-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تستعد لرفع ميزانيات القطاعات "الاجتماعية" في قانون المالية

الحكومة “تشتري” السلم الاجتماعي بـ75 مليار دولار في 2019!

إيمان عويمر
  • 16789
  • 15
الحكومة “تشتري” السلم الاجتماعي بـ75 مليار دولار في 2019!
ح.م
قصر الحكومة

تحضر الحكومة عبر المشروع التمهيدي لقانون المالية لسنة 2019، لرفع ميزانيات التسيير في القطاعات الاجتماعية التي عادة ما تشهد “احتجاجات” ومطالب عمالية بحكم ارتباطها المباشر بالمواطنين، ويتعلق الأمر بالتربية الوطنية، الصحة، التعليم العالي، الداخلية، العمل والتجارة، في حين تحفظت الحكومة في الكشف عن الغلاف المالي المرصود لوزارة الدفاع الوطني.
شرعت وزارة المالية في التحضير المبكر للمشروع التمهيدي لقانون المالية للسنة المقبلة، وأرسل عبد الرحمان راوية، المذكرة التوجيهية الحاملة للرقم 427، إلى الآمرين بالصرف، تحوز “الشروق” نسخة منها، تدعوهم من خلالها إلى ضرورة إعداد ميزانية جميع المؤسسات والقطاعات العمومية حسب الأولوية والأهداف في جميع المجالات، واحتسابها بأول دينار. وقدرت الحكومة ميزانية الدولة لسنة 2019، بـ7.561,78 مليار دينار، أي ما يعادل 75 مليار دولار، لتغطية نفقات التسيير والتجهيز.
وافتك قطاع التربية الوطنية، أكبر ميزانية قطاعية في نفقات التسيير، بغلاف مالي قدر بـ709.55 مليار دينار، وهي نفس الميزانية المرصودة للقطاع في قانون مالية 2018، للحفاظ على استقرار القطاع الذي يشهد احتجاجات في كل مرة بسبب المطالب التي يرفعها الأساتذة والعمال من مختلف الرتب.
واللافت في ملحق توزيع النفقات على القطاعات الوزارية، التي تضمنتها المذكرة التوجيهية، تلك الميزانية المرصودة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، حيث شهدت زيادة ملحوظة في ميزانيتها وقُدرت بـ 472.412 مليار دينار مقارنة بـميزانية 2018 التي بلغت 57ر425 مليار دينار.
ويفسر الخبير الاقتصادي، كمال رزيق، الزيادة في ميزانية الداخلية، بالموعد الانتخابي المنتظر المتعلق برئاسيات 2019 الذي يتطلب غلافا ماليا لتغطية كل المصاريف اللوجيستية للاستحقاق الانتخابي القادم، ابتداء من طبع أوراق التصويت وتجهيز مراكز الانتخابات أو الاقتراع، وتغطية مصاريف المكلفين بالمكاتب وعملية المراقبة، وكل الأمور التنظيمية الأخرى لهذا الموعد الانتخابي.
وقال رزيق في تصريح لـ”الشروق” إن وزارة الداخلية تغطي 1541 بلدية وهي بحاجة إلى توفير الأمن الجواري وتغطية نفقات عمالها وبالتالي تبقى مجبرة على فتح مناصب عمل جديدة، بالإضافة إلى تحضيرها برنامج التقسيم الإداري الجديد في ولايات الهضاب العليا في سنة 2019، ليضاف إلى التقسيم بالجنوب الذي تم بموجبه استحداث 10 ولايات منتدبة.
وجاءت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في المرتبة الثالثة ورُصدت لها ميزانية 398.045 مليار دينار أي بزيادة طفيفة مقارنة بالسنة الجارية التي رصدت لها غلافا ماليا يقدر 392.16 مليار دينار، وفي تفسيره لهذا الارتفاع يقول كمال رزيق: “الحكومة اتخذت قرارا برفع التجميد عن المشاريع في قطاعات التربية والصحة، والأكيد أن هذه الهياكل سيتم استلامها في غضون السنة المقبلة وهي بحاجة إلى نفقات جديدة”.
وحافظ قطاع التعليم العالي على نفس ميزانية السنة الجارية لتستقر عند حدود 313.336 مليار دينار بينما حلت وزارة المجاهدين في المرتبة الخامسة باعتماد مالي قدره 225 مليار دينار، متبوعة بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري 216 مليار دينار.
بالمقابل، قدرت نفقات تسيير وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي 154 مليار دينار، في حين افتكت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة 67 مليار دينار، والمالية أزيد من 88 مليار دينار، ووزارة السكن بغلاف مالي قدره 19 مليار دينار، أما وزارة الطاقة فاستفادت من ميزانية إجمالية تفوق قيمتها 41 مليار دينار، في حين تم تخصص 3.175 مليار دينار لوزارة السياحة والصناعات التقليدية. أما مصالح رئاسة الجمهورية 7,859 مليار دينار، ومصالح الوزارة الأولى 4.458 مليار دينار.
سياسة ترشيد النفقات تستمر لسنة أخرى
وتشير المذكرة التوجيهية في الشق المتعلق بنفقات التجهيز، إلى حصد قطاع المالية ميزانية بقيمة 419.602 مليار دينار، بينما قدرت نفقات التجهيز لقطاع السكن والعمران والمدينة بـ 408.186 مليار دينار، وبلغت نفقات قطاع النقل والأشغال العمومية، 273 .520 مليار دينار، ليليه قطاع الموارد المائية والبيئة بميزانية تقدر بـ142.650 مليار دينار، فيما قدرت نفقات قطاع وزارة الداخلية 142 مليار والتربية الوطنية بـ58 مليار دينار.
وشددت نفس المذكرة على ضرورة التحلي بالصرامة في إعداد الميزانيات القطاعية، من دون المساس بنفقات المستخدمين، التحويلات الاجتماعية لفائدة العائلات، مشاريع الاستثمار ذات الأولية، وكذا تلك النفقات المرصودة للمحافظة على مصالح الدولة والخدمة العمومية، وتسيير المصالح والهيئات الإدارية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • علي

