الجماهير الجزائرية تفضح نظام لقجع وتحتفل بتألق أبناء مانديلا

لم تخف الجماهير الجزائرية فرحتها بعد التأهل المستحق لمنتخب جنوب إفريقيا إلى الدور المقبل من نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية في جنوب إفريقيا، وذلك عقب فوز أبناء المدرب البلجيكي هوغو بروس على المنتخب المغربي بثنائية نظيفة عكست الصمود الكبير فوق الميدان والرغبة الكبيرة في الذهاب بعيدا في “الكان”. وقد جاء هذا الاحتفال من الجماهير الجزائرية بناء على العلاقة الجيدة بين البلدين من جهة، وكذلك الموقف التاريخي لجنوب إفريقيا مع القضية الفلسطينية في محكمة العدل الدولية. موقف يعاكس بشكل واضح نظام المخزن الذي يسعى فوزي لقجع إلى تلميعه في “الكان”.

أشادت الجماهير الجزائرية بالفوز الهام والمميز الذي حققه منتخب جنوب إفريقيا أمام نظيره المغربي لحساب دور ثمن النهائي من نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية بكوت ديفوار، حيث عرف أبناء بروس كيف يتفاوضون من موقع جيد مع مجريات المباراة، بدليل تقدمهم في النتيجة طيلة الشوط الثاني، قبل أن يتم حسم المكسب بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة من المباراة، ما يعكس حنكة عناصر “بافانا بافانا” في التفاوض مع مجريات هذه المباراة الصعبة والهامة التي من شأنها أن تفتح آفاقا واسعة لمنتخب جنوب إفريقيا لمواصلة مسيرة التألق في نهائيات “الكان”.

وتأتي إشادة الجماهير الجزائرية وفرحتها بفوز منتخب جنوب إفريقيا أمام نظيره المغربي بناء على العلاقة الجيدة التي تربط الشعبين الجزائري والجنوب إفريقي من جهة، وكذلك المواقف المشرفة لأحفاد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا على مر السنوات السابقة، آخرها وقفتهم التاريخية مع الشعب الفلسطيني في محكمة العدل الدولية، من خلال مرافعة تم فيها اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في حق الفلسطينيين بقطاع غزة، في ظل تواصل الحرب منذ مطلع شهر أكتوبر المنصرم، كما طالبت جنوب إفريقيا بوقف فوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مقدمة مجموعة من المؤشرات بشأن هذه العمليات وكيف أنها ترقى لإبادة جماعية، وهو الموقف الذي أشادت به الخارجية الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية حماس مقابل اتهام إسرائيل لجنوب إفريقيا بأنها الذراع القانونية لحماس.

وإذا كان منتخب جنوب إفريقيا قد أكد تألقه المميز في مباراة حاسمة أمام المنتخب المغربي، فإن هذا التميز الكروي واكبه موقف رسمي وانساني نوعي من جنوب إفريقيا يرمي إلى وقف الحرب على الفلسطينيين في قطاع غزة، ما يؤكد مواصلة السير على خطى زعيمهم الراحل نيسلون مانديلا الذي قضى على الميز العنصري وطوى صفحة مظلمة في تاريخ جنوب إفريقيا، حين تولى رئاسة البلاد بعد سنوات قليلة مطلع التسعينيات، بعد سنوات قليلة من خروجه من السجن الذي مكث فيه طويلا، حينها اختار الجزائر البلد الأول لزيارته بعد خروجه من السجن في موقف تاريخي يبقى راسخا في الأذهان، مثلما كان حفيده في مستوى التطلعات خلال استضافته في النسخة السابقة من “الشان” التي احتضنتها الجزائر مطلع العام الماضي، حين أكد بأنه سيظل وفيا لمبادئ جده نيسلون مانديلا مثلما يندد بجميع الممارسات السلبية تجاه القضايا العادلة، وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية. مثلما فضح ممارسات النظام المغربي الذي يواصل احتلاله للصحراء الغربية رافضا كل خيارات التسوية مثلما فضح نظام المخزن نفسه بعد التطبيع والتعامل المباشر مع الكيان الصهيوني فوق أراضيه وفي مؤسساته،  بشكل فسح المجال لأزمة توتر وحرب محتملة في أي لحظة على مستوى المنطقة.