ ‬الدول‮ ‬العظمى‮ ‬مثل‮ ‬الصين‮ ‬وروسيا‮ ‬بها‮ ‬أم‮ ‬أنه‮ ‬بعد‮ ‬5‮ ‬جويلية‮ ‬1962؟
  • المؤكد أن الاعترافات بالحكومة المؤقتة أدت إلى قيام الدولة، والاعترافات الحالية بالمجلس الوطني الانتقالي للثورة الليبية سيؤدي حتما إلى قيام نظام جديد، وليس إلى قيام دولة، فلماذا تتردد السلطات الجزائرية في تقديم المساعدات للشعب الليبي الشقيق، ولا تتردد في الحديث عن “فزاعة” الإرهاب القادم من الحدود الليبية الجزائرية، حين بحثت عن إجابة عن هذا السؤال وجدتها عند عبد الحميد مهدي، تقول: إن وفدا من الطوارق قام بالاتصال به عام 1993 ليحتج على اتهام الجزائر ليبيا بتصدير الإرهاب إليها، وهذا الوفد استقبل في الرئاسة ووزارة‮ ‬الدفاع،‮ ‬وأكدوا‮ ‬للسلطات‮ ‬أن‮ ‬الطوارق‮ ‬جزائريون‮ ‬ولا‮ ‬يسمحون‮ ‬بأن‮ ‬يكونوا‮ ‬أداة‮ ‬في‮ ‬أيدي‮ ‬أية‮ ‬جهة،‮ ‬ومنذ‮ ‬ذلك‮ ‬الحين‮ ‬لم‮ ‬يظهر‮ ‬الإرهاب‮.‬
  • فهل‮ ‬الحديث‮ ‬عن‮ ‬الإرهاب‮ ‬والتخويف‮ ‬منه‮ ‬يخدم‮ ‬المنطقة‮ ‬أم‮ ‬له‮ ‬أغراض‮ ‬سياسية‮ ‬أخرى؟
  • إن تخوّف بعض الأقطار العربية من “حلف الناتو” وهي تتعامل معه سرّا وعلانية، وتريد أن توهم الرأي العام بأن “حمل العلم الفرنسي” في بنغازي هو إساءة للثورة الجزائرية، هو أكذوبة كبيرة وتغليط للرأي العام، فالعلم الجزائري الذي يرفع في باب العزيزية هو الذي يسيء أصحابه‮ ‬إلى‮ ‬دماء‮ ‬الشهداء،‮ ‬وليس‮ ‬العلم‮ ‬الفرنسي،‮ ‬لأن‮ ‬فرنسا‮ ‬تدخلت‮ ‬لصالح‮ ‬خدمة‮ ‬شعبها،‮ ‬ونحن‮ ‬بقينا‮ ‬في‮ ‬الهامش،‮ ‬وحزبها‮ ‬في‮ ‬الجزائر‮ ‬ما‮ ‬يزال‮ ‬يستخدم‮ ‬لغتها‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬المساجد‮ ‬ومواسم‮ “‬الثقافة‮ ‬الإسلامية‮”.‬
  • وفرنسا‮ ‬الاستعمارية‮ ‬ما‮ ‬تزال‮ ‬في‮ ‬جسم‮ ‬النظام‮ ‬الجزائري،‮ ‬أما‮ ‬فرنسا‮ ‬الأخرى‮ ‬فهي‮ ‬التي‮ ‬اعترفت‮ ‬بالمجلس‮ ‬الوطني‮ ‬للثورة‮ ‬الليبية‮.‬
  • في‮ ‬كتاب‮ (‬بوش‮ ‬محاربا‮) ‬حقائق‮ ‬مذهلة‮ ‬حول‮ ‬تعاون‮ ‬السلطات‮ ‬الجزائرية‮ ‬مع‮ ‬أمريكا‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬الإرهاب،‮ ‬فهل‮ ‬القاعدة‮ ‬هي‮ “‬الثورة‮” ‬أم‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬تضليلا‮ ‬للرأي‮ ‬العام‮ ‬لخدمة‮ ‬القذافي‮ ‬وعصابته‮.‬
  • لا‮ ‬أحد‮ ‬ينكر‮ ‬أن‮ ‬الإرهاب‮ ‬ليس‮ ‬له‮ ‬جنسية،‮ ‬ولا‮ ‬أحد‮ ‬ينكر‮ ‬أن‮ ‬المرتزقة‮ ‬ليس‮ ‬لهم‮ ‬جنسية،‮ ‬ولكن‮ ‬لا‮ ‬يحق‮ ‬لأحد‮ ‬اتهام‮ ‬الطرف‮ ‬الآخر‮ ‬ما‮ ‬دام‮ ‬المتضرر‮ ‬من‮ ‬القذافي‮ ‬وأبنائه‮ ‬هو‮ ‬الشعبان‮ ‬الليبي‮ ‬والجزائري‮.‬
