-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائر‭ ‬بين‭ ‬التغيير‮ ‬والإصلاح‭..‬ إلى‭ ‬أين‭ ‬؟

حفيظ دراجي
  • 7065
  • 7
الجزائر‭ ‬بين‭ ‬التغيير‮ ‬والإصلاح‭..‬ إلى‭ ‬أين‭ ‬؟

لا زلت مصرا على عدم الخوض في شؤون الرياضة وكرة القدم في الوقت الراهن إلى إشعار آخر، لأن الجزائر أولى وأهم من كل شيء، وهمومنا وتحدياتنا أكبر من اللعب والترفيه، كما أن مأساتنا الفنية والتنظيمية في المجال الرياضي تهون أمام الأزمات الأخلاقية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتربوية والصحية التي نتخبط فيها دون إدراك لما نريده وما يجب فعله…

  • وهل نحن بحاجة إلى إصلاح للمؤسسات والممارسات أم تغيير في المناهج والسياسات والرجال، وهل يجب علينا السكوت والصبر وإعطاء الوقت للوقت، أو نتكلم ونتحاور ونناقش المشروع الذي نريده لأبنائنا بهدوء وتبصر وتقبل لبعضنا البعض في ظل انعدام الرؤية الصائبة لمستقبل الوطن وفي ظل التحولات التي تعصف بالجيران والضغوطات التي يعيشها شعبنا والمتطلبات التي تقتضيها المرحلة القادمة من عمر الجزائر..    
  • مهما كان التشخيص وتعددت واختلفت الآراء والتحاليل والمصطلحات المستعملة من طرف الجميع، ومهما كان حجم التفاؤل أو التشاؤم في الأوساط الرسمية والشعبية، فإن الحاجة إلى الذهاب نحو جمهورية ثانية والحاجة إلى تحولات عميقة بالفعل وليس بالقول صارت أكثر من ضرورة للوصول بالجزائر إلى مستوى من التفكير والتسيير والممارسة بعيدا عن الأنانية والذاتية واللامبالاة وانعدام روح المسؤولية وقلة الوعي بما تتطلبه المرحلة المقبلة..
  • من يتحدثون عن الإصلاح يقرون ضمنيا بوجود فساد وخلل يجب إصلاحه بتغيير التشريعات والقوانين والممارسات وإصلاح منظوماتنا السياسية والاقتصادية والتربوية والصحية والثقافية والرياضية والاجتماعية برمتها، لأن الاختلالات عميقة ومتشعبة، والحاجة إلى تداركها صارت أكثر من ملحة باعتراف أهل الاختصاص ذاتهم، وإقرارهم بأن الأمور ليست على ما يرام، فتجد الكل يشتكي ويندد سرا وعلنا دون القدرة على التحرك!
  • ومن يتحدثون عن التغيير على كل المستويات، وتغيير الكثير من الأشياء في عديد المجالات يدركون بدورهم بأننا لم نعد قادرين على الاستمرار بنفس الوجوه المستفزة في الوزارات والإدارات، والاستمرار بنفس السياسات العقيمة والممارسات المنافية للأخلاق والمبادئ والمسيئة للدولة والوطن، ويدركون في نفس الوقت بأن تغيير كل شيء والعودة إلى نقطة الصفر ونكران ما تحقق من انجازات بفضل الرجال وبعض المؤسسات هو أمر يحمل الكثير من المخاطر ولا يمكن المغامرة به والعودة إلى الوراء، ولا يمكن تكرار تجاربنا الفاشلة..  
  • الإصلاح أو التغيير.. المهم أن لا يستمر الحال على ما هو عليه، لأننا إذا لم نغير من الداخل نتغير من الخارج، وإذا لم نساير التحولات ستعصف بنا الأيام، ونندم على تضييع الوقت والجهد، وتكون الخسائر أكبر مما نتصور لأن شعبنا صار أكثر وعيا، وحاجته إلى تحقيق أهداف أخرى ازدادت، وإدراكه بأن دوام الحال من المحال صار قناعة راسخة لديه في ظل الصمت الرهيب على كل المستويات والخوف الذي يسكن الكثير من النفوس الضعيفة، وفي ظل تحالف قوى الشر التي تترصد بنا وتتوجه بالوطن إلى الهاوية..  
  • سواء سميناه إصلاحا أو تغييرا، فإن الأمر يمر حتما عبر التغيير في الذهنيات والممارسات والمنهج والأهداف، وتغيير الرجال إذا اقتضى الأمر، لأن الجزائر التي أنجبت صناع الثورة وحماة الاستقلال والمبدعين في كل المجالات ليست عاقرة، ولا تزال تنجب المخلصين والأكفاء القادرين على إعطاء نفس جديد لجزائر الألفية الثالثة، والجزائر العظيمة تملك من القدرات البشرية والمادية والطبيعية ما يؤهلها لكي تكون ضمن الأوائل في كل مجالات الحياة. 
  •  عندما نتمعن في أحوالنا ومعنوياتنا المحبطة ندرك بأننا وصلنا إلى نقطة اللارجوع ووصلنا إلى مرحلة حاسمة يجب أن يتحمل فيها كل واحد مسؤولياته في إبداء الآراء والمواقف واتخاذ القرار وانتهاج الطريق الأقرب إلى الصواب من أجل جزائر يكرم فيها المرء ولا يهان، وجزائر تتكافأ فيها الفرص بين كل أبنائها، ولا تأخذ فيها شهادة الميلاد بعين الاعتبار بقدر ما تؤخذ فيها شهادة الكفاءة المهنية والقدرة على العطاء، وجزائر تستثمر في أبنائها ولا يأكلهم السمك في البحر ولا الفقر والظلم والقهر يوميا، ولا يموت فيها أبناإها عشرات المرات في اليوم ألما وحسرة..
  • جزائر المؤسسات والقوانين وليست جزائر الأشخاص والبارونات، ومافيا المال والأعمال والغيرة والحسد والضغينة والإقصاء وتصفية الحسابات، وجزائر ينعم فيها أبناؤها بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون والأخلاق والمبادئ وكل شيء جميل.
  • عندما نقول هذا الكلام لا نقصد إحباط المعنويات أو التشكيك في النيات، بل نحاول معرفة أين نحن وماذا نريد، وأين نسير بالجزائر، ونسعى إلى حشد الهمم والاستفادة من الدروس والتجارب التي نعيشها كل يوم، ونهدف إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه وتغيير ما يجب تغييره لأنها سنة الحياة في الكون، وجزائر الغد لن تكون أبدا جزائر البارحة.. شئنا أم أبينا.. بنا أو بغيرنا من أبنائنا..   
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • A.ham

