-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ركز على الجانب الجمالي والتقني

“الجريح”.. سيناريو ضعيف ودراما لم تخرج من “الفيلات”

حسان مرابط
  • 2804
  • 0
“الجريح”.. سيناريو ضعيف ودراما لم تخرج من “الفيلات”
ح.م

عرضت قنوات جزائرية عديد الأعمال الكوميدية والدرامية خلال رمضان الجاري، منها من حقق النجاح ونال إعجاب المشاهدين ومنها من خيّب الظن ولم يرق إلى مستوى التطلعات بحكم ضعف السيناريو وضعف الحبكة الدرامية ومعالجتها، في صورة مسلسل “الجريح” الذي كان نسخة طبق الأصل لمسلسلات درامية سابقة مثل “شتاء بارد” و”حب في قفص الاتهام” وغيرها.

مسلسل ” الجريح” الذي عرضته قناة خاصة تنافس في رمضان الحالي مع أعمال درامية أخرى مثل المسلسل الجزائري السوري “ورد أسود” للمخرج سمير حسين وتنافس مع مسلسل “أولاد الحلال” للمخرج التونسي نصر الدين السهيلي الذي عرضتهما قناة “الشروق” و”مشاعر” للمخرج التركي محمد الجوك (دراما جزائرية، تونسية بطاقم تقني تركي) وسط غياب التلفزيون الجزائري عن السباق الرمضاني، بحيث لم يعرض أيّ مسلسل درامي، خاصة وأنّ “الجريح” وفق ما نقلته وسائل إعلامية كان سيعرض في البداية على التلفزيون الجزائري ليذهب في الأخير إلى قناة خاصة.

ويروي “الجريح” الذي أخرجه عبد الغني البقاعي عن سيناريو علي رازيباو، وأنتجه عامر بهلول، قصصا مختلفة من المجتمع الجزائري تقوم على الانتقام والصراع على الإرث والمتاجرة بالمخدرات والكوكايين والقتل والجريمة والاختطاف مع قليل من قصص الحب.

ووسط هذه القصص الدرامية التي قدمها “الجريح” وتناقش زوايا متعددة وقضايا مختلفة من المجتمع الجزائري جرت بعيدا عن روح الشارع وروح الأزقة العتيقة لتقدم في الصالونات والفيلات والأبراج العاجية، فليس كل الجزائريين يملكونها أو يعيشون هذا الواقع البعيد عن الواقع الحقيقي لمجتمعنا، بل هو واقع خاص بفئة معينة، فئة الأثرياء والطبقات الراقية “ماديا” فقط وليس فكريا أو ثقافيا.

وفق سيناريو العمل المقدم للجمهور الجزائري، يبدو أن أبطال هذه القصص يعيشون في رخاء تام ويعيشون في ثراء فاحش ولا وجود للفقراء بينهم، ربما هو خيار كاتب السيناريو أو المخرج ولكن لا يمكن تقديم قصة من منظور واحد وذات اتجاه واحد. كما أنّ كتاب السيناريو أو المخرجين أصبحوا يعتمدون كثيرا على مثل هذه القصص، متجاهلين الواقع الحقيقي لأفراد المجتمع البسطاء والغلابى.

وعلى صعيد السيناريو والحوار جاءت الحكاية متقطعة، فالمتابع للعمل يلحظ على عدم وجود عفوية في الحوارات بين الممثلين، الذين يبدون وكأنّهم يتصنعون الدور ويتتبعون حرفيا ما جاء في السيناريو، لذلك يطرح سؤال أين هي المعالجة الدرامية، هنا؟، ولماذا هذا الشح في عدد كلمات الحوار؟ يمكن الإضافة وإثراء الحوار بما يليق ولا ينقص من قيمة العمل شيئا.

على الصعيد التقني والصورة قدم المسلسل مشاهد وصوّرا عالية الدقة وبتقنية عالية جدا، وأثر على الجمهور بالإبصار البصري والمؤثرات، ولكن كان تسليط الضوء من خلال الصورة على مشهد معين لممثل مثلا جالس في البيت أو يطل من نافذة المنزل مبالغا فيه نوعا ما، فلا تتحرك كاميرا المخرج من اللقطة نفسها إلاّ بعد أن تمرّ قرابة 10 ثوان، ما يعني أنّ في الحلقة الواحدة بدل أن تكون هناك أحداث كثيرة، يكون مقابلها جفاء وقلّة أحداث جراء “استغراق” وقت طويل في تصوير مشهد معين، والقصد منه تحرك الكاميرا من كل الاتجاهات على وضع ممثل معين دون حدث يذكر.

ويذكر أنّ المسلسل شارك فيه نخبة من الممثلين الجزائريين أمثال نسرين سرغيني، مراد أوجيت، فيزية تيغورتي، فتحي نوري، شهرزاد كيراشني، تنهنان وغيرهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!