رياضة
قطرة من كأس العالم

الجزائر ستحتضن المونديال!

ح.م

وهو يقف على خيبة الجزائر في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في إسبانيا، حيث غرقت الرياضة في حوض رياضي، لم يشارك فيه كبار المنطقة بنتائج سيئة جدا، أراد وزير الشباب والرياضة الجزائري – ربما للترفيه عن النفس – أن يخرج من الحوض، فأشار إلى إمكانية دراسة الجزائر لمقترح تنظيم كأس العالم بالاشتراك مع المغرب وتونس (ملاحظة هامة جدا: تونس لم تتحدث إطلاقا عن المونديال).

السيد الوزير الذي يُحسب له رأيه المنطقي في قضية المدرب السابق رابح ماجر، أثار المواجع بحديثه عن تنظيم بطولة كأس العالم، في الوقت الذي مازالت الجزائر تبحث عن ملعب تنظم فيه كأس الجزائر، التي هي عبارة عن مقابلة واحدة وجمهور واحد وحكم واحد من دون مواصلات ولا فنادق ولا هم يحزنون، وليس مونديالا فيه أربعة وستين مقابلة ومئات الآلاف من المناصرين الأجانب.

عندما لام الوزير السابق للرياضة، خير الدين زطشي، الذي أقحم اسم الجزائر في المونديال، قبلنا لومه، لأنه أشار إلى نقطة مهمة وهي أن تنظيم كأس العالم قضية دولة، وليس شطحة إعلامية يرقصها فرد واحد، ووزير الشباب والرياضة يعلم جيدا بأن تنظيم كأس العالم ليس شأنا رياضيا، وبغض النظر عن فضيحة الملاعب الغائبة عن الجزائر وحتى التي تشيّد حاليا لا مقاييس عالمية فيها على قلّتها، فإن بقية المجالات أكثر حيوية، من تحرّك سفاراتنا النائمة في العسل في الخارج، إلى المواصلات والخدمات والفنادق والمطارات والجانب التكنولوجي، وخاصة تعامل الجزائريين مع المناصرين القادمين من بلاد بتنوع ثقافي واجتماعي مذهل.

وعندما نعلم بأن عدد مناصري منتخب كولومبيا فقط الذين وصلوا ملعب سبارتاك في مباراة مساء الثلاثاء، قد بلغ خمسة وستين ألف نسمة، نتساءل كيف يُمكن استقبال هذا الحشد الغفير، وكيف يمكن تلبية رغباته ونزواته وطقوس عيشه، في بلد انغلق على نفسه سياحيا واجتماعيا إلى حدّ العقد.

صحيح أن الذي لا يطمح سيبقى أبد الدهر تحت الردم، وصحيح أن المغامرة من حق الجزائر، وقد تقفز بها سياحيا ونفسيا إلى القمة، لكن الذي يريد صعود السلالم عليه أن لا يحرق المراحل ويبدأ بتنظيم المحلي قبل القاري والإقليمي وبعده يأمل في العالمي، حتى لا يكون سقوطه مدوّيا …عفوا قاتلا!

مقالات ذات صلة