-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجهوية.. والخيانة الوطنية!

الشروق أونلاين
  • 2267
  • 0
الجهوية.. والخيانة الوطنية!

إبراهيم قارعلي: ibrahimkarali@ech-chorouk.com

ليس عيبا أن يعترف الرئيس بأنه قد أخطأ حين أقرّ قانون المحروقات بمرسوم رئاسي، وهو القانون الذي كاد يرهن السيادة الوطنية على الثروة البترولية، وبالتالي تفقد الدولة قرارها السياسي بعد ما تكون قد فقدت قرارها الإقتصادي.. ولكن العيب هو أن نصر على الأخطاء التي تتحول إلى خطايا في حق البلاد والعباد.لقد اجتهد الرئيس وأخطأ مثلما قال، ثم تراجع عن مرسوم قانون المحروقات، وهو بذلك يكون قد جعل من الاعتراف بالخطأ ثقافة سياسية، خاصة عندما يكون هذا الذي يعترف بالخطأ مسؤول سياسي كبير بحجم رئيس الجمهورية. فلقد كان الرئيس على درجة كبيرة من الشجاعة السياسية وهو يعترف بالخطأ أمام الشعب.

مثل هذه الشجاعة السياسية لن يستطيع أن يتحلى بها نواب الشعب في البرلمان، فهم الذين رفعوا أيديهم للمصادقة على هذا المرسوم الرئاسي، وكان كل واحد منهم يريد أن يرفع يده أكثر من الآخر أمام عدسات كاميرات التلفزيون. فقد كان بإمكانهم أن يقولوا: لا يا فخامة الرئيس!

والحق يجب أن يقال، إن الرئيس وهو يتهم بعض الوزراء بالجهوية والبعض الآخر من أصحاب الجنسية المزدوجة بالتنكر للوطن، فإنه قبل ذلك كان قد فضح النواب الذين انتخبهم الشعب لتمثيله في البرلمان. فإذا لم تكن عند الرئيس نيّة في بيع ثروات البلاد، فالتهمة تبقى ثابتة في حق النواب الذين راحوا يزينون للرئيس مرسومه الرئاسي.

لم يعد النائب يسأل الوزير تحت القبة البرلمانية إلا عن المشكلات اليومية التي يتخبّط فيها أبناء الدوّار أو العشيرة، وكذلك لم يعد الوزير يتفقد إلا المشاريع التي افتكها من الحكومة لفائدة أبناء مدينته الفاضلة. لا يختلف أصحاب هذه الجهوية عن مزدوجي الجنسية، لأنهم في النهاية لا يخدمون المصلحة الوطنية.

فأي فرق بين الدفاع عن المصالح العشائرية وبين الدفاع عن المصالح الأجنبية، إنها قمّة الخيانة الوطنية سواء كنت تتمتع بالجنسية الأصلية وتقيم داخل البلاد أو كنت تتمتع بالجنسية الأجنبية وتدير شؤون العباد من خارج البلاد.

إن الرئيس وهو يوقّع قانون المالية الذي يقوم على أساس البترول الذي كاد يعود للشركات المتعدّدة الجنسيات بعد تحرير البلاد وتأميم المحروقات، يكون قد أطلق النار مرة أخرى على الوزراء الكذابين والجهويين وذوي الجنسيات المتعدّدة.

لكن ما يأمله المواطن أن لا تكون هذه النيران الصديقة مجرّد بارود أعراس.. بل يجب أن تكون هذه الطلقات النارية ذخيرة حيّة تصيب أعداء الوحدة الوطنية من ذوي النعرات الجهوية ومتعددي الجنسية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!