-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحاجة إلى مناظرات بين “الخمسة”

حسان زهار
  • 1139
  • 11
الحاجة إلى مناظرات بين “الخمسة”
ح.م

بينما تدخل انتخابات 12/12 مرحلة الحسم، يظل معظم الشعب الجزائري تائها، بين الرفض والمشاركة، لأسباب كثيرة ومتعددة.

الرافضون للانتخابات تائهون في كيفية إيجاد بديل موضوعي عن الانتخابات، وتائهون في كيفية “تعطيل” هذه الانتخابات.

أما المؤيدون لهذه الانتخابات، الذين قرروا المشاركة فيها، فتائهون أيضا في اختيار المرشح الجيد بين “الخمسة”، تائهون في كيفية حل معادلة انتخاب “الأفضل”، طالما أن الاختيارات محدودة، والفوارق بين البرامج والتوجهات تكاد تكون منعدمة.

وإذا ما تجاوزنا حالة الضياع والتيهان للرافضين الذين تناولناه كثيرا من قبل، فإن حالة الضياع التي يعاني منها أنصار الانتخابات، ليست أقل حدة، خاصة فيما يتعلق بمعرفة مشاريع وبرامج المرشحين، ومحددات إيجاد “الفروق الجوهرية” بينهم، في ظل استمرار الظهور الاعلامي الفردي، والحوارات الاعلامية المنفصلة، الشبيهة بالمونولوغ، حيث تغيب الفكرة والفكرة المضادة لها.

ولذلك وجب التنويه الى أهمية إقامة مناظرات تلفزيونية، يشاهدها الشعب كله، بين المترشحين الخمسة، وأن تكون تلك المناظرات مباشرة، ويديرها اعلاميون مخضرمون غير منحازين لجهة ضد جهة، حتى يمكن للناخب المؤمن بجدوى الانتخابات كحل للأزمة، أن يشكل قناعة “انتخابية”، تمنعه يوم الانتخابات أن يضع ورقة بيضاء في الصندوق.

هذا أمر بالغ الحيوية، لإضفاء مزيد من المصداقية والشفافية على انتخابات تواجه اليوم معضلة التشكيك من جهات وأطراف كثيرة، واتهامات بالتزوير المسبق، لا بد من مواجهتها بأقصى أنواع الشفافية، ليس داخل الصندوق فقط، وإنما أثناء الحملة الانتخابية، وعمليات الترويج الإعلامي أيضا.

لقد نظمنا في الجزائر، الكثير من المواعيد الانتخابية الرئاسية، من رئاسيات 1995 إلى غاية رئاسيات 2014، ولم نشهد خلال كل تلك المواعيد، مناظرة واحدة وضعت “مرشح السلطة” على قدم المساواة مع مرشحين آخرين، فقد كان ذلك يعد “عيبا”، ويمس بكرامة مترشح فائز مسبقا، عينته “العلبة السوداء” وانتهى الأمر.

خمس محطات رئاسية سابقة، مضت كلها دون الحاجة إلى معرفة برامج المترشحين، فقد كان الشعب مجرد تفصيل في العملية الانتخابية، يتم استدعاءه فقط بعد اختيار الرئيس من أصحاب القرار، ليقوم بالتوقيع على المهزلة.

التزوير قبل ان يكون في الصناديق، كان في رفض طرح المشاريع والبرامج على الشعب، كان في التدليس على الناخب ببرامج وهمية، بدليل أن “برنامج فخامته”، الذي اعتبر طوال أربع عهدات كاملة بمثابة قرآن مقدس، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تبين أنه برنامج فارغ، لم يقرأه أحد، بمن فيهم من كانوا يطبلون له طوال عشرين سنة.

التزوير كان عبر رفض فكرة المناظرات من أصله، حتى أنه تم تصوير الأمر على أنه تقليد “وثني” لا ينبغي لأبناء “الملة” أن يقعوا في محظور مثله.

الآن يجب لمن يترشح لمنصب الرئاسة أن يقنع الشعب ببرنامجه وأفكاره، بكلامه وطريقة حديثه، بتحليله للأمور وكيفية الخروج من الأزمات المتعددة التي تواجه البلاد، ولن يتأتى معرفة ذلك إلا عبر المناظرات التلفزيونية، التي تكشف وزن كل مترشح، في مواجهة المنافسين الآخرين.

