-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحرّاقة مقابل الفيزا!

جمال لعلامي
  • 849
  • 0
الحرّاقة مقابل الفيزا!

للأسف، حكاية “الحرّاقة” أصبحت مرادفة لقصة “الفيزا”، فمع استمرار ركوب مهاجرين من الشباب والنساء والأطفال لقوارب الموت، يحضّر الاتحاد الأوروبي لمراجعة “دفتر شروط” توزيع التأشيرات على البلدان المعنية بالهجرة.. وصدّقوا أو لا تصدّقوا أن هذا الاتحاد يخيّر 17 دولة، من بينها الجزائر، بين استقبال “حرّاقتها”، أو تقليص “كوطة” تأشيرات “شنغن” !
هذا الإجراء في حال تطبيقه، والموافقة عليه، فإنه يعني في ما يعنيه، أن بلدان فضاء “شنغن”، سيحصي عدد “حراقة” كلّ بلد، ثم يقوم بعملية حسابية يطرح فيها عددهم الإجمالي من حصة التأشيرات الممنوحة، وفي هذه الحالة، فإن هؤلاء المهاجرين السرّيين، سيعتبرون إذا مسافرين دخلوا البلد الأوروبي بتأشيرة “الحرقة” التي ستكون موازية لتأشيرة القنصلية !
لقد تحوّل ملف “الفيزا”، إلى وسيلة ضغط وابتزاز وليّ ذراع وتشهير، وسلاح لجني ثمار من البلد الذي “يهرب” بعض أبنائه اليائسين من “الدود” إلى أحضان “الحوت”، ولعلّ بيانات ودراسات واجتماعات بلدان “شنغن”، بصفة دورية ومنتظمة، وبطريقة استعراضية في كثير من الأحيان، تعطي الانطباع بأن ملف “الحرّاقة” أصبح مرادفا وموازيا لملف “الفيزا” !
يعتقد بعض الأوروبيين أن دخول مهاجرين إلى ترابهم من دون تأشيرة رسمية وقانونية، هو نتيجة حتمية لحرمانهم من “الفيزا” عبر السفارات والقنصليات، ولذلك يُريدون الآن تمكينهم من هذه التأشيرة بأثر رجعي ولو بالكلام فقط، حتى يتمّ حذفها من الحصّة الإجمالية من التأشيرات الممنوحة للراغبين في السفر و”الهرب” والهجرة عبر البلدان “المصدّرة” للشباب والكفاءات !
لقد تحوّل “الحرّاقة” إلى استثمار يدرّ أرباحا على البلدان المستقبلة، فأغلب هؤلاء يشتغلون في حال- نجوا من توقيفات البوليس- في الحقول والأشغال الشاقة، ويبيتون تحت الجسور و”الكارتون”، وحتى عمليات الزواج التي كانت تتمّ بالنسبة إلى البعض بهدف الحصول عل وثائق وتقنين الإقامة وتجنّب الطرد، أصبحت عديمة الجدوى لأن الأوروبيات “فاقت” !
من اللائق أن يتمّ الفصل بين “الحرّاقة” و”الفيزا”، لأنهما ليسا وجهين لعملة واحدة، وإن كانت كلّ الطرق والسموات والبحار تؤدي إلى أوروبا، إلاّ أن من يدخلها بتأشيرة ليس كمن يدخلها متسللا، على الأقلّ النوع الأوّل يحافظ عن جزء أو نسبة من كرامته، أمّا النوع الثاني فسينطبق عليه المثل القائل: “اهرب من الحبس طاح في بابو”، وهذا إن كان الأمر يتعلق بالحبس فعلا!
في الواقع، صدق من يعتقد أنه لا فرق تقريبا بين “حراق” تطارده الشرطة وخفر السواحل بدولة أوروبية، ومتزاحم في طابور “تي آل آس كونتاكت” من أجل الظفر بتأشيرة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!