-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فلسطين والمقاومة والصحراء الغربية والأفارقة ضيوف شرف

الجزائر ثابتة في دعمها لقضايا التحرر ومحاربة الصهيونية

الجزائر ثابتة في دعمها لقضايا التحرر ومحاربة الصهيونية

حرصت الجزائر على أن يشاركها في الاحتفالية الكبيرة بستينية الاستقلال عدد من قيادات الدول وضيوف جرى انتقاؤهم بعناية بالغة، حيث تتقاطع معهم القناعات والسياسات والتوجهات إضافة إلى الذاكرة.

من ينظر إلى المنصة الشرفية التي جلس فيها الضيوف يدرك نوعية الحضور الذي لم يكن “اعتباطيا” أو حضورا “لملء الكراسي” وفقط، وشكلت القضيتان الفلسطينية والصحراوية، تأكيدا على مواصلة الجزائر دعم الشعوب في التحرر والانعتاق من الاستعمار.

في المنصة، كان لافتا حضور رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لتشدد من خلاله الجزائر أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال “القضية المركزية” لها، تجسيدا حقيقيا للمقولة الخالدة للرئيس الراحل هواري بومدين “الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” والمقولة التي تتوارثها الأجيال “استقلال الجزائر لن يُستكمل إلا بتحرير فلسطين”.

الدعم الجزائري لفلسطين والذي لم يتوقف، تزامن و”الخذلان” العربي ثم الخيانة التي تعرضت لها في الأشهر الأخيرة بتطبيع أنظمة مع الكيان الصهيوني، الأمر الذي رفضته الجزائر وأكدت بشأنه “أنها لن تبار الهرولة نحو التطبيع”، بل عملت على تحييد خطر التواجد الصهيوني على حدودها الغربية.

الحضور الفلسطيني لم يكن ممثلا فقط في شخص السلطة، بمحمود عباس، الذي رافقه في الزيارة مدير المخابرات ماجد فرج، بل بمكون كبير وهام في معركة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، من خلال المقاومة الإسلامية “حماس” التي مثلها في ستينية الاستقلال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، هذا الأخير اختير له أن يجلس في الصف الأول مع الرؤساء وإلى جانب الوزير الأول أيمن عبد الرحمان رفعة لشأنه.

خطوة مشاركة أكبر فصيل مقاومة فلسطيني في ستينية الاستقلال وهي التي تعاني التضييق والقمع ورميها بالإرهاب من كبريات الدول، وجدت لها كل الترحاب والحفاوة في بلد الشهداء، أكدت الجزائر من خلالها أنها نصير للمقاومة، وهو ما عبَّر عنه الناطق الرسمي للحركة سامي أبو زهري الذي كان حاضرا في المنصة الشرفية وكتب معتزا ومبتهجا “شاركنا اليوم في احتفالات ذكرى استقلال الجزائر… هذه الاحتفالات وجهت رسالة القوة والهيبة وفاعلية الدور الجزائري… وحضور قادة المقاومة ذو مغزى كبير وهي الرسالة الأبرز في الاحتفالات”.

الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، كان حاضرا في الصف الأول، تثمينا لمكانته في تمثيل الشعب الصحراوي وقيادته لهم في معركة التحرير ضد الاحتلال المغربي وحليفه الصهيوني، وبهذا الحضور أكدت الجزائر أنها ستبقى تدافع عن حق الصحراويين وفق ما تنص عليه مواثيق الأمم المتحدة على حق تقرير المصير.

العمق الإفريقي تجسد في ستينية الاستقلال عبر حضور رؤساء دول من القارة السمراء، ومن ذلك مالي والنيجر والكونغو وإثيوبيا، وهذه المشاركة هي امتداد لحقل النشاط الدبلوماسي المكثف للسياسة الخارجية للجزائر.

وكانت إفريقيا محورا من المحاور الأساسية للدبلوماسية الجزائرية بعد استرجاع السيادة والتي أكسبتها مكانة الريادة أو الزعامة على دول العالم الثالث نظرا لما لها من وزن على الساحة الدولي، خاصة بفضل نضالها التحرري الذي أكسبها شرعية تاريخية سمحت لها بأن تلعب دورا بارزا على الساحة الإفريقية.

الجارتان تونس وليبيا المثقلتان بالمشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية، شاركتا الاحتفال بالرئيس قيس سعيد ووزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش، والرسالة أن الجزائر ستبقى داعمة وتعمل على استقرار دول الجوار دون تدخل في شؤونها.

من أوروبا كان الحضور الإيطالي في شخص رئيسة مجلس الشيوخ ماريا اليزابيتا ألبيرتي كازيلاتي، فالجزائر لم تنس الدور الكبير الذي لعبته إيطاليا في الثورة التحريرية، واليوم ترسي علاقات وطيدة وهامة معها، خاصة بعد الزيارة التي قادت الرئيس عبد المجيد تبون لروما مؤخرا.

ويأتي تركيز الجزائر لعلاقتها مع إيطاليا، بعد المواقف التي عبَرت عنها إسبانيا على لسان رئيس حكومتها بيدرو سانتشيز الذي أدخل علاقات البلدين في “نفق مظلم”، وتزامنا مع بعض “المشاكسات” التي تتعمدها فرنسا بين الفينة والأخرى، الأمر الذي يجعل العلاقات مع باريس غير “مستقرة” على الدوام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!