-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائر – فرنسا : المصالحة المتعثّرة

محمد السعيد
  • 3965
  • 1
الجزائر  – فرنسا :  المصالحة  المتعثّرة

هناك ثابتان بارزان يميّزان عهد الاحتلال الفرنسي لبلادنا، وهما من جهة، لجوء المحتل دوما إلى استعمال العنف والقمع ليضمن لنفسه البقاء فوق ارض ليست بأرضه، تقابله من جهة أخرى مقاومة شعبية دائمة ومتعددة الأشكال كردّ فعل طبيعي يعكس ما عرف به شعبنا عبر التاريخ من التعلّق بالحريّة ورفض الاستسلام لقانون القوّة.

  • تقارب  عابر  في  السياسة  الخارجية :
  •      إن بعض رجال السياسة في الجزائر يبدون إعجابا مفرطا بالجنرال شارل ديغول؛ بسبب دوره في إنقاذ بلاده من الاحتلال النّازي، وانتهاج سياسة مستقلة نسبيّا عن الولايات المتحدة الأمريكية (ضمن التمسّك بوحدة العالم الحرّ) والانسحاب من منظّمة الحلف الأطلسي؛ لكن العيب في هذا الإعجاب أنّه ينسيهم أحيانا تصرّف هذا الرجل تجاه وطنهم في عهد الاحتلال: أوليس هو الذي كان رئيسا للحكومة والقائد الأعلى للجيش عندما وقعت مجازر الثامن مايو 1945 وحين قاد جيش الاحتلال ابتداء من عام 1958 أشرس العمليات الحربيّة لفرض الحلّ العسكريّ على الثّورة وفصلها عن الشّعب؟ أوليس هو الّذي كان رئيسا للدّولة عندما ألقت الشّرطة الفرنسيّة بالعشرات من إخواننا المهاجرين أحياء في نهر السّين في باريس في أكتوبر 1961 كانوا ضمن المتظاهرين المطالبين بالاستقلال؟ أولم تتمّ في عهده التجارب النووية في صحرائنا الكبرى والّتي ما زالت إشعاعاتها تنخر إلى يومنا هذا أجساد الأحياء من أبناء تلك المنطقة وذريّتهم بعد أن لوّثت بيئتهم وأبادت ماشيتهم؟ أوليس هو الّذي حاول حتّى آخر لحظة تقسيم الجزائر إلى كانتونات عرقيّة والنّيل من وحدتها الترابية بفصل الصّحراء عنها؟
  •      لحسن الحظّ أنّ للسياسة منطقا يخضع دائما لسلطان المصلحة، ولذلك عندما وقف ديغول منتقدا الحرب الامبريالية على الفييتنام والنزعة الأمريكية للهيمنة على العالم، وعندما أدان العدوان الصّهيوني على الأمة العربية سنة 1967 بعد أن كان يعتبر إسرائيل “حليفا وصديقا” كانت بلاده السبّاقة إلى مساعدتها على بناء منشآتها النّوويّة، وجدت السياسة الخارجية الجزائرية في هذه المواقف مجالا للتقارب لتشجيع صاحبها على المضيّ قدما فيها كما يجدر بالأنظمة العربيّة أن تفعل اليوم مع تركيا وإيران المؤيّدتين للشّعب الفلسطيني في مواجهتهما للغطرسة الإسرائيلية؛ وسوف يسهّل هذا التّقارب اعتراف فرنسا لاحقا في سنة 1975 وفي سابقة أوروبيّة منذ نكبة 1948، بحق الشعب الفلسطيني في أن يكون له “وطن”، والموافقة في نفس السّنة على فتح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في باريس، وما تلا ذلك من تحفظات على اتفاقيات “السلام” المصرية الإسرائيلية التي أدانتها الجزائر ضمن الأغلبية الساحقة من الدول العربية، وبادرت مع سوريا وجنوب اليمن وليبيا ومنظّمة التّحرير الفلسطينيّة إلى  تأسيس “جبهة الصّمود والتصدّي” كوعاء يستقطب القوى العربيّة الرّافضة للاستسلام.
