-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحرمان المضمر أقسى وأخطر!

جواهر الشروق
  • 7035
  • 0
الحرمان المضمر أقسى وأخطر!
ح.م

إن أقسى ما يمكن أن يتعرض له بشر في الوجود، هو حرمانه من مشاعر الحب والحنان وغياب من يدعمه بالإهتمام والمشاركة في حياته، وما يزيد الأمر سوءا وتعقيدا، أن هذه الأساسيات تفتقد إلى ما يجعلها حقوقا موثقة مرسمة، يعاقب القانون المقصر في منحها لمن لهم حق عليه؛ لأنها تتعلق بجوهر الإنسان وشخصيته وأخلاقه.

وقد أخذت ظاهرة حرمان المرأة من حقوقها المادية، حظا وافرا من المعالجة المدعومة بالإحصائيات، والمعقبة بالحلول الردعية والتربوية، لكن الحرمان المضمر المتمثل في الجفاء على المرأة وتظميتها شعوريا، لم يحظ بالإهتمام المستحق رغم كونه لا يقل خطورة عن سابقه، بل يفوقه لكونه المفرخة الأولى لكل أشكال القسوة، فهو ذلك الناسك الفاتك المرخص له باسم الأعراف المدججة بالنزعات البشرية المختلفة، لا صوت لضرباته، لكنه يدمي القلوب يوما بعد يوم إلى أن تتحجر وتتصحر، ويتمرد أصحابها على قيم وضوابط مجتمعاتهم .

ولأن المرأة أحوج لمشاعر الإحتواء من الرجل، فهي الأكثر تأثرا وتأثيرا إن تعرضت إلى هذا النوع من الحرمان، الممارس بشكل نمطي في الكثير من أسر مجتمعنا، إذ تجد أنها وفي جميع مراحل حياتها لا تستطيع المطالبة بحقها في نيل الحب والحنان، وتقدير مشاعرها من والدها أو أخيها أو زوجها أو حتى ابنها، كما تملك حق مطالبتهم بالإنفاق عليها وقضاء حاجياتها الملموسة، وإن حدث وطالبت بذلك؛ ينظر إليها بعين الاستغراب والاستنكار وربما بتهكم.

وسبب استهجان هذا الحق لا يكون دائما واضحا مباشرا؛ إنما في غالب الأحيان يكون بسبب العلاقات السطحية بين أفراد العائلة الواحدة، غياب ثقافة التعبير عن المشاعر، غياب عنصر الحوار، والخلط بين الحياء المحمود والخجل المنبوذ، وهي ركام من مخلفات الأعراف المنافية صراحة للدين الإسلامي.. فمن النادر أن تجد في مجتمعنا أخا يضم أخته الكبيرة، و يقبلها ويعبر عن حبه لها حتى لو كان يحبها، وقلما تجد رجلا يفعل كذلك مع ابنته أو مع أمه أو حتى زوجته، وهذا الكلام يقودني إلى استحضار نتائج لسبر آراء أعلنت عنها الإذاعة الوطنية قبل سنوات قليلة، حيث سئلت فيه عينة من الرجال عن مدى حبهم لزوجاتهم، فعبر أغلبهم وبنسبة حوالي سبعين في المئة؛ عن جهلهم إن كانوا يحبون زوجاتهم أو يكرهونهن، فيما أفصح آخرون عن كرههم لهن، وجاءت نسبة الرجال الذين عبروا بكل أريحية عن حبهم لزوجاتهم محتشمة جدا!

