-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نافست نظيرتها على الورق وحققت ما عجزت عنه هيئات رسمية

“الجمعيات الافتراضية”… محسنون جمعهم الفايسبوك!

مريم زكري
  • 1250
  • 2
“الجمعيات الافتراضية”… محسنون جمعهم الفايسبوك!
الشروق أونلاين

بعيدا عن المقرات الفاخرة والمكاتب المكيفة، وهروبا من بيروقراطية الإدارة والوثائق التي لا حصر لها ،اختار الكثير من شباب جيل الألفينات، تأسيس جمعيات خيرية، وممارسة العمل التطوعي، مثلهم مثل غيرهم، ولكن هذه المرة ليس على الورق، وإنما عبر صفحات الفضاء الأزرق، متحررين من عناء الانتظار طويلا لنيل رخصة الإعتماد، تحت رحمة “جلادي الإدارة”.
هم شباب باتت تؤرقهم “بيروقراطية” المسؤولين التي تحول دون تأسيسهم “جمعيات الورق”، والتي يبقى في الكثير من الأحيان همها الوحيد البحث عن مصادر تمويل، في وقت يظل مصيرها يطرح العديد من التساؤلات ، اختزل هؤلاء عبر صفحات الفضاء الأزرق في السنوات الأخيرة كل تلك المشاق، لتتمكن سواعد شابة كانت مجرد شخصيات افتراضية بـ”الفايسبوك” ، من ممارسة العمل الخيري ورفع اكبر تحدي خصوصا خلال الشهر الفضيل، التي تسابقت فيه بحب وإيمان لتجمع وتوزع في ظرف وجيز أضعاف ما حققته مثيلاتها في ارض الواقع، وحتى هيئات رسمية خلال عدة أشهر.

“بورصة” التبرعات ترتفع في مزاد علني بـ “جام ” أو تعليق

تبرعات تجمع هنا وهناك… فقة رمضان زيارة الأطفال المرضى.. البحث عن متبرعين بالدم للحالات المستعجلة ، حملات إغاثة خلال فصل الشتاء وغيرها كانت ابرز الأهداف التي أطلقها شباب من مختلف المستويات الثقافية يتم التنسيق بينهم عبر صفحات الفايسبوك ، بعد التضييق الذي بات يعانيه النشاط الجمعوي في الجزائر، مخافة أن تتحول هذه الجمعيات إلى طفيليات تمتص أموال الشعب ولا تخدم المعوزين .
من بين المجموعات الالكترونية التي ولدت على شبكة التواصل الاجتماعي، واستطاع أفرادها شق طريق الإحسان من أوسع أبوابه ليكونوا دوما في الطليعة لتقديم خدماتهم الخيرية، مجموعة “بيناتنا نديرو الخير” الالكترونية والتي تضم أكثر 90 ناشطا.
هؤلاء انطلقوا في مهمتهم منذ 5 سنوات التي امتدت من العاصمة نحو باقي الولايات ،وخصصت جل نشاطها لدعم المحتاجين خلال الشهر الفضيل بفتح أربع مطاعم للرحمة يجهز نحو 200 وجبة إفطار يوميا، منهما ما كانت توجه نحو مستعملي الطريق السريع بهدف تحسيس السائقين، وعن كل ذلك يطلعنا احد أعضاء هذه المجموعة “هاني عباس” أن معظم عائدتها الخيرية تجمع من خلال منشورات عبر “الفايسبوك” ،تتم بالإشهار عبر ما يشبه المزاد العلني بخصوص كمية من التبرعات هي بصدد توزيعها وبحاجة إليها ،لتكون نسبة المتابعة والإعجاب من قبل المشتركين بالصفحة هي نسبة الأموال التي تجمع أو تبني هذه الحصة ،فكل “جام” أو تعليق على المنشور من قبلهم مهم جدا بالنسبة لهم، إذ أنه يضاعف من حصة التبرع التي تجنيها في النهاية ،وإشارة من قبل المحسنين على انضمامهم للفكرة.

