-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائريون .. أبطال العالم

بديع بغدادي
  • 2681
  • 0
الجزائريون .. أبطال العالم

هم رجال من ذهب فجّروا ثورة رياضية رغم أنف ثالث منتخب عالمي، إنهم قدماء محاربي الصحراء الذين ضحوا قبل 56 عاما بمونديال السويد ومغريات الدنيا من أجل عيون الجزائر، وأطاح نجوم بوزن مخلوفي، زيتوني، كرمالي وغيرهم بكبرياء فرنسا وفجّروا أسطورة صنعت ملحمة كروية أبهرت العالم.

قضى ميلاد منتخب جبهة التحرير في 13 أفريل 1958 على كل أطماع الفرنسيين لتكسير الوحدة الوطنية، ليدوّي صوت الجزائر الحرة عبر العالم على طريقة أقدام ذهبية وجّهت أكبر ضربة للاستدمار الفرنسي، وصفعة قوية للديوك الذين كانوا يأملون في استدراج الراحل الحي عبد الحميد كرمالي، العملاق رشيد مخلوفي، والإخوة سوكان وغيرهم لكأس العالم بالسويد 1958.

وتفنن عشرة نجوم في مراوغة شرطة المحتل القديم ومنحوا انتصارا لجبهة التحرير في فرنسا، خاصة أنّ هؤلاء اللاعبين كانوا نجوما سطعوا بقوة في عاصمة الجن والملائكة، بشكل أسال لعاب الفرنسيين الذين منوا أنفسهم مطولا بالاستفادة من خدمات صانع ألعاب نادي سانت ايتيان رشيد مخلوفي ومهاجم نادي موناكو عبد الحميد كرمالي ومصطفى زيتوني المدافع الصلب الذي تألق مع كان، وكثير من النجوم الآخرين الذين صالوا وجالوا مع منتخب جبهة التحرير الوطني 62 مقابلة فازوا في 47، تعادلوا في 11، وانهزموا في 4 مقابلات فقط.

ورغم أنّ مسيرة منتخب جبهة التحرير كانت نضالية أكثر منها رياضية، إلاّ أنّ مخلوفي وزملاءه تألقوا بقوة وحققوا انتصارات كبيرة، وتوّج المنتخب تكامل إرادات كوكبة من الشباب الجزائري الغضّ قبل نصف قرن، لينتجوا أعظم ثورة تحررية في العصر الحديث، ولعلّ كل باحث قام بدراسة الظروف الكارثية التي كان يحياها الجزائريون آنذاك، يقرّ بقيمة ما جسده الشباب النوفمبري، فثورة التحرير ما كانت لتولد لولا أولئك الفتية البواسل الذين دوّخوا رابع قوة عسكرية في العالم.

وكان لنواة فريق جبهة التحرير دور كبير في مرحلة الإصلاح الرياضي التي اعتمدتها الجزائر أواخر سنة 1977، وكللت بنتائج باهرة خلال الأعوام اللاحقة، وليس بخاف أنّ بصمات مخلوفي والإخوة سوكان وكرمالي كانت واضحة في إنتاج منتخب 1982 الذهبي، وما فعلته مجموعة من اللاعبين المتميزين كرابح ماجر، لخضر بلومي، صالح عصاد، مصطفى دحلب، نور الدين قريشي وغيرهم. فبعد ميدالية ذهبية في الألعاب الإفريقية 1978، وبرونزية في ألعاب المتوسط بسبليت 1979، استطاعت الجزائر أن تفتك المركز الثاني في كأس إفريقيا 1980، قبل أن تتأهل مرتين متتاليتين إلى نهائيات كأس العالم في إسبانيا والمكسيك، واستطاع الراحل كرمالي أن يمنح الجزائر اللقب الإفريقي الوحيد في خزائن الخضر في عام 1990، بعد أشواط حافلة نجح في أعقابها من هزم النسور والأسود وتلقين الفراعنة درسا في الأخلاق الكروية. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!