    احسن شيئ تعملوا هو انك تعلق ولطبقة ذات مستوى معين لا اكثر، وان تترك الاشياء الاخرى لاصحابها افضل لك ،ام انك تكون مسؤول او تدير حوارات او او ...اثبتت التجربة انك :
    -كمسؤول كنت فاشل ومعقد من اللفرنكوفونيين و جهوي لاقسى حد.
    -اما في ادرة الحوارات لست في المستوى,ربما لما كنت في الجزائرممكن.
    والان تريد ان تتكلم في السياسة !!!! عجب! اذا لم تستحي فافعل ما شئت

  • sofiane

    quand tu étais en algérie, tu ne parlait pas de la ie triste ya hafid, malgrés c'étais les années de sang et de feu, mmais maintenant tu iens nous dire qu'on it mal en algérie alors qu'on passe nos nuits entre fetes et galas,,mais maliche on sais que aljazeera fait changer les esprit

  • مختار

    كلام في الصميم .الاحوال الاجتماعية والثقافية والسياسية للمواطن الجزائري اهم بكثير من الرياضة والترفيه. شكرا

  • حشيشة طالبة معيشة

    أولا : عيدكم مبارك و كل عام و انتم بألف خير و تقبل الله منا و منكم الصيام و الصلاة و القيام . . . آمين أجمعين ، أما بعد :
    إن كل ما جاد به خاطرك يا ابن الجزائر يا حفيظ هو واقع نعيشه و نأمل في تغييره نحو الأفضل ... نحن نريد الأفضل للبلاد من دون فساد ، و نريد العيش في أمان ... ونريد حياة كريمة من دون إذلال ... و نريد أن نرقى بوطننا إلى أعلى المراتب...و نريد...ونريد ... و نريد... و لكن إلى متى و نحن ننتظر التعديل أو التغيير، الله أعلم
    فليس بوسعنا إلا أن نسأل الله العفو و العافية و الصلاح للبلاد .

  • احمد

    شكرا للمايسطرو حفيظ دراجي

  • محمود

    صح النوم يا حفيظ تتلمذت واشتد عودك وتبوأت المسؤولية في المجال الرياضي وتعرفوا عليك في الجزائر وليس في كوكب آخر. فالواجب عليك ان تفقهت ان تناضل في اختصاصك وتفيد ابناء وطنك وانت بينهم. فالجزائر بريئة من الذين ينظرون ويخططون لها من الخارج فالخارج عبر تاريخنا المجيد لم يجلب لنا سوى المآسي والدمار.لاتصدق ، فالديمقراطية المطبقة في بلادهم نقيضة الديمقراطية التي يريدون تطبيقها علينا وحقوق الانسان عندهم حرام على الانسان عندنا.

  • qui parle

    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
    أخي حفيظ كلامك صحيح و نحن كلنا مشتاقون الى تغيير جذري بدون ازهاق ارواح او حتى بتضحيات من اجل شبابنا. لكن ناس كما انتم نحتاجكم معنا هنا في الجزائر لكي تناضلوا معنا لا ان تستسلموا وتهربوا منها فابنائنا اليوم يفعلون ما تفعلون الا ان لهم طريقتهم في الهروب و لكم طريقتكم . فاي احد لا يستمع لاحد لا يعيش ما يعيشه