“الحزب الراتب”.. عادة متأصلة بمساجد تموشنت

يحصر الكثير من حفظة القرآن بتموشنت، على قراءة الحزب الراتب وهو عبارة عن قراءة جماعية لكتاب الله، في المساجد أو المدارس القرآنية المنتشرة بولاية عين تموشنت، وخصصت لها أوقات معلومة، تكون بعد صلاة الصبح أو بعد صلاة العصر لأجل التبرك بتلاوة القرآن العظيم.
وفي حديثنا مع السيد بن عمران، أحد الطلبة بمدرسة قرآنية ببلدية حمام بوحجر، في عين تموشنت، قال إن الحرص على القراءة الجماعية بالمساجد، يحقق غاية تثبيته في صدور الطلبة، أو كما يحلو للشيخ بن عمران تسميتهم بـ “القناديز” وهو مصطلح يطلق على حفظة القرآن، كما أنه يساعد المقبلين على قراءة القرآن الكريم، على المواظبة ومواكبة حلقة الحزب بما يحفظ لهم قراءة سليمة، حيث تكون القراءة الجماعية اليومية لجزأين من القرآن الكريم بنغمة واحدة، في أوقات معينة، قد تكون بعد صلاة الصبح أو بعد صلاة المغرب، أو قبيل صعود الإمام الخطيب إلى المنبر من يوم الجمعة، وفي رمضان بعد صلاة العصر، فيما يتم ختم القرآن الكريم كل شهر بهذه الطريقة.
وأضاف ذات المتحدث، أن هذه القراءة كان لها دور كبير في الحفاظ على الإرث الجزائري، خاصة في المنطقة الغربية من الوطن، زمن المستدمر الفرنسي، ففي ظل سياسات التجهيل والتنصير، باتت حلقات القراءة الجماعية وسيلة للاستذكار والتعلم، ولدفاع الشعب الجزائري عن ثقافته التي حاول المحتل الفرنسي تجريده منها بشتى الطرق، حيث كان المشايخ في القرى يكافحون مع صعوبة الوضع الاقتصادي، من أجل عدم الوقوع في هيمنة الثقافة الفرنسية، وحافظت الزوايا خلال العهد الاستعماري على الهوية الوطنية من خلال مواجهتها للعدو الأجنبي، وقد أبانت حلقات القراءة الجماعية للقرآن عن فضلها في دعم المقاومات الشعبية.
وبحسب ذات المتحدث، أن هذه القراءة مستمدة من جيل الصحابة، ولم يتم ابتداعها، وهذا لتشجع جميع فئات المجتمع، وخاصة الناشئة والشباب على الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، واستثمار طاقاتهم ومواهبهم، والعمل على توجيههم لما يعود عليهم بالنفع، وعلى المجتمع بالخير العظيم.