  •      إلا أنّ هذا التقارب تلاشى تماما عندما اختارت باريس منذ الوهلة الأولى الوقوف إلى جانب النظّام المغربي في نزاع الصحراء الغربية بالتحمّس لاتفاقية مدريد الثلاثيّة الخاصّة بتقسيم الصّحراء الغربيّة، فنشبت بذلك أخطر أزمة سياسية في تاريخ البلدين منذ الاستقلال: “إنّ الرّئيس جيسكار لم يكن، والحقّ يقال، محايدا في هذا النّزاع بل بالغ في نهاية عهدته في الظّهور كصديق لملك المغرب وحده”(8)، ولعلّه من المناسب الإشارة هنا، وقد طال حرمان الشعب الصحراوي من ممارسة حقّه الطبيعي في تقرير المصير، إلى أن هذا النزاع كان ذريعة للنّظام الفرنسي لمحاصرة الثّورة الجزائريّة والحدّ من تأثيرها في العالم الثالث حتى لا تكون قدوة في تحرير ثرواته الطبيعية من الرأسمال الأجنبي، والنّضال من أجل بعث التعاون بين بلدان الجنوب ودعم حركات التحرير في العالم؛ وحساب باريس بسيط هنا وهو إضعاف الجزائر من الدّاخل بإنهاكها بالنفقات العسكريّة على حساب مشاريع التنميّة الوطنيّة، وإلهاؤها بحرب على حدودها الغربيّة حتّى يتراجع دورها الريادي كأحد أبرز الناطقين باسم العالم الثّالث والدّاعين إلى الكفاح المسلّح سبيلا وحيدا لتحرير فلسطين واستخدام البترول سلاحا في هذه المعركة؛ وبدأ الدّفء يعود إلى العلاقات في مطلع النّصف الثّاني من عهدة جيسكار، وكان آخر اتّصال له ببومدين تلك البرقيّة الّتي تلقّاها من هذا الأخير، وهو يعبر الأجواء الفرنسيّة عائدا مريضا من موسكو إلى أرض الوطن قبيل رحيله بستة أسابيع رحمه اللّه.(9)
  •     
  •  عودة  إلى  العلاقات  المتميّزة :
  •      بوصول الرئيس ميتران المفاجئ إلى سدّة الحكم سنة 1981 لأنّ كلّ التكهّنات كانت ترشّح إعادة انتخاب جيسكار ديستان، شهدت العلاقات الجزائرية الفرنسية تحسّنا تدريجيّا ساعد عليه التوجّه الاشتراكي للرئيس الجديد بالرّغم من الدور القذر الذي اضطلع به أثناء حربنا التحريرية  كوزير  للداخلية  ثم  العدل،  في  قمع  كفاح  الشعب  الجزائري؛  أليس  هو  القائل  من  موقع  وزير  الدّاخليّة  تعليقا  على  بيان  أوّل  نوفمبر :  ” الجزائر  هي  فرنسا  والمفاوضات  الوحيدة الممكنة  هي  الحرب ” . 
