-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحلال بيّن، والحرام بيّن فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا؟

عبد الرزاق قسوم
  • 3233
  • 19
الحلال بيّن، والحرام بيّن فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا؟

لقد أثلج صدري، وشد من أزري، هذه الزوبعة التي أثيرت في فنجان الإعلام، حول ما نُسب إليّ، من تحليل الربا، وإباحة القروض البنكية، وما إلى ذلك من الأراجيف، والأباطيل، التي لا يسلّم بها إلا ذو عقل سخيف، ومتعود على صياغة الأراجيف.

فأن يهب، من يذب على دين الله ضد إباحة ما هو حرام، كالربا، فهذه علامة صحة، إن صاحبها صدق النية، وحسن الطوية، ومقصد الخيرية، لكن الوقائع أثبتت عكس ذلك، للأسف الشديد.

فالقرآن، قد أدبنا، فأحسن تأديبنا، حينما نبّهنا في آيته:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } [سورة الحجرات – الآية 06].

وأنا أضيف مستلهما من الأدب القرآني ومن الواقع الإعلامي، فأقول “حتى إن جاءكم صادق بنبإٍ، فتبيّنوا”، خصوصا إن كان من خبر الآحاد، وحديث الآحاد لا يعمل به في أشهر الأقوال، خصوصا فيما قد تعم به البلوى.

ذلك أنه لا يماري في حرمة الربا – تحت أي طائل – إلا جاهل، أو جاحد، أو فاقد للمبادئ الأخلاقية أو الدينية. فكيف جاز لمخالب القطط البرية، المترصدة، أن تخرج من جحورها المظلمة “لتقصف بالثقيل” على حد تعبير صحيفة الحوار، التي نكنّ لها كل الاعتبار؟

نعتقد أنّ هذا كله، إنما جاء من انعدام ثقافة الإعلام الصحيحة، التي أدّت إلى إعلام الإثارة، وشنّ الغارة، في محاولة لكسب مصالح التجارة. فما نشرته صحيفة النهار، من تصرف، في حديث أجرته معي حول فوضى الفتوى في الجزائر، قد حاد عن مقصده، ووقفت الصحفية فيه عند مبدإ “ويلٌ للمصلين”. ذلك أنّ من أبسط قواعد الإعلام، أن يُعرض الحديث على صاحبه ليوقّعه ويتحمل مسؤوليته قبل نشره، ولكن تجلى فقدان المهنية الإعلامية، في قلة العلم، وسوء الفهم، وفساد الحكم.

وبدل أن يلجأ الإعلاميون المعلّقون على هذا الحكم الفاسد، إلى مصدر الحديث لطلب التوضيح، قبل اللجوء إلى التجريح والتقبيح، راحوا يقصفون على حدّ زعمهم، بالعيار الثقيل لإثبات ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهو القول بأنّ “الربا حرام”.

إنّ من المعلوم في الإعلام بالضرورة أيضا أن يُطلب الرأي والرأي المخالف، ويُنشرا معا في نفس الزاوية حتى تتم الاحترافية الإعلامية وتكتسب الوسيلة الإعلامية المصداقية المهنية.

وتعالوا نسألكم ! هل من الفقه وأدب الاختلاف، أن نحكم على قول ما رجماً بالغيب، بمجرد أنّ صحفية نسبت له ذلك؟ أليس من الأجدى أن نستوضح من صاحب الأمر، القول الصحيح، والسياق الذي تم فيه التصريح، وما هو النص الحقيقي بالقول الفصيح؟ ولماذا اللجوء إلى الأحكام الفاسدة، التي لا يسندها علم، ولا يدعمها حسن فهم، فمتى كانت الفلسفة تقبيحاً، والفقه تزييناً، والحال أنّ الفلسفة، هي أم العلوم، بما فيها الفقه، وحب الحكمة، ومنها مقاصد الفقه؟

