-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجامعة في الاتجاه الصحيح

الجامعة في الاتجاه الصحيح

التحويلات الكبيرة التي تحدث في الجامعة الجزائرية جديرة بالاهتمام، خاصة ما تعلق بربطها بمحيطها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. وأهم عمل قامت به، خلال الفترة الأخيرة، هو التّوجه نحو تشجيع المقاولاتية، إما بإدراجها باعتبارها مادة دراسية في كل التخصصات العلمية، أو بتشجيع الطلبة على خوض غمار المقاولاتية، من خلال إطلاق مؤسسات ناشئة ضمن مشروع التخرّج.
بهذه الطّريقة، تم تحقيق عدة أهداف مرة واحدة. أولها، المساهمة في التخفيف من أزمة البطالة التي يعانيها الشّباب المتخرج في الجامعة، من خلال منحه بدائل عن الوظيفة. وثانيها، تشجيع الابتكار والاختراع والخروج من الدائرة المغلقة التي كانت تحاصر الطّلبة والأساتذة، وتمنعهم من الانفتاح على التحولات الواقعة في المجتمع.
وثالث هذه الأهداف، تغيير الصورة النمطية عن خريجي الجامعة الذين أصبحوا في نظر المجتمع مثالا للفشل في الحياة، فمن جهة انشغلوا بالدراسة عن تأسيس أعمال حرة ولم يشقّوا مسارهم في الحياة كغيرهم من الشباب، ومن جهة أخرى، حصلوا على شهادات لا تنفع في شيء، ووجدوا أنفسهم في طابور طالبي العمل وأقصى ما يحصلون عليه هو منحة البطالة.
إنّ الأرقام المعلن عنها عن عدد أفكار المشاريع التي سجلها الطلبة في أول تجربة للجامعات عبر الوطن، تؤكد أن الجامعة فعلا في الطريق الصحيح، لأن هذا العدد الكبير المرشح للارتفاع يعطي مؤشرا هاما نحو تحريك مناخ الأعمال في شقه المتعلق بالمؤسسات الناشئة التي ستكون إضافة قيّمة للاقتصاد الوطني، خاصة ما تعلق بامتصاص البطالة، ذلك أن المشروع الواحد ينطلق بعدد معتبر من الطلبة يصل إلى أربعة، وإذا كتب النجاح لهذا المشروع فسيساهم في امتصاص البطالة وتوفير مناصب شغل للشباب.
إذا نجح هذا التحول، ستكون الجامعة قاطرة حقيقية للمجتمع، ومحركا للاقتصاد، ومساهما رئيسيا في إنتاج المعرفة، وهو هدف تسعى الجزائر إلى تحقيقه منذ سنوات، ولأجل ذلك، تم اتخاذ عدة قرارات جريئة للتشجيع وعلى رأسها الاهتمام باللغة الإنجليزية، طالما أن الانفتاح على العالم لا بد أن يكون عبر نافذة اللغة الإنجليزية.
فالإضافة إلى قرار إدراج مادة اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، وهي خطوة مهمة لإعداد جيل جديد منفتح على هذه اللغة، جاءت القرارات الأخيرة بتعزيز استخدام اللغة الإنجليزية في التعليم العالي، لتضع الجامعة على السكة الصحيحة، وأول خطوة، العمل على تأهيل الأساتذة وإعادة تكوينهم في هذه اللغة للشروع في تدريس المواد الأفقية بالإنجليزية.
وتعرف هذه الأيام مراكز التعليم المكثف للغات إقبالا كبيرا من قبل الأساتذة لتحسين مستواهم في اللغة الإنجليزية، كما شرعت الجامعات عبر الوطن بتسطير برامج خاصة، لكن من الخطإ استعجال النتائج في هذا الموضوع، لأن تعلّم لغة جديدة والتّدريس بها ليس أميرا هيّنا، وإنما لا بد من العمل التدريجي لضمان نجاح المسعى، وفي هذا السياق، يمكن استغلال برامج التربص قصير المدى بالخارج أو برنامج الإقامات والعطل العلمية في الخارج لتعزيز استعمال الإنجليزية، من خلال الوجهات التي يختارها الأساتذة وطلبة الدكتوراه، لتنفيذ التربصات القصيرة في الخارج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!