  •       ورث ميتران علاقات مغاربية متناقضة ومعقّدة، فسارع إلى تصحيحها بتخليصها من الطّابع الحميمي الّذي ربط سلفه بالملك الحسن الثاّني، وانتهج سياسة تقوم على تشجيع الانفتاح الدّيمقراطي في هذه الدّول، واختار الجزائر في القارّة الإفريقية (والهند في آسيا والمكسيك في أمريكا اللاتينية) لبناء علاقة تكون قدوة في التعاون شمال جنوب، فلا غرو إذن أن يبادر فور تسلمه مهامه الجديدة إلى زيارة بلادنا حاملا معه دعوة إلى طيّ صفحة الماضي بقوله: “الماضي هو الماضي، فلنتطلع الآن وبعزم وتصميم إلى المستقبل”؛ كان يريد، حسب “هوبير فيدرين”، وهو أقرب مساعديه “أن يجعل من العلاقات الفرنسية الجزائرية ندّا للعلاقات مع ألمانيا الاتحادية”؛ وقَبِِل من أجل ذلك كـ “ثمن سياسي”، أن تشتري بلاده تسعة ملايين متر مكعّب من غازنا الطّبيعي بثمن أعلى ممّا هو متداول في السوق العالمية؛
  •      ولمّا كانت قضية الصحراء الغربية عقبة كبيرة بين البلدين، اختار ميتران بين حسم سياسة حزبه المؤيّدة لموقف الجزائر وبين إقامة علاقات جيّدة ومتوازنة مع الجميع، ففضّل التمسّك المحتشم بمبدأ تقرير المصير لأنّه “لا يؤيّد في أعماقه ظهور دول جديدة ما عدا في حالة الدّولة الفلسطينيّة”(10) وغضّ الطّرف عن انتهاك حقوق الإنسان في المملكة والّتي جعل منها حزبه الاشتراكي محور انتقاداته لها؛ وفي المشرق العربي، ساند قيام الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلية بحدود آمنة ومعترف بها، وأمر وزير الخارجيّة بلقاء ياسر عرفات رئيس منظّمة التّحرير الفلسطينيّة في بيروت في أوت 1981 قبل أن يفتح لأوّل مرّة قصر الإليزي لاستقباله في ماي 1989. ولكن فضل السّبق في هذا التحوّل يعود إلى سلفه (لقاء وزير الخارجيّة جان سوفانيار مع ياسر عرفات في بيروت في أكتوبر 1974 وهو الأوّل من نوعه على المستوى  الغربي ) .
  •      في هذا الجو، توقّف الرئيس الشاذلي بن جديد في باريس في ديسمبر 1982 ليجتمع حول غداء عمل بزميله الفرنسي كمؤشّر على انطلاق مرحلة جديدة في العلاقات الثّنائيّة، وكان ذلك تمهيدا للزيارة الرسمية الّتي أدّاها في السّنة المواليّة إلى فرنسا، وهي الأولى من نوعها لرئيس  جزائري  منذ  الاستقلال؛  وكان  ردّه  على  نداء  ميتران  إيجابيا : ” فلنترك  الماضي  للتّاريخ … ولنعكف  على  بناء  المستقبل ” .
  •     
  •  أحداث  أكتوبر  بين  التّرحيب  والتخوّف
  •      إلاّ أنّ هذه العلاقة بدأت تتأثّر سلبا بعودة أزمة الثّقة نتيجة تناقض المصالح إزاء بعض القضايا الإقليمية المستجدّة أو الّتي أخذت منحى جديدا من الخطورة: التدخّل العسكري الفرنسي في لبنان والتشاد ورفض الجزائر فتح مجالها الجوّي للطائرات الحربيّة الفرنسيّة الرّاغبة في العبور لقصف القوّات اللّيبيّة في التشاد، تزامن إعلان الوحدة الليبية المغربية مع وجود ميتران في “زيارة خاصّة” في إيفران بدعوة من الملك الحسن الثّاني ممّا أعاد زرع الشّكوك حول بعث تحالف لمحاصرة بلادنا، ضغط حكومة شيراك  اليمينية (في زمن التعايش مع الرئيس الاشتراكي) على الحكومة الموريتانية