-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بفضل حنكة دبلوماسية ودعم قوي من المجموعة الإفريقية والعربية

الجزائر تنجح في حجز عضوية مجلس الأمن الدولي

سفيان. ع
  • 7805
  • 0
الجزائر تنجح في حجز عضوية مجلس الأمن الدولي
أرشيف

نجحت الجزائر في اقتطاع عضوية مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة خلال العامين المقبلين، 2024 و2025، وذلك بعدما حصلت على ما لا يقل عن 184 صوت في الجمعية العامة، في الانتخابات التي جرت الثلاثاء 06 جوان 2023.
وحظيت الجزائر بتأييد ودعم كبير من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية وبلدان أخرى شقيقة لترشحها لهذا المنصب، وقد كان دور البعد العددي لأصدقائها في القارة الإفريقية وفي الجامعة العربية وفي مختلف القارات، حاسما في نجاح الجزائر في هذا الاستحقاق.
ورفعت الجزائر في هذا الاستحقاق شعار حل النزاعات، حيث وعدت بتقديم “إضافة مهمة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين”، كما جاء على لسان المدير العام للعلاقات المتعددة الأطراف بوزارة الخارجية، سفيان براح، الذي أكد أيضا أن الجزائر لديها الكثير ما تقدمه، كونها فاعلا دوليا مسؤولا يعمل على إعلاء القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وراهنت الجزائر منذ البداية على “تكثيف وتعبئة” الجهود اللازمة حتى تستند المفاوضات المقبلة إلى وثيقة إطار العمل لعام 2015 التي تشكل وثيقة مرجعية تعكس مواقف ومقترحات ما يقارب 120 دولة عضو في الأمم المتحدة بما في ذلك الموقف الإفريقي الموحد، مع العمل على “التصدي لمختلف المحاولات الرامية لتقويض عملية الإصلاح أو عرقلتها أو حتى لإضعاف المواقف وتفريق مؤيديهم”.
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أكد بتاريخ 08 نوفمبر 2021 لدى افتتاحه أشغال مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بقصر الأمم بنادي الصنوبر على “إعطاء الأولوية لعضوية الجزائر المقبلة في مجلس الأمن للأمم المتحدة خلال الفترة 2024 – 2025 للمساهمة في الجهود الرامية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين”.
وصرح حينها بأنه “لابد من العمل والتعاون مع الدول التي تشاركنا وجهات النظر والمواقف على تعزيز دور الأمم المتحدة لحملها على الاضطلاع بالمسؤوليات المنوطة بها لا سيما تجاه الشعبين الفلسطيني والصحراوي”.
وتدخل الجزائر المعترك الأممي بعد هذا الإنجاز، وهي حاملة لواء التمسك بالحق المشروع لإفريقيا في الوصول إلى العضوية الدائمة بمجلس الأمن الأممي، كما جاء في تصريح سابق للرئيس عبد المجيد تبون، الذي شدد على مواصلة العمل دون هوادة من أجل إعلاء صوت القارة ومطالبها المشروعة.
ومن بين الانشغالات التي رفعتها الجزائر، مسألة إصلاح مجلس الأمن، الذي بات “ضرورة حتمية لتحقيق نظام دولي أكثر تمثيلا وعدلا وتوازنا” لاسيما في ظل السياق الدولي الحساس الذي “تفاوتت فيه الأزمات والتداعيات التي تحمل في طياتها بوادر تغيرات جديدة لموازين القوى على الساحة الدولية، كما جاء في خطاب الرئيس بالدورة الأخيرة للاتحاد الإفريقي، التي قرأها نيابة عنه الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمن.
كما تأتي الجزائر أيضا إلى مجلس الأمن بوزن وبتجربة مشهودين بهما في مجال محاربة الإرهاب، إضافة إلى عديد القضايا والنزاعات الدولية، فكل هذه الجوانب الإيجابية تجعل من عضوية الجزائر في مجلس الأمن عضوية تأتي بقيمة مضافة.
وتعتبر الجزائر من الدول التي يشهد لها بمواقفها الثابتة في كل المسائل والقضايا المدرجة في جدول أعمال مجلس الأمن، وعلى رأسها قضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية، ومن شأن انتخابها عضوا غير دائم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن تجدد التأكيد على تلك المواقف، وتعيد إحياء هذين الملفين اللذين عانيا من التهميش وتواطؤ القوى العظمى الماسكة بزمام المبادرة بفضل منطق الفيتو، الذي يجسد هيمنة القوي على الضعيف.
وعليه، يرى مراقبون أن الجزائر تدخل بكل ثقة مجلس الأمن الدولي، برصيد مسار حافل بالنجاحات في تسيير أعقد الملفات عبر المحيط الإقليمي بأبعاده العربية والإفريقية والمتوسطية وحتى على الصعيد الدولي، حيث استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية أن تحقق إنجازات واضحة وكبيرة، إذ كانت القمة العربية بالجزائر مثلا من أنجح القمم العربية، خاصة بإعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية.
للإشارة، وستبدأ الجزائر ولايتها في 1 جانفي 2024 وذلك إلى غاية 31 ديسمبر 2025، إضافة إلى الجزائر، تم انتخاب كذلك كلا من سيراليون وكوريا الجنوبية وغويانا وسلوفينيا.
يذكر أنها المرة الرابعة التي تفوز بها الجزائر في تاريخها بمقعد غير دائم في مجلس الأمن، بعد عهدات 1968-1969 و1988-1989 و2004-2005.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!