    لغلاف المالي المرصود لوزارة الدفاع الوطني في جميع الدول العربية ضخم و لايعلمه اي كان

  • Hamza cherifi

    العالم كله مجمع على سقوط الدولار في الثلاثة سنوات
    القادمة وبالتالي انهيار اسعار النفط والغاز ومنه نستنتج أن الجزائر مقبلة على سنوات عجاف الله يستر

  • كاره

    يعني الحكومة مصممة على تضييع 1500 مليار$ اخرى ونجاح الاقتصادي لا يقاس بكثرة التشييد السكنات بل لتحرير السوق والاقتصاد من الهيمنة المافيا والعصابات التي استحوذت على الاسواق وخاصة السيارات، هذا الترقيع التي تتبناه الحكومة وفي زعمها لشراء الذمم خلتنا في مؤخرة الامم والكوارث والفوضى، وهم يرونها خير من فرنسا وروسيا وسويد، وشعب تلهوه في ازمة الكيس حليب وهو راضي طبعا، نحن نستهلوا

  • badr

    السلام عليكم بإختصار رفع الميزانيات شيء إجابي لو يكون هناك لجان المراقبة و المحاسبة لكن بطريقة الحالية الجميع يعلم و من جهة أخرى الجبهة الإجتماعية لا تنتظر الزيادة في المزانيات قدر ما تلح على الزيادة في الأجور التي أصبحت لا تتماشى و الواقع المعيشي لما البطرول يهبط يتحملها المواطن و لما يطلع تسفاذ منه الدولة و الحاشية و السلام

  • badr

    السلام عليكم بإختصار رفع الميزانيات شيء إجابي لو يكون هناك لجان المراقبة و المحاسبة لكن بطريقة الحالية الجميع يعلم و من جهة أخرى الجبهة الإجتماعية لا تنتظر الزيادة في المزانيات قدر ما تلح على الزيادة في الأجور التي أصبحت لا تتماشى و الواقع المعيشي و السلام

  • makhlouf brarhi

    ولماذا وزارة المجاهدين و لماذا تصرون على نهب اموال الشعب.

  • فريد.ب

    ربي ايجيب الخير

  • عبد العزيز

    ميزانية وزارة المجاهدين أكبر من ميزانية الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري حلل وناقش

  • fouad

    مليار دينار تخصص لوزارة التربية و تصرف على أكثر من 500 ألف أستاذ و موظف في التعليم و حوالي 9 ملايين تلميذ - في حين يتم تخصيص 300 أو 400 مليار دينار لوزارات أخرى لا يتجاوز عدد مستخدميها 100 ألف موظف
    و لهذا لا نرجوا شيئا من تعليم أبنائنا و لا ننتظر إلا ما هو أسوأ .

  • جزائر العجائب

    الحكومة “تشتري” السلم الاجتماعي بـ75 مليار دولار في 2019! ... وهي السياسة المنتهجة منذ 20 سنة والنتيجة ها هي : 1000 مليار دولار والبلاد لا تزال تعيش أزمات متعددة : منظومة صحية كارثية ومدرسة منكوبة وفساد لم ترى الجزائر مثله منذ الإستقلال والاف الشباب يغامرون يوميا بواسطة قوارب الموت هروبا من بلد يصح تسميته بجهنم ومشاريع أنجزت بأضعاف تكلفتها الحقيقية وأولها الطريق السيار أو " طريق الموت " وإستيراد كل خردة العالم وأولها السيارات والشاحنات ... التي لا تتوفر على أدنى معايير السلامة ونفور الشباب عن العمل بعد أن وجدوا ضالتهم في النوم حتى صلاة العصر ثم السهر حتى صلاة الفجر ... وما خفي أعظم

  • البشير بوكثير برج بوعريريج

    ويبقى الفساد هو السوسة التي تنخر البلاد ..

  • ربيع

    وعند ما يتنهي ريع النفط بمادا سوف تشتري الحكومة السلم الاجتماعي الى متي هدا الوضع نريد حلول جدرية قبل وقوع ما لا يحمد عقباه وبناء اقتصاد جزائري حقيقي لا يهتز بهتزاز اسعار البترول

  • يوسف

    لكن الشعب مشغول بالتعليق على كل موضوع يخص فركوس.

    شعب لازال يجري وراء كيس الحليب والسيارات الخردة لكن كل همه فركوس وما يكتبه فركوس.

    هل تعرفون لماذا؟ لأننا غاشي فارغ الرأس ويريد الهروب من مشاكل يومه لهذا يشغل نفسه بفركوس.

    بفففف

  • مجبر على التعليق

    دراهم الشعب .................... من الشعب و إلى الشعب .
    نقطة ارجع السطر

  • franchise

    -لا يجب التظليل و المبالغة في إعتبار مصاريف الدولة في القطاع الإجتماعي " شراء للسلم الإجتماعي"، فأصحاب هذا التوجه حتى في أوربا يحسبون من أنصار الأمبريالية الرأسمالية المتوحّشة و القائمة على مبدأ ' البقاء للأقوى '
    فئات معوزّة كثيرة عندنا تحتاج إلى ما يصلهم من فتات أموال "شراء السلم الإجتماعي " كما يدّعي البعض.