لسحب تأييدها لجبهة البوليزاريو إلى جانب مناوراتها في تونس بعدما احتدّ الصّراع حول خلافة الرّئيس بورقيبة المريض والبالغ من العمر عتيّا، وأعقبت ذلك تطوّرات لم تكن في الحسبان في بداية العهدة الثانية للرئيس الاشتراكي وهي  المظاهرات  والاضطرابات  التي  اندلعت  في  العاصمة  وبعض  المدن  في  أكتوبر  1988 احتجاجا  على  تدنّي  مستوى  المعيشة  وتراجع  العدالة  الاجتماعية،  وقد  فرضت  هذه  المظاهرات  الدّاميّة  انفتاحا  ديمقراطيا  مرتجلا  وغير  محسوب  لم  يكن  أساسا  مطلبا  جماهيريّا، وكان من نتائجه تشتيت القوى السياسية والأخذ المتسرع  بالاقتصاد الليبرالي وتكيّيف السياسة الخارجية مع قواعد لعبة دولية مختلفة، أملت الإقلاع عن الخطاب المعادي للامبريالية. وكان وقع هذا التحوّل إيجابيا في باريس سارع ميتران إلى التّعبير عنه بأن كان أوّل الزّائرين للعاصمة للتّهنئة بالدّستور الجديد الّذي عصف بالأُحاديّة الحزبيّة والاختيار الاشتراكي(11)”؛ وظلّ، بشهادة إيبير فيدرين ساعده الأيمن، إلى جانب الرّئيس الشّاذلي حتّى النّهاية آملا أن يتمكّن من التخلّص من نفوذ جبهة التّحرير الوطني دون أن يقع في تحالف مع الإسلامييّن ” . ( 12 )
  •      إنّ أحداث أكتوبر الّتي هزّت أركان النظام هزّة غير مسبوقة لم تتوقّف ارتداداتها حتّى اليوم، خيّبت آمال بعض الدوائر الفرنسية الحاقدة -وبعضها داخل الأغلبيّة الحاكمة- لأنها لم تنجز القطيعة بين جيل الاستقلال وجيل نوفمبر، فلم يسقط النظام السياسي، كما وقع في حالات مشابهة ومتزامنة، في أوروبا الشرقية، ولكّنها كشفت في الحالة الجزائريّة الفرنسيّة عن وجود رابطة خاصّة تكوّنت مع مرور الزّمن، بين الرّئيسين الشّادلي بن جديد وميتران، ويفهم الأمر من تصريح الرّئيس الفرنسي أمام مجلس الوزراء في 12 أكتوبر، وكان دخان الانتفاضة لم يتبدّد بعدُ من سماء العاصمة: “ماذا يجري في الجزائر؟ إنّه عصيان، أو تمرّد له أسبابه الّتي تدفع إلى انتقاد طريقة الحكومة الجزائريّة في ممارسة السلطة، ولكن أليس هذا قائما في جميع بلدان العالم الثّالث مع استثناءات نادرة؟ دعونا من الحكايات… جميع بلدان إفريقيا تقريبا تعيش تحت دكتاتوريّة شخص واحد أو حزب واحد، وهذا دليل على أنّ ظاهرة التخلّف تفرز الدوّامة الجهنّميّة للعصيان والقمع”. وختم متسائلا: “لا أحد يعرف إذا رحل الشّاذلي أيّ سلطة ستخلفه وماذا سيحدث في الجزائر. لا أدري… وفي كلّ الحالات، هناك فرضية يمنع التّفكير فيها الآن وهي تطبيق الدّيمقراطيّة”(12) كما يبرز ودّ هذه العلاقة من خلال تعاطفه مع الرّئيس الشّاذلي بعد انسحابه من الحكم: “إنّ ميتران كان بعد 1990 يرفض تصديق الاتّهامات الّتي توجّه إلى الشاذلي و ائلته من طرف خلفه في الحكم؛ كان يثور بعنف كما لو أنّ  التّهم  موجّهة  إلى  أقاربه . “( 13 )