وإذا احتكر الفقه طائفةٌ معينة، وحيل بينه وبين المنطق، الذي هو الشارح لمقاصد الشريعة، فماذا سنفعل بالتراث الإسلامي الغزير، وفطاحل علمائه، كالغزالي في “إلجام العوام عن علم الكلام”، وأبي الوليد ابن رشد في “بداية المجتهد ونهاية المقتصد”، وفخر الدين الرازي في كتابه “التفسير الكبير”، وغيرها، وكلها من أمهات الكتب؟

لا يا حضرات الباحثين، والجامعيين والمجتهدين ! لقد انقضى عصر احتكار الاختصاص الفقهي، ونحن اليوم نعيش عصر الفقه الإسلامي المتفتح على علوم العصر، من فلسفة، وعلم اجتماع، وعلم نفس وطب، وكلها تسعف المفتي، في تشخيص نوازل المجتمع، وإيجاد العلاج الناجع الذي يأخذ بعين الاعتبار كل الظواهر الإنسانية والاجتماعية.

ولنعد إلى قضية القروض البنكية وغيرها وما تتضمنه من ربا، وهو حرام بإجماع الأئمة لا استثناء فيه، لماذا لا يعمد إلى أصل الداء، وهو التشريع الخاطئ، الذي يبيح الربا في المعاملات، بما فيها قروض الشباب، في دولة دينها الإسلام بنص الدستور؟

لماذا لا نطالب، بإلغاء الأصل في كل هذه المشاكل؟ أم هل أنّ الربا حلال على الدولة، حرام على الشباب؟

لا، لم يقل أحد أبدا، بجواز الربا، تحت أي طائل، وما قلناه هو أنّ الدولة في قروض “الأونسيج”، قد ألغت الربا وأنّ نسبة الواحد بالمئة، قد تكفّلت الدولة نفسها بدفعها، ومع ذلك فالمضطر إلى هذه القروض، عليه دفعاً لكلّ شبهة، أن يخرج صدقة، من هذا المال، مصداقا للحديث “وأتْبِع السيئة الحسنة تمحُها”، وقوله تعالى {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَات}.

وما دام الشاب المقترض، قد أكدت له الدولة أنه لا ربا في القرض، وهو محتاج إليه لبناء مستقبله، فأين الحرج؟

إنما نريد لمثقّفينا، أن يكتسبوا ثقافة الحوار التي من بنودها أدب الاختلاف، وذلك بالبعد عن “القصف بالثقيل” والتأدب بأدب الإسلام، {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}  [سورة سبأ – الآية 24].

أما التنطع، والقفز على رقاب الناس فهذا ما لا يقره أي منطق، أو دين، أو خلق.. وقديما قيل:

ألم ترى أنّ السيف يزرى بحده

                               إذا قيل هذا السيف أمضى من العصا

ويبقى الحلال بيّناً، والحرام بيّنا، وللمفتي، حتى ولو كان فيلسوفا – حق الاجتهاد في ما لا يخالف الشرع، ولا يعلن عن كفر بواح، فالحكم الفيصل بين الجميع هو الكتاب والسنة. مع فهم صحيح لهما وتطبيق أصح لأحكامهما، والله يعصمنا من الزلل، وإلا انطبق علينا قول الغزالي:

غزلت لهم غزلاً رقيقا فلم أجد

                              لغزلي نساجاً، فكسرت مغزلي

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
19
  • أبو وائل

    أمازلت ترعى في الحمى
    ظننتك في البداية سوف تتبرأ من تلك الفتوى الباطلة أما وقد أعطيتها المصداقية فمن الذي كذب عليك و اتهمته بالفسق ومن سيبوء بإثم تلك الفتوى ولقب الفاسق

  • Marjolaine

    الربا محرم بنص الكتاب ولا جدال أو نقاش فيما حرمه الله
    بنص واضح صريح " وأحل الله البيع وحرم الربا"
    أما السمسرة فهي وساطة بين البائع والمشتري والسمسار
    يأخذ نصيب من المال لقاء تعب قام به وهو دل الشاري على البائع
    الذي قد لا يحسن إيجاده فمن طلب منه الخدمة(سواء البائع أو الشاري)
    يعطيه المال لقاء مساعدته وخدمته له.
    لكن تبقى السمسرة بضوابط لمنع الجشع والإستغلال الذي هو أساس
    المعاملات المالية المحرمة.