فالحب حتى لو كان موجودا بين أفراد العائلة، وكانت أفعالهم تعبر عنه، لكن غياب ثقافة التعبير الجهري عنه هو ما يجعل تقدير تلك الأفعال وربطها به يتقلص بمرور الزمن، وتصبح ترى على أنها واجبات روتينية لا تؤدي الغرض، ومن هنا تبدأ حاجة المرأة في ملء شغورها العاطفي تخلق لها المشاكل، فإما تجدها تتمرد على قيم المجتمع، وتقفز خارج أسوار المباح للبحث عما يروي ضمأها العاطفي، مهزومة الرشد، متجاهلة لقسوة المصير إذا ما وقعت بين براثن الذئاب البشرية المتربصة بأمثالها، إما تجفو وتفقد بدورها القدرة على احتواء غيرها، وترجمة مشاعرها الطيبة اتجاههم، وينعكس ذلك في معاملاتها حتى مع أقرب الناس إليها وهم أبناؤها.

ولأجل كل ما تقدم ذكره لا بد للرجل في مجتمعنا، سواء كان أبا أو أخا أو زوجا؛ من تطوير ثقافة تقدير حق المرأة العاطفي، و عدم اعتباره قاعدة سرية مغلقة في دواخلها، ينظر إليها بعين التهكم إن هي كشفت عنها، ولهم في رسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد كان لطيف المعشر، سابغ العطف، لين العريكة، لا يتردد ولا يفتر، ولا يفوت فرصة التعبير عن حبه لزوجاته وبناته وأمهاته بالأفعال، يعززها برقائق الكلام، ولطائف الحركات، و جميل التواضع دون عقدة أو جلافة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • مجنون ليلى

    ...تابع
    المسلم غير قادر على أن يظهر حبه وعاطفته كأن يحضن ويقبّل أخته او ابنته أو أمه أو وحتى زوجته وإن فعل فلا يتعدى ذلك مرة في السنة أوفي مناسبة خاصة ويكون بوضع خده بقرب خد أخته أو غيرها وابعاد وجهه في سرعة فائقة وكان قبّل أفعى. لأن الاسلام لايحث على الحب والحياة والحنان وحضن الانثى بالعكس يعتبرهما من المحرمات ومن نواقض الوضوء!!

  • مجنون ليلى

    "..ولهم في رسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد كان لطيف المعشر، سابغ العطف، لين العريكة، لا يتردد ولا يفتر، ولا يفوت فرصة التعبير عن حبه لزوجاته وبناته وأمهاته بالأفعال، يعززها برقائق الكلام، ولطائف الحركات.."
    هذا تعليق عام اعطينا أمثلة وأحاديث صحيحة في هذا المجال. أنا قرأت كلا الصحيحين ولم أجد فيهما ماتقولين من هذه المبالغة. هل كان الرسول يقبّل نساءه عند مغادرة بيته في الصباح ويقبلهن عند دخوله بيته في المساء كل يوم مثل مايفعل الزوج الاوربي اليوم. كفاك هراءًا ومبالغة ...يتبع..

  • بدون اسم

    الى رقم 17 اخي اقتراح جميل منك وبارك الله فيك وفي زوجك لكن انصحك بأن لا تحرمها وكن عطوفا عليها اذا عددت فنحن نعرف نماذج لنساء عدد عنهم ازواجهم فوقعوا في الحرام والعياذ بالله وهي نماذج نتصادف بها بكثرة خاصة الخيانة الافتراضية اصبحت بعض المتزوجات المحتاجات الى عطف ازواجهن تبحثن عنه من خلف الشاشات اللهم استرنا من هذا الزمن وطوع لي زوجي وادم المودة بيننا يا رب

  • نسيم الأسمر

    للاسف عوانس الجزائر هم اكثر من يعانون من الحرمان العاطفي يجب ان نعود الى الاسلام و الى التعدد لكي تتزوج كل البنات و لكي نقضي على هذا المشكل الكبير و العويص انا اقترحت الموضوع على زوجتي و

  • بدون اسم

    كما ان تلك المرأة ايضا اكرمكم الله وسامحها الله من جهة متسخة وتقضي معظم اوقاتها في النت تمارس مراهقاتها مع الشباب الذين هم في مثل سن ابنائها وتترك بيتها متسخا وعندما علم بأمرها كل من يعرفها اصبحوا ينبذونها ويتحدثون عنها في غيابها ويتهكمون منها بسبب تصرفاتها كل هذا بسبب الحرمان المضمر