  •      ومنذ هذا “الانسحاب”، عادت العلاقات إلى دائرة التقلّبات فشهدت استياء باريس من إلغاء نتائج الدور الأول من الانتخابات التشريعية الأولى واعتبرته “عملا أقل ما يقال فيه إنّه غير طبيعي”، واقترحت في فيفري 1995 عقد ندوة أوروبية حول الأزمة الجزائرية تكون فيها المعارضة ممثّلة فيها على أساس عقد روما. وقد تزامن هذا الاقتراح الذي أعلنه ميتران بحضور المستشار هيلموت كول قصد توريط ألمانيا في الأزمة مع اتّفاق أحزاب المعارضة المجتمعة في روما على مخرج سلمي للأزمة، وجاء غداة الاستيلاء على طائرة تابعة لشركة إير فرانس في مطار  هوّاري  بومدين  الدولي  في  نهاية  ديسمبر  1994؛
  •      – كان ردّ فعل السّلطة سريعا في اتّجاهين: رفض الاقتراح الفرنسي واتفاق روما جملة وتفصيلا، بينما تولّت بعض الصّحف الوطنية إحياء الحديث عن ملفّ الماضي الاستعماري متبوعا بدعوة فرنسا إلى الاعتذار للشعب الجزائري عن تلك الحقبة… وتولت ردود الفعل فأمرت باريس شركاتها الجويّة بمقاطعة المطارات الجزائرية، وشدّدت من إجراءات منح تأشيرة الدخول إلى أراضيها، ولكنّها استمرت في ذات الوقت في دعم سياسة “الكل الأمني” بالموازاة مع تقديم مساعدة اقتصادية لمنع تدفق الجزائريين إلى أراضيها، وحرصت على إبعاد تهمة التحيز لفريق معيّن  بالتّوضيح  – كما  ورد  على  لسان  الرئيس  شيراك  المنتخب  منذ  عدّة  أشهر – بأنّ  هذه  المساعدة  ” موجّهة  للشعب الجزائري  لا  لفئة  سياسية  معينة ” .
  •      وبلغ هذا التوتر مداه  بسلسلة من الانفجارات في قلب باريس وُجّهت فيها أصابع الاتّهام إلى المخابرات الجزائريّة، وبدأت وزارة الدّاخليّة الفرنسيّة في تفكيك الشبكات الإسلاميّة للدّعم والإسناد في أوروبّا، وترتّب عن كل ذلك إلغاء الرئيس السابق “اليمين زروال” لقاء  كان  مرتقبا  أن  يجمعه  بزميله  جاك  شيراك  على  هامش  أشغال  الجمعية  العامة  للأمم  المتحدة  في  نيويورك  في  أكتوبر  1995 .
  •      وظلّ هذا التوتّر السياسي في تصاعد إلى غاية تسلّم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الحكم سنة 1999، فدبّت الحياة من جديد في شرايين العلاقات الثنائية: تبادل الزيارات على أعلى مستوى، تنظيم سنة الجزائر في فرنسا، التخفيف من إجراءات منح تأشيرات الدخول، استئناف الرحلات الجوية لشركة “إير فرانس”، تكثيف المبادلات الاقتصادية التي تضاعفت ثلاث مرّات خلال 12 سنة، لتتجاوز عام 2008 سقف الثمانية مليارات أورو، إعادة النّظر في الموقف الرّسمي المعارض للانضمام إلى الرّابطة الفرانكفونيّة..
  • يتبع                                    
  • المراجع :                                                        
  • 1 ) غير أنّ ذلك لم يمنعه من المصادقة عليها في دورته الاستثنائيّة السّابقة قبل تفويض وفد الحكومة المؤقّتة للتّوقيع عليها، ويقول رئيس هذه الحكومة آنذاك المرحوم بن يوسف بن خدّة: “إنّ أعضاء قيادة أركان جيش التّحرير الوطني الثلاثة لم يصوّتوا عليها، وهم هوّاري بومدين وقايد أحمد وعلي منجلي، بالإضافة إلى الرّائد سي ناصر من الولاية الخامسة”، ويضيف: “إنّ قيادة الأركان رفضت التّعاون مع الحكومة المؤقّتة وتعيين عسكرييّن في الوفد المفاوض”.   كتاب اتّفاقيات إيفيان، الطّبعة الفرنسيّة، ص 36، ديوان المطبوعات الجامعيّة، الجزائر  1987 .
