-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مستفيدة من الغطاء التنظيمي لمؤسسة مسجد باريس الكبير

الجزائر تتجاوز فعليّا قانون فرنسا لمنع استقدام الأئمة

محمد مسلم
  • 12164
  • 0
الجزائر تتجاوز فعليّا قانون فرنسا لمنع استقدام الأئمة
أرشيف

مثلما كان متوقعًا، لم تجد السلطات الجزائرية أي عراقيل في مواصلة إرسال الأئمة إلى الخارج وعلى وجه الخصوص فرنسا، التي كانت قد سنّت قانونا يمنع استقدام الأئمة من الخارج، بداعي الخوف من طبيعة تكوين الأئمة القادمين من خارج فرنسا، والذين قد يساهمون في تغذية التشدد، على حد زعم سلطات باريس.
وبمناسبة حلول شهر رمضان المعظم، وجهت الجزائر نحو 90 إماما إلى فرنسا، للمشاركة في إمامة المصلين في صلاة التراويح وتنشيط الوعظ الديني في فرنسا، تحت رعاية مسجد باريس الخاضع للقانون الفرنسي، غير أن مسؤولية الإشراف عليه تقع تحت مسؤولية السلطات الجزائرية.
وتتولى عمادة مسجد باريس الكبير، توزيع هؤلاء الأئمة على المساجد الفرنسية البالغ عددها نحو 2600 مسجد، التي هي بحاجة إلى إمام يؤم المصلين في صلاة التراويح، كما وجهت أيضا نحو ستين إماما إلى دول أخرى، لم يتم الكشف عنها، وفق ما ذكره وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد بلمهدي.
وابتداء من الفاتح من يناير 2024، دخل قانون منع استقدام الأئمة من خارج فرنسا حيز التنفيذ، وهو قانون تم سنه في 18 فبراير من عام 2020 غير أن تنفيذه تغير إلى مطلع العام الجاري. وفي 31 ديسمبر 2023 أعلن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد موسى دارمانان، وقف فرنسا استقدام الأئمة الأجانب.
وتبعا لهذا القرار، كانت السلطات الفرنسية قد أرسلت مذكرات إلى عدد من الدول، من بينها الجزائر، تبلغها بالقرار المتخذ، والذي استهدف بالأساس ثلاث دول، هي علاوة على الجزائر، كل من تركيا والمملكة المغربية، باعتبارها الدول الثلاث الأولى على التوالي، الأكثر إرسالا للأئمة إلى فرنسا بالنظر لعدد جالياتها المقيمة هناك.
وألقت السلطات الفرنسية مسؤولية تدريب الأئمة في فرنسا على هيئة مستحدثة مؤخرا، وهي “منتدى إسلام فرنسا”، والذي يرمز إليه اختصارا بـ (FORIF)، وقد جاءت على أنقاض المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي قام الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بحله.
ويشكل موضوع تأطير الأئمة في فرنسا هاجسا للسلطات هناك، ولذلك أسندت مهمة تكوينهم إلى “منتدى إسلام فرنسا”، حتى تكون عملية التكوين تحت مراقبة هيئات رسمية فرنسية، ووفق معايير يضعها مختصون في علم الاجتماع بما يساعد على تحقيق الاندماج، وفق ما يهدف المنظرون لهذا التوجه، بحيث يرى هؤلاء أن الإمام يجب أن يكون مطلعا على خصوصية المجتمع الفرنسية والجاليات المقيمة هناك.
وبالنسبة للجزائر، فقد تمكنت بسهولة من تجاوز عقبة القانون الفرنسي الجديد، وذلك انطلاقا من مؤسسة مسجد باريس، باعتباره واجهة دينية وثقافية جزائرية في فرنسا، موجهة لأبناء الجالية الجزائرية وغيرهم من الجاليات المسلمة، وتصرف عليه الدولة الجزائرية، حيث قدمت له على دفعات، وفق آخر رقم صادر عن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، ما يناهز الـ315 مليار دينار.
واستهدفت السلطات الفرنسية من سن القانون الجديد منع التمويل الخارجي للمؤسسات الدينية ذات الصبغة الإسلامية الموجودة على التراب الفرنسي، وهو الأمر الذي لا ينطبق على مسجد باريس، الذي يعتبر مؤسسة دينية رسمية فرنسية لكنها خاضعة للإشراف الجزائري، من حيث التأطير والتمويل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!