  • بدون اسم

    معك حق يا رقم 14 اعرف واحدة مسكينة والداها رفضا تعليمها رغم ان نساء جيلها كلهن متعلمات فعندما كبرت وتزوجت تزوج عليها زوجها ورمى بها لانه وجدها جاهلة وليست متعلمة ولا تجيد الحديث ولا التصرفات لذلك طلقها وتزوج عليها فاصبحت حاقدة جدا على الجميع واصبحت تخون زوجها وتضع نفسها في مكان المراهقات رغم انها بلغت من العمر عتيا واقترح عليها جيرانها نقلها الى مستشفى المجانين لكن اهلها رفضوا ذلك هذا كله حصل لها بسبب الحرمان الذي طالها من زوجها هداه الله

  • لحظة حب

    اعرف اخت ماتت اختها بالسرطان و هي تريد ان تتزوج زوج اختها و هو استاذ فرنسية لكن اولاد اختها رفضوا و خصوصا رحاب
    فكشرت خالتهم انيابها و هي الان في حرب معهم من اجل الظفر بابيهم مسكينة تعاني من عقد كثيرة فهي ليست جميلة و بشعة جدا و منبوذة من الجميع بسبب قبح لسانها و أخلاقها السيئة و غيرتها الشديدة من المتزوجات و ليس لها عمل سوى القصف و التجريح لتخرج ذلك الحقد الدفين من داخلها فهي تحاول ان تتزوج و باي طريقة مسكينة تعاني من حرمان عاطفي و كبت خطير ربما سيصيبها بشلل

  • le kabyle

    صدقتي ياواقعية 12 فاول من يعتبر التعبير عن المشاعر والعواطف ضعفا هي الزوجة بذاتها اليس كذلك يا رقم 10-يجب ان نعترف بان اصحاب الضحكة الصفرة هم من يقتولون المشاعراوالعواطف فهم يعتقدون بانهم يستغلونها في تحقيق المصالح المادية ولكن لا يدريكون بانهم يدمرون كل شئ-فالنفاق في هذا الزمان كثير ولكنه لا يدوم.SI L'amour n'est réciproque c une souffrance - افهمتا يا خو العزيز??

  • واقعية

    نحن في مجتمع يعتبر الرجل الذي يعبر عن مشاعره و عواطفه حتى لزوجته ضعفا و قلة رجولة و العجب العجاب ينشدون كل ذلك بالحرام و يشكون الحلال ... الله غالب علينا ان نتعود و فقط

  • توفيق

    أي بنية :
    إن الوصية لو تركت لفضل ادب تركت لذلك منك ولنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل
    ولو ان امرأة استغنت عن الزوج لغنى ابويها وشدة حاجتهما اليها كنت اغنى الناس عنه
    ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال.
    أي بنية
    انك فارقت الجو الذي منه خرجت
    وخلفت العش الذي فيه درجت الى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه
    فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا ، فكوني له امة يكن لك عبدا وشيكا
    الوصايا العشر
    أي بنية : احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا
    1 الصحبة بالقناعة
    2- المعاشرة بحسن السمع .. الوصايا 10 لام

  • بدون اسم

    كي نقولها عمري نموت عليك تقولي لكان بصح تبغيني شريلي مسبعات قدام العديان ياودي خطونا يرحم والدكم

  • مراد

    ....ثم هناك نقطة محورية في هذا الامر، ألا وهي علاقتنا بالله عز و جل، فقد كان السلف رضوان الله عليهم إذا وجدو جفاءا في أهلهم و زوجاتهم يردّون ذلك لأثر معصية ربما ارتكبوها فيكثرون الاستغفار لان قلوب البشر بيد الله سبحانه يقلبها كيفما يشاء
    ، نسأل الله أن يرزقنا حبه و حب من يحبه.