  • الخطر القادم من ليبيا ليس من “فزاعة الإرهاب” وإنما من كتائب القذافي، وإنقاذ الثورة المصرية والتونسية مرهون بإزاحة القذافي، وأمريكا لا تريد إعطاء شرعية للشعوب وإنما تريد أن تنتزع من الشعب الليبي شرعية ترحيل معمر القذافي بإيهام الرأي العام بأنها هي التي حررت ليبيا، وهو ما فعلته مع العراق وحوّلته إلى بحيرة من الدماء. وأمريكا تريد فرض هيمنتها على أوروبا بالتقليل من دورها في تحقيق الأهداف المنشودة من حظر الطيران في الفضاء الليبي، لأن هذا الحظر فشلت في تحقيقه بسبب التفاف الشعوب الإفريقية مع الشعب الليبي أثناء الحصار‮ ‬الغربي‮ ‬ليبيا‮ ‬بسبب‮ ‬جرائم‮ ‬القذافي‮ ‬في‮ ‬حق‮ ‬الإنسانية‮.‬
  •  
  • البلطجية‮ ‬والمرتزقة
  • منذ بداية الثورة الليبية والسلطة الجزائرية تسوق “فزاعات” لأمريكا والغرب دون أن تنتبه إلى خطر هذا التسويق على مستقبل الجزائر، فالإرهاب “ظاهرة أمريكية”، وصناعة الموت جاءت من أمريكا، والقذافي كان أول زعيم يسلم أسماء العلماء والمفكرين إلى أمريكا، وهو أول من أعطى‮ ‬أسماء‮ “‬الحركات‮ ‬الانفصالية‮” ‬في‮ ‬أوروبا‮ ‬حتى‮ ‬يبقي‮ ‬عليه‮ ‬الغرب‮ ‬زعيما‮.‬
  • وفكرة “البلطجية” التي استخدها النظام المصري والنظام التونسي كشفت عن هوية أصحابها، ولا أحد يستطيع أن يُقنعنا بأن البلطجية “نتاج الثورة”، ولا أحد يستطيع أن يقنعنا بأن الثورة هي إرهاب، ومن يرى العكس فليتصفح الصفات التي كانت تطلقها الصحافة الفرنسية على الثوار الجزائريين‮ ‬خلال‮ ‬1954‮ ‬‭-‬‮ ‬1962‮.‬
  • وإذا كانت “البلطجة” قد فقدت “بريقها” في سوق الإعلام العربي لأنها صارت أدلة ضد الحكام كما هو الحال في اليمن، فإن المفردة التي جاءت بديلا عنها هي “المرتزقة” والحقيقة التي لا تقال هي أن المرتزقة صناعة غربية ولست لها علاقة بالشعوب العربية، ولجوء القذافي إليها إنما‮ ‬لإطالة‮ ‬عمره‮.‬
  • الثورة الليبية ستنتصر أحب من أحب وكره من كره، والشعب الجزائري هو مع الشعب الليبي، والمعلومات المسربة تقول بأن هناك شبابا بدأ الاتصال بقيادة الثورة في ليبيا للالتحاق بها، وهناك حركة في الشارع الجزائري لدعم الشعب الليبي، فمتى تستيقظ الأحزاب الجزائرية والمجتمع‮ ‬المدني،‮ ‬وتتحرك‮ ‬لنصرة‮ ‬الشعب‮ ‬الليبي‮ ‬وتقديم‮ ‬المساعدة‮ ‬لضحايا‮ ‬إرهاب‮ ‬كتائب‮
  • ‬القذافي؟‮!.‬
  • وللحديث‮ ‬بقية 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • محمد صغيري