نقول هذا ليس لكي نعزي أنفسنا، في ضياع حلم امتلاك مرشح في مستوى “قيس سعيّد” التونسي، الذي هزم منافسه في مناظرة تلفزيونية كبيرة، وكانت سببا في اكتساحه نتائج الانتخابات، وإنما لنكرس تقاليد جديدة قد تساعدنا في أن نخطو الخطوات الأولى في عالم الديمقراطية الذي حرمنا منه زمنا طويلا.

لنترك الشعب يختار رئيسه على بصيرة، وأولى خطوات المعرفة تلك، حقه في أن يكتشف الوجه الحقيقي للمرشحين، بلا محسنات بديعية ولا ما كياج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • أ.د/ غضبان مبروك

    المناظرات شيئ جميل وتقليد جيج والأجمل منه من يدير هذه المناظرات وكيف تدار وحول ماذا؟ على الطاقم المكلف بادارة المناظرات أن يكون حرا من كل قيد وحياديا بدرجة عالية ومتكونا تكوينا سليما وقويا وعميقا وليس تكوين سطحي ولا يكون ديناغوجيا بل واقعي وذو حس وطني عالي. هل هذه الشروط الموضوعية متوفرة أم لا؟ بعد ذلك نأتي الى برامج المترشحين ومدى جديتها. هل للمترشحين حقا برامج خاصة بهم وليست مستنسخة كما تستنسخ أعمال الكثير من الطلبة والأساتذة حاشا البعض؟
    على العموم يجب تشجيع مثل هذه المبادرات حتى ولو كانت ناقصة لأنها ستطور.

  • Hassenblida

    والله كلامك منطقي و حق.ولكن للاسف لن يحدث ذلك و لمن تحكي زابورك يا داوود

  • جزائري حر

    خلاصت على اللحاسين لن تكون هناك إنتخابات.

  • HOCINE HECHAICHI

    نداء إلى المترشحين 5
    كفانا خطابات رنانة وشعارات جوفاء وكلمات معسولة ووعود كاذبة .
    برامجكم يجب أن تقدم حلا مستعجلا وجذريا لتخلف الجزائر المزمن، بل التي على وشك الانهيار .
    الحل هو الدخول فورا في اقتصاد الحرب الذي أساسه الشعب العامل والمتفاني وليس الشعب الخامل و المسعف الذي شعاره ( ragda wa t’manger ) والتقشف austérité و الاستكفاء autarcie وتنظيم النسل والتشجير المكثف وغيرها من الإجراءات الصارمة .

    فمن منكم سيدخل التاريخ بمصارحته للجزائريين بهذه الحقيقة .

  • صالح بوقدير

    ليس الامركما تدعي فهم مكملون وليسوا مبتدئين

  • محمد البجاوي

    بل قل الحاجة إلى مهاترات بينهم .

  • أمين أمين

    منظارات .....ها ها ها ها ها ..........هم يضحك وهم يبكي

  • malek aourassi

    ايعقل انه بعد هذه الانتفاضة المباركة ان ينتهي بنا الامر الى الاختيار بين ابناء النظام الفاسد الذي نهضنا من اجل تغييره,على الشعب مواصلة طريقه نحو تاسيس دولة الحق و العدل وعدم الانسياق وراء الاصوات التي تحاول حرفه عن اهدافه.

  • Ahmed

    لسنا مجبرين ان نقلد تونس ونسختها الممسوخة للنموذج الاورو امريكي. الفيلسوف الروسي alexandre douguine و طرحه يبين ذلك la quatrième théorie politique

  • alilao

    المناظرات تجرى عادة بين مرشحين يمثلون توجهات اديولوجية مختلفة ولهم برامج واضحة. أما الأرانب الخمسة فهم من اتجاه واحد هو الافلانو-اراندي ولا برامج الا برنامج فخامته الذي دافعوا عنه سرا وعلانية منذ 20 سنة.

  • مالك الاوراسي

    ايعقل انه بعد هذه الانتفاضة المباركة ان ينتهي بنا الامر الاختيار بين ابناء النظام الفاسد الذي نهضنا من اجل تغييره, على الشعب مواصلة طريقه نحو تاسيس دولة الحق و العدل وعدم الانسياق وراء الاصوات التى تحاول تحريف اهدافه .