  • مراد

    أقسى ما يمكن أن يتعرض له الإنسان في وجوده هو أن يُبتلى بالجوع و بالخوف و ما أدراك ما الخوف على الحياة
    اما موضوع الصفحة فيتحدث على ما يصنف في خانة الأذى، و فعلا نتاذى من جفاء الحبيب و القريب لكن ربما يكون المشكل فينا لأننا نريد الأخذ فقط من دون العطاء، يجب على المرء أن يكون ذو قلب معطاء لا يحرم من هو بحاجة لحبه و اهتمامه حتى لا يجد ذلك مع غيره لان ذلك أنانية صرفة....

  • الونشريسي

    قال سيدي للمجدوب. مافي الشتاء ريح دافي ولافي النساء عهد وافي.
    العليبة تحوس البلدان والعورة تخيط الكتان.والطرشة اتجيب الكلام فين كان

  • الونشريسي

    وانت كيف تنظرين الآن للمجتمع الشبابي؟هل هوهو اما هناك تحول؟

  • تعليق 1

    بالعكس موجودة لكن المشاعر لما تكون فياضة تؤثر سلبا مجرد يغيب الشخص المانح للعطف تشعر وكأن الدنيا إسودت الموت لما يغيب لك شخص كان يمنحك عطفا مميزا والله إحساس لا يعرفه إلا من أصيب مثلك مرة على مرة أذهب اليه وهو يتفرج وأطلب منه الحضن وأجلس مثل الاطفال عنده وكان الشىء الذي لم أناله في حياتي وهو العكس هوالامر الذي نهلت منه كثير الى درجة إنعكس علي جميل أن يحس الفرد بالعطف والحنان لكن قد يزيد ويكون مفرط يرجع بالسلب لكن أفضله على الحرمان كليا هي عواطف الحب من تحرك أعضاءك لظم الحبيب وكيف لما يفقد من يحر

  • بدون اسم

    من صور الحرمان العاطفي التي تعاني منه المرأة هو أنه عندما يقرر الزوج التعدد يضرب عرض الحائط مشاعر زوجته الأولى فيحضر لها ضرة و اثنين و ثلاثة و أربع ضرات، غير عابئ بمشاعر زوجاته لكأنهن دمى للمتعة أو الات للتفريخ...أنانيته المتضخمة لا تجعل محور اهتماماته لا تنصب سوى على ما يلبي نداء شهواته المسترة...وعند أي اعتراض يخرج عليك بما يبرر شبقيته شرعيا...حتى صار الغرب يعايرون العرب بأنهم كائنات شبقية لا تهتم الا بالغرائز الحيوانية..ز

  • بدون اسم

    موضوع مميز فعلا و قلما تطرقت اليه الأقلام...
    تحية تقديرو احترام اليك انستي و دام قلمك في خدمة القيم الانسانية و حقوق المرأة..

  • بدون اسم

    مقال هادف ورائع بارك الله في أناملك أختي أماني . ..

  • بدون اسم

    فمن النادر أن تجد في مجتمعنا أخا يضم أخته الكبيرة، و يقبلها ويعبر عن حبه لها حتى لو كان يحبها، وقلما تجد رجلا يفعل كذلك مع ابنته أو مع أمه أو حتى زوجته

    تبا لنا والله غير عيب علينا..صراحة اتمنى فعل ذلك من كل قلبي و احلم به لكن نوع من الخجل يمنعني او يقف في طريقي

    ردا على مقالك اقول السبب تتحمله المراة ايضا لانها لا تتم الا بالمادة و كل مطالبها مادية فهي تريد العمل تريد الخروج تريد المصروف و تريد المهيبة و تريد المهر و تريد و تريد و تريد...لكنها لا تطالب و لا تريد اهتمام و لا احتضان و لا حب