    انا معك في تحليلك وموقفك ماذا كان موقفنا عندما كانت طائرات القذافي تقصف جموع المتظاهرين في بنغازي و طاربلس انا اصدق ما حدث بناءا على تاكيدات القذافي نفسه لقد قال عن المتظاهريتن انهم جرذان وسيقضي عليهم دار دار زنقة زنقة وهوفعلا ما يحدث الان حيث نرى ان مصراتا اصبحت ركام من الحجارة وهو يقصف بيت بيت دار دار زنقة زنقة ..
    انا اعطيت الثوار الحق بمجرد ما سمعت ابنه سيف يقول الخطوط الحمراء هي" القذافي والوحدة الترابيةلليبيا والدين " اين محل الشعب الليبي... أم لا قيمة له ؟؟؟؟

  • الامة تريد توحد الشعوب

    اظن بل ااكد ان كاتبكم الكريم اصبح يخلط المصطلحات وتبعثرت في مفكرته اسماء الثورات وانحيازه بدى واضحا. نرجوا اعادت النظر والتفكير جليا .نحن ثوار وجهادنا كان في وجه الاستعمار الفرنسي الكافر اما من يدافع عنهم الاخير فهم متمردون خرجوا عن حاكمهم وحملوا السلاح ضده و الذى عشقه من يايده من غالبية الشعب اللببي وليس العكس.والفت الانتباه فقط ان الشعب الجزائري نعم مع الشعب الليبي الذي لا يخلف عهدا ولا يوالي اعداء الدين تحت اي غطاء...... او انك تصدق كل ما يشاع في الفضائيات المتامرة على الوحدة ولا اظنك منهم.

  • malik

    فكرة الاستعمار مطروحة وستبقى كذلك الى يوم القيامة .والدليل العراق والافغنستان .اريد ان اطرح عليك سؤالا يادكتور .لو كانت نفس الاحداث التي في ليبيا مثلها في الجزائر ورفع العلم الفرنسي ماذا سيكون موقفك!!!!!!!الجزائر موقفها واضح هوالحوار بين اليبين.ماذا ننتظر من ملوك الخليج و أنصارهم !!!!أن يقولو كلمة جريئة مثلما قال القذافي للغرب .القذافي سيبقى زعيما ..يقول المثل راعي الجمال أو رعي الخنازير ...فلك ان تختار يادكتور ...لا تنتظر الديمقراطية الغرب .انظر العراق المقسم .العراق موجود في منطقة الخضراء.

  • علي الدهماني

    لا اعلم ماذا يفعل كاتب معروف مثل الاخ عبد العالي لقد اصاب مشاعرنا في مقتل اغلب اللبيييون يعرفون ان الهدف من هذه المؤمرة هو الامة والوطن ودور الجزائر قادم بعد سوريا اننا نواجه الغرب والحلف الاطلسي بثبات والحمد لله ونزع الله من قلوبنا الخوف وافراغ علينا صبرا لا ينفد واننا نتظرهم على الارض اننا لا نطلب رجال او اموال بل كلمة حق فمن غير مقبول تقرير اعلامية عن قصف القدافي المدن بالطائرات وقتل شعبه ولم يكلف احد نفسه التاكد من ذلك وطالبت ليبيا مرارا وتكرار بلجان تفصي الحقائق ولكن لا مجيب

  • بدون اسم

    مجلس الخيانة الانتقالي بقيادة

  • جعفري

    لقد كانت خاتمتك مسك يا رزاقي-