  • Marjolaine

    الحلال بين والحرام بيّن
    والربا هو كل زيادة في أصل الدين الذي هو رأس المال بسبب مضي الوقت
    وكل زيادة بسبب التفاضل
    وكل ما يعد عملة تدخل فيه الربا مثل الذهب والفضة والنقود
    هناك تفصيل دقيق للأصناف التي تدخل فيها الربا
    أما البنك الذي يشتري سلعة ويملكها ثم يبيعها لك بثمن أعلى
    هذا يسمى ربح وليس ربا
    والعلماء المتفقهون أعلم بهذه المسائل

  • Marjolaine

    الربا محرم بنصوص قرآنية واضحة لا تأويل ولا اختلاف عليها:
    "وأحل الله البيع وحرم الربا"
    يمحق الله الربا ويربي الصدقات"
    "يا أيها الذين آمنوا ذروا(أتركوا أو دعوا) ما بقي من الربا إن كنتم مومنين
    فإن لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله"
    ثم بعد هذه الآيات تأتي آية الدَيْن التي هي أطول آية بالقرآن
    ومن أنكر تحريم الربا فقد أنكر معلوما من الدِين بالضرورة وهو خروج من الملة
    الربا هو الإستغلال البشع اللاإنساني لحاجة الناس للمال والجشع الكبير
    لصاحب المال الذي ينبغي أن يساعد أخاه الإنسان ويقرضه المال دون زياد

  • Belkacem

    يا شيخ المحترم ما كان عليكم ان لا تستجيبوا لدعوة هذه الجريدة اصلا لان الخديعة كانت
    ظاهرة مع الصحفية التي نشطت اللقاء. و هذه الجريدة معروفة عند عامة الجزائريين

  • شاوي إنساني منطقي

    من هم اصحاب البنوك الاسلامية ؟
    لتفهموا من هم المطبلون للفكرة
    اصحاب البنوك الاسلامية هم عرب الخليج فهمتم من هي الفئة التي تدافع عنهم
    اما الابيات الشعرية للغزالي والآيات القرآنية أظن ان حتى الاغبياء تفطنوا
    حللوا وناقشوا هذه الجملة
    ...التي لا يسلّم بها إلا ذو عقل سخيف، ومتعود على صياغة الأراجيف
    دعك ياشيخ من علم المعلوماتية و علوم الفضاء وعلم الاقتصاد و..
    وابق في مواضيع السنة والشيعة والطائفية والحسن وعلي ومعاوية

  • Marjolaine

    المثال الثاني يسمى شرعا "المضاربة " أو "القراض" وهو مباح شرعا وليس ربا
    والدليل على مشروعيته قوله تعالى : "وآخرون يضربون في الارض يبتغون
    من فضل الله " ومن السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضارب بمال
    السيدة خديجة رضي الله عنها.
    وتباح المضاربة بشرط اقتسام الربح والخسارة وأن تكون نسبة الربح معلومة.

  • عبدالله

    يحللون ما يناسبهم و يحرمون ما لا يناسبهم
    و كيف تحللون السمسرة ؟؟

  • عبدالله

    اجسامهم كالاخشاب المسندة شكرالك يا يوسف

  • جلال

    يقولون إن الربا حرام هكذا في المطلق ولكن لا يضعون تعريفا للربا حتى تعرف العامة ما هو المقصود وأين هي حدوده وهل هو الفوائد البنكية المسقفة بنسب محددة وقوانين أم هو التعاملات يد بيد. على فقهاء العصر أن يجدوا مخرجا لناس هذا العصر وأن يكفوا الترديد كالببغاوات قال السيوطي وقال علان وفلان في عصور قد خلت

