-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
غضب فرنسي وأوروبي وتجاهل أمريكي وسقوط وشيك لحليفه الإسباني

الجزائر تعزل نظام المخزن وتحاصره في معسكره

محمد مسلم
  • 53156
  • 4
الجزائر تعزل نظام المخزن وتحاصره في معسكره
أرشيف

في الوقت الذي تحولت فيه المملكة المغربية إلى جزيرة معزولة في محيط هائج، تحولت الجزائر إلى مزار للدبلوماسيين من مختلف بقاع العالم، وليس أدل على ذلك، من الزيارات المتبادلة في الآونة الأخيرة، بين الجزائر ودول عظمى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا، في توجه يكشف عن براغماتية فعالة في الدبلوماسية الجزائرية قوامها تعزيز الشراكات وتنويعها، وتلمّس آثار المصالح العليا للبلاد، حيث وجدت والدفاع عنها.
وخلال الأسبوع المنصرم، استقبلت الجزائر كل من رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، جورجيا ميلوني، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي، لشؤون المنظمات الدولية، ميشال سيسون، كما حط رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، الرحال بفرنسا في زيارة غير مسبوقة منذ ست عشرة سنة، سلط عليها إعلام نظام المخزن كل أضوائه وعدساته وأتبعها بتحليلات وقراءات تحذر من هذا التقارب، الذي اعتبروه ضد مصالح بلادهم.
زيارة المسؤولة الإيطالية تكللت بتعزيز التعاون الاقتصادي والطاقوي التاريخي بين البلدين، كما أعادت زيارة قائد أركان الجيش الجزائري إلى فرنسا، بعث العلاقات الجزائرية الفرنسية في سياقات جديدة، بما يخدم احتياجات البلدين ومصالحهما المشتركة، أما المسؤولة الأمريكية فوجّهت صفعة لنظام المخزن المغربي، ليس فقط بتجاهلها التام لتغريدة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بل بالقفز على “مخطط الحكم الذاتي”، وتأكيدها على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، بحديثها عن رفض الانخراط في أي مشروع لا يقبله الصحراويون الرافضون لكل الطروحات والمناورات التي يطلقها النظام المغربي.
يحدث كل هذا، في وقت يعيش فيه نظام المخزن المغربي عزلة دولية وإقليمية غير مسبوقة، فالأبواب الأوروبية موصدة في وجه المسؤولين المغربيين، ولم تتبق لهم غير بوابة إسبانيا الواقف عليها رئيس حكومة هذا البلد، بيدرو سانشيز، الذي لم يتبق له سوى أقل من سنة في منصبه، أما فرنسا فتحولت إلى كابوس للنظام المغربي، وهو يرى التقارب الجزائري الفرنسي يأخذ مداه ويتعزز ويصل مستويات قضت مضاجع “المخزن”.
وحتى في محيطه المغاربي، يعيش نظام المخزن عزلة لم يسبق له أن عاشها منذ الاستقلال، فحدوده الشرقية مع الجزائر مغلقة برا وبحرا وجوا، وحدوده الجنوبية مع الصحراء الغربية ملتهبة منذ أزيد من أربعة عقود، كما لا يزال الموقف الموريتاني الذي يعترف بجمهورية الصحراء الغربية يضغط على علاقاته مع الرباط، فيما انضمت تونس إلى الدول الداعمة لحق الشعب الصحراوي في الدفاع عن حقوقه المشروعة، ما تسبب في قطيعة دبلوماسية بينها وبين النظام المغربي، بعد تبادل استدعاء سفيري البلدين الصائفة المنصرمة.
وعلى الرغم من عبارات التودّد التي ما انفك يبديها مسؤولو نظام المخزن تقرّبا من المستعمرة السابقة، إلا أنهم عجزوا عن مد الجسور مع “عرابهم” السابق، الذي خسروه بسبب “دبلوماسية مُراهِقة”، أفقدت الجارة الغربية ما تبقى لديها من مصداقية، بثبوت تورطها في فضائح الفساد والرشاوى التي طالت نواب البرلمان الأوروبي وتسببت في سجن بعضهم، وكذا التجرؤ على اختراق هواتف مسؤولين كبار في القارة العجوز، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي يكون قد قرّر الانتقام من نظام المخزن بسبب فضيحة التجسس “بيغاسوس” على طريقته الخاصة.
الصدمة الكبرى التي لم يستفق منها النظام المغربي بعد، هي كيف غيّرت شريكته التقليدية، فرنسا، بوصلتها فجأة نحو الجزائر، وهي التي كانت تنظر إلى المغرب على أنها “عشيقتها غير المحبوبة”، كما وصفها ذات مرة سفير فرنسا في الولايات المتحدة الأمريكية سابقا، فرانسوا دولاتر، وأحدث أزمة دبلوماسية بين الرباط وباريس، سرعان ما تم احتواؤها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ميندي

    لاحول ولا قوة الا بالله العضيم

  • عزيز من خنشلة

    صحيح كاينة عندك الصح

  • عمر

    الجزائر قوة عظمى

  • hakim

    لم يبقى للمخزن إلاأن يسلم مفاتيح الصحراء وقضي الأمر.