  • 2) “إنّ حكومة الولايات المتّحدة الأمريكيّة تقدّم لفرنسا الإمكانيّات اللازمة لمواصلة الحرب، وتستعمل كلّ سلطتها لتعبئ ضدّ الشّعب الجزائريّ جهاز الحلف الأطلسي كاملا حتّى أصبح أداة في خدمة الاستعمار الفرنسي” من بيان المجلس الوطني للثورة الجزائريّة، دورة طرابلس  16  ديسمبر  1959،  18  جانفي  1960 .
  • 3)Philippe de Gaulle :DeGaulle mon père, p.  420, éd. Plon,t.2, Paris 2004                                                                                                                                                                                                                              
  • 4) لأنّ فرنسا رفضت الاعتراف بوفد الحكومة المؤقّتة  للجمهوريّة الجزائريّة كممثّل للشّعب الجزائري؛ لأن ذلك يعني اعترافا بوجود الدولة الجزائريّة المستقلّة سنة الاحتلال في 183، ولذلك تعاملت معه كممثّل لجبهة التّحرير الوطني.
  • 5)  P . Balta  et  C . Rulleau   : L ? Algérie  des  Algériens  vingt  ans  après , Ed . Ouvrières  p . 204  Paris  1982                           
  • 6)  V . G   . D ? Estaing   : le  pouvoir  et  la  vie , t2  , p . 15  , Ed . Cie  12 , Paris  1991 
  • 7)  المرجع  السّابق  الصفحة  37
  •  ( 81996Hubert  Védrine   : les  mondes  de  François  Mitterrand ( 1981 – 1995 ) , p . 326 , ed . Fayard , Paris  
  • (9 قيل الكثير عن هذه البرقيّة والبعض اتّهم بوتفليقة الّذي كان في الطّائرة بتحريرها بلهجة الاستجداء حتّى يضمن تأييد فرنسا له في معركة خلافة بومدين، ولكن قراءة متأنّية لهذه البرقيّة  كما نشرت في الصّحافة الوطنيّة، لا توحي بأيّ تغييّر في السياسة الخارجيّة الجزائريّة  .  
  • 10 ) الصفحة   332   Hubert  Védrine         
  • 11) زار الرّئيس ميتران الجزائر بعد أقلّ من عشرين يوما على صدور الدّستور الجديد ثمّ التقى في باريس على انفراد مع الرّئيس الشاذلي بن جديد يوم 22 ديسمبر 1991 أي قبيل الدورة الأولى للانتخابات التشريعية التعدّدية الاولى بخمسة أيّام، وبعد أربعة أيّام على هذا اللّقاء  أي  عشيّة  هذه  الانتخابات،  صرّح  الرّئيس  الشّاذلي  في  التّلفزة  الوطنيّة  بأنّه  على  ” استعداد  للتـعايش  مع  الجبهة  الإسلامية  للإنقاذ  إذا  فازت  بالأغلبيّة  في  البرلمان ” …
  • 12 ) ص   683Hubert  Védrine      
  •  13) المرجع  السّابق  ص  336 .
  •  
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • abderrahmane

    لايمكن باي حال من الأحوال التصالح مع مستعمر الأمس يمكن فقط وفقط التعامل بمبدأ السيادة وتبادل المصالح
    اما غير ذالك فهو هراء ويجب اقتلاع جذور فرنسا من الجزائر حتى يكتمل اسقلالنا لان عملاء فرنسا والطابور الخامس لازال ينشط وينشط بكل فعالية مع الأسف وهذا بتواطؤ المسؤولين