-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فيلم للمخرجة سلمى بكار

“الجايدة” تكشف اضطهاد ونضال المرأة في تونس

حسان مرابط
  • 374
  • 0
“الجايدة” تكشف اضطهاد ونضال المرأة في تونس
ح.م

احتضن، مسرح عز الدين مجوبي، عرض فيلم تونسي بعنوان “الجايدة” لمخرجته سلمى بكار الغائبة عن مهرجان الفيلم المتوسطي في دورته الثالثة بعنابة بداعي المرض، وقد عوضتها بطلة من أبطال العمل الممثلة المعروفة فاطمة بن سعيدان. والعمل يستعرض واقع المرأة التونسية إبّان الاستعمار الفرنسي ونضالها من أجل اكتساب حقوقها وصراعها مع القضاء.
قدم الفيلم (صدر في 2017) الذي حضره جمهور غفير يتقدمهم ممثلون على غرار لطفي بوشوشي، حسان بن زراري، مدير مهرجان قرطاج السينمائي تجيب عياد وصاحب البرنامج الشهير “سيني راما” جمال الدين حازورلي وغيرهم، واقعا مؤلما للمرأة التونسية في زمن الاستعمار الفرنسي سنوات الخمسينيات وصراعها مع المحكمة الدينية التي تمثل القضاء واضطهادها من قبل الرجل.
وكشفت مخرجة الفيلم سلمى بكار في قصة جميلة كتبتها بنفسها، عن حياة نساء من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية، داخل دار ما يسمى بدار “الأجواد” وقت الاستعمار الفرنسي وتحديدا سنة 1954 وذلك بسبب إصدار أحكام عليهن من قبل المحكمة الدينية لأسباب متعددة منها عصيانهن لأزواجهن أو اتهامهن بالزنا وغيرها من العوامل والأحكام التي تعطي الحق للرجل ولا تنصف المرأة.
وعنوان العمل “الجايدة” مستمد من دار “الأجواد” يسيرها الجايد والجايدة (أدت دورها فاطمة بن سعيدان) عبارة عن مؤسسة إصلاحية تستقبل النساء اللاتي ترفضن سلطة الرجل وتخرجن عن طاعته طلبا لحقوقهن، وهنا تبدأ حياة أخرى وواقع آخر، لدى النساء السجينات في دار “لجواد”، حيث تحكي كل واحدة عن معاناتها وأسباب دخولها الإصلاحية، كما تسترجعن معا ذكريات الماضي وتتقاسمن الفرحة والألم معا.
وتصور بكار كيف توطدت العلاقة بين النسوة وبدا التضامن والتكافل بينهن رغم التعذيب والحرمان الممارس عليهن، حتى التي كانت منهن تتسم بالقسوة، كانت تخفي مشاعر رقيقة ونبيلة، كان الزمن وقسوة المجتمع والمحكمة الدينية سببا فيها.
سلمى بكار أرادت من طرح هذا الموضوع إبراز تطوّر المطالبة بحقوق المرأة في تونس، فبعد سيطرة الرجل والمؤسسة الدينية على “المرأة” ابان الاستعمار، الأخيرة ناضلت وكسبت حقوقا أخرى خاصة بعد صدور قانون الأحوال الشخصية في 1956 عقب غلق “دار لجواد” مع عودة الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.
على الصعيد التقني والديكور تكاد القصة لم تخرج من دار “لجواد” وأزقة مدينة عتيقة في تونس، برز فيها العمران التونسي القديم وبيئة وطقوس التوانسة منتصف الخمسينيات.
قالت الممثلة فاطمة بن سعيدان إنّ معركة اكتساب الحقوق متواصلة والمرأة التونسية بعد الثورة لا تزال تناضل ولا تريد العودة إلى الوراء، بل تريد مجتمعا معاصرا ومتقدما.
وأضافت بن سعيدان أنّه “بعد الثورة اعتقدنا أننا نعيش في حرية أكثر ولكن حدث العكس ببروز الحديث عن الهوية وتعدّد الزوجات وهذا أخطر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!