جمعيات اسستها المواقع واحتضنها الواقع

جمعية “أولاد الخير” لم تختلف عن سابقتها من حيث المبدأ ،انطلقت بفكرة بسيطة عبر المواقع بتنظيم زيارة للأطفال المرضى بمستشفى “بارني” ،وجمع هدايا رمزية تقدم لهم في حفل بسيط على شرفهم من تمويل الأعضاء أنفسهم ، ليفتح مجال النقاش عبر الدردشة الالكترونية لاحقا بين الأصدقاء حول توسعة النشاط الخيري وامتداده أكثر واكبر بمختلف مناطق الجزائر، وعن ذلك صرح صاحب الفكرة المدعو”محمد أمين عبد ربه” لـ”الشروق” بقوله أن الهدف من تشكيل المجموعة كان الوصول إلى أقصى نقطة يمكننا تقديم يد العون فيها لكل محتاج أو فقير ، انطلق نشاط هذه الجمعية أواخر سنة 2012 ،و تضم نحو 50 عضوا تراوحت أعمارهم بين 16 و28 سنة شكلوا عائلة واحدة وجعلوا من حب العمل الخيري وقودا لنجاحهم ، وأردف محدثنا قائلا ” أن الفايسبوك كان بدايتنا نشاطنا التطوعي وحبنا لذلك كان دافعا لجناح مجموعتنا، عملنا بكل قوة لمساعدة في وجه الله”.
ويبقى شهر الرحمة ككل سنة فرصة لهؤلاء من اجل حشد جهودهم لإغاثة المحتاجين، حيث تمكنت جمعية “اولاد الخير” من جمع وتوزيع ما يقارب 1000 قفة رمضان خلال سنتين فقط ، وعشرات المحافظ واللوازم المدرسية كل سنة، إلى جانب تنظيم حفلات ختان ليلة السابع والعشرين لرمضان كل سنة ،وحملات تحسيسية للتبرع بالدم والأدوية لفائدة مرضى السرطان.

من جهة أخرى لم يخف الشاب محمد الأمين أن أهم العراقيل التي واجهتم منذ بداية نشاطهم كان البحث عن مقر اجتماعي ، والذي قوبل بالرفض من طرف السلطات المحلية رغم الطلبات المتكررة لذلك ، إلى جانب صعوبة في تواصلهم مع شريحة السجناء في إطار حملته الجديدة بتوزيع “مصحف لكل سجين”، ويضيف ذات المتحدث قائلا أن الجمعية ومنذ تأسيسها سنة 2012 لم تتخذ فئة معينة يتم دعمها، وتوسعت خدماتها انطلاقا من العاصمة نحو المسيلة وبسكرة عين الدفلى وتيارت.

شباب يتنافسون لرسم البسمة ورمضان فرصتهم

كما استطاعت “جمعية إسعى للخير” من جهتها رفع التحدي بعد انطلاقها في تجسيد نشاطات متنوعة بالجانب الخيري ، وتقديم ما عجزت عنه السلطات المحلية ببعض بلديات العاصمة من اجل توزيع قفة رمضان تضمنت مواد غذائية أساسية، الى جانب حملات دورية لتنظيف وتشجير لمنطقة سوسطارة ، زيارات المرضى بمختلف مستشفيات العاصمة مع تنظيم حملات التبرع بالدم ، الذي كان بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للدم وإدارة مستشفى مصطفى باشا.
أما بالنسبة لجمعية “غلق ثغرة ” التي تشكلت من قبل شقيقتين وتوسعت لتشمل أصدقاء مشتركين لها ، كانت تبرعاتها في البداية من مالهم الخاص، ثم تكفلت المجموعة المتكونة من فتيات وشباب عبر “الفايسبوك” و”الفايبر” بالتنسيق لوضع خطة عمل والسهر على تنظيم زيارات للمرضى بمختلف مستشفيات العاصمة، وكذا دور العجزة والمسنين خلال الشهر الفضيل لرسم البسمة وخلق أجواء عائلية داخل تلك المراكز.
وفي النهاية، لا يختلف إثنان على أن الفايسبوك لم يصبح فقط موقعا للدردشة والتعارف والتنفيس والترويح، وإنما أيضا فضاء لفعل الخير وتحقيق ما عجز عنه ناشطون كبار في هذا المجال في الواقع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • chbana khorti

    السيد مجبر على التعليق راهو عندك وسواس مع قلة نعاس و الي يحب يدير الخير الدولة ولا انت واش دخلكم طالما لا ضرر ولا ضرار ?!

  • مجبر على التعليق - بعد القارءة

    القانون واضح جمع الدراهم ممنوع لا تشجعون الفوضى التي تلد إلا الفوضى
    فالدولة التي لا تعرف مصدر الدراهم و مصيرها بعد جمعها قد تظر اكثر مما تنفع ............. حذاري هكذا بدأت الامور في التسعينيات
    اللعب على أوتار العاطفة ............ فلتكن الشفافية و في ذلك فليتنافس المتنافسون