-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائر تلّم شمل العرب

ياسين معلومي
  • 978
  • 0
الجزائر تلّم شمل العرب

بعد نهاية ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت الصائفة الماضية بوهران، وعرفت نجاحا كبيرا، يجدّد بلد المليون ونصف المليون شهيد العهد مع الألعاب الرياضية العربية بين 5 و15 جويلية الجاري، والبداية كانت بحفل الافتتاح الذي جرى بالملعب التاريخي الذي شهد كل إنجازات الرياضة الجزائرية، حفل أجمع عليه كل الذين تابعوه أنه كان في المستوى وأبهر الجميع، فهو امتداد لنجاحات الجزائر في تنظيم مختلف التظاهرات الرياضية الإقليمية أو القارية، وكان مليئا باللوحات الفنية المميزة التي حاكت تاريخ الجزائر على مرِّ العصور.
اختيار أربع مدن ساحلية لتنظيم هذا الحدث العربي المميز، وهي عنابة وهران والعاصمة وتيبازة ومدينة داخلية واحدة هي قسنطينة، هو دليلٌ قاطع أن الجزائر تملك كل الإمكانات وفي كل المدن وليس في العاصمة فقط.. فكل الوفود المشاركة في هذه الألعاب أثنت على الترحيب الذي حظيت به منذ وصولها إلى مقرات إقامتها، والإمكانات التي وضعت تحت تصرفها، والخرجات السياحية المقامة على شرفها لتتعرّف على تاريخ وثقافة بلدنا الذي عاش مستعمَرا طيلة 132 سنة، وتمكن من الحصول على الاستقلال بعدما دفع أكثر من مليون ونصف مليون شهيد ليبدأ معركة البناء والتشييد، ليصبح اليوم قطبا يشهد له العدو قبل الصديق، وفي كل المجالات، وهو ما جعل البعض يحسد الجزائر على المكانة التي وصلت إليها اليوم.
وبعيدا عن النتائج الفنية وترتيب الدول في نهاية هذه الألعاب، فإن الجزائر استطاعت، على حد تعبير الوزير الأول أيمن عبد الرحمن، أن تساهم بنجاح في لمِّ شمل أمتنا العربية وتوحيد كلمتها وإعلاء صوتها من خلال استضافتها للقمّة العربية السنة الماضية.. وهي اليوم تشهد بفخر واعتزاز احتضان فعاليات الألعاب الرياضية العربية والأمل يحذوها للمساهمة من خلال هذا الحدث الرياضي المتميز في تحقيق المزيد من التقارب والألفة والمودة والتعاون بين شعوبنا وبلداننا التي لديها من المقومات والإمكانات ما يجعلها قوة ضاربة في هذا العالم الذي لا مكان له للضعفاء والمشتتين.
المسؤولون والمشرفون على هذه الألعاب في الجزائر يؤمنون أنها ستكون فرصة للإخوة العرب للتواصل الحضاري، وكذلك الوقوف على ما تزخر به بلادنا من مقومات تاريخية ورياضية وسياحية، ورسالة أيضا إلى كل الهيئات في العالم أن الجزائر تملك كل الإمكانات من أجل تنظيم أي منافسة مهما كان حجمها، خاصة وأنها اليوم تملك ملاعب وقاعات بمقاييس عالمية، ومسؤولين وإطارات أكفاء نجحوا في كل الاستحقاقات التي جرت في الجزائر.
بعد توقف دام 12 سنة بعد آخر نسخة جرت بقطر سنة 2011، تعود بطولة الألعاب العربية إلى الواجهة من جديد من بوابة الجزائر، وكل الآمال أن لا تعرف هذه الألعاب تجميدا آخر، خاصة بعد أن أعطت المملكة العربية السعودية موافقتها على تنظيم الدورة القادمة سنة 2027. وهي المرة الأولى التي ستقام فيها الدورة الرياضية العربية بالسعودية، وسبق أن أقيمت الدورات الماضية في مصر ولبنان والمغرب وسوريا والأردن وقطر ومرتين في الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!