  • نورالدين الجزائري

    بحديث رواه رجل 1 ثقة ؟ و أاخذ بحديث قد رواه ألف و هم غير ثقة ؟ هذه النظرية في حديث الآحاد و المتواتر أُنسجت بعد الرعيل الأول هم لم يتفقوا على كم عدد رجال الحديث المتواتر ؟ تقول 10؟ أقول 20؟ و الآخر يقول عدد أكبر أو أقل .. المشكلة هي في ثقة العبد لا في عدد العباد ! و الرجل الأمين دائما يشار إليه بالبنان و نحن في عرفنا نقول: إذهب لفلان إنه و الله أمين كل الحومة تعرفه ! الله تعالى يقيّض للأمين منزلة بين الناس فلا يستطيع أي مَن كان تكذيبه لأن صبغة التزكية أتت من السماء ! و الحق أبلج و الباطل لجلج !!

  • نورالدين الجزائري

    قرءانية و لا نمر عليها عدا ، النبأ هو الخبر العظيم الذي فيه مصلحة عظيمة ، تمس منافع أو حكم شرعي ... بينما الخبر هو ما نتعامل به يوميا صدق الخبر أم كذب لا يضر و لا ينفع . الله تعالى يحذرنا من الفاسق قد يسيء و يؤدي بالناس للهلاك كإتيانه بنبأ الإفتراء على فلانة أو ذاك الرجل سرق .. و هذه أمور نبأية تمس حقوق العباد...
    فيما يخص حديث الآحاد أننا لا نأخذ به ؟! سيدي الكريم ألا تعلم أن البخاري فتح كتابه بحديث: إنما الأعمال بالنيات حديث آحاد رواه عمر بن الخطاب وحده و بعده رواه 700 من الرواة ! فكيف لا أأخذ

  • amor sebti

    كن عاقلا يا خبير
    تعطي اموالك التي جمعتها بالكد والتعب لغيرك كي يتاجر فيها ثم لا لا يكون لك نصيب في الربح الذي يحققه بمالك.

  • كسيلة

    الحلال والحرام ليس ظاهر نص يا سيدي بقدر ما هو توفير القيم في المجتمع وترسيخها،وأعلى قيم اقتصاد المجتمع هي ضمان الأمان في المعاملات النقدية ، فإذا أراد المنادون بتحريم "الربا" أن تسمعهم العقول فإن عليهم أن ينادوا في الوقت نفسه، بتحريم النظام الرأسمالي برمته، فهم لا يستطيعون أن يحرموا "الربا" وأن يحتفظوا بالرأسمالية في الوقت عينه! إن البنوك الإسلامية أو ما سمي بيوت الأموال والتقوى هي بنوك “ أعطني مجالاً أسرقك براحتي…، وسأسمي الربا مرابحة وهي عين المتاجرة، ورزقي ورزقك على الله، والفاهم يفهم.

  • بلقاسم

    .......ألسنتهم حلاوة عسل........وقلوبهم مرارة حنضل.............الله لا يسمح الهم....هم مصدر كل ....ما عانيناه وما نعانيه.... من ويلات.......

  • خبير اقتصادي

    منذ أن حرّم الإسلام الربا حتى أخذ شيوخ يتحايلون على هذا التحريم:
    من الحيل التي استعملها الفقهاء القدامى للالتفاف حول تحريم الربا، نجد الآتي:
    1- البيع المؤجل، حيث يبيع أحدهم بضائع إلى الناس بسعر أعلى من سعر السوق على أن يدفعوا له سعر البيع بعد فترة يتفقون عليها، وبذا تصبح الفائدة التي يتحصل عليها التاجر تجارةً وليست ربا
    2- إعطاء الأموال إلى التاجر في سبيل استثمارها ثم تقسيم الربح بين التاجر والدائن بنسبة يتفقان عليها، وبذا يكون الدائن قد تعامل بالتجارة بدل الربا وحصد فائدةً من تسليفه المال للتاجر

  • خبير اقتصادي

    ما يعني أن العملية بمجملها، هي قضية مصطلحات، و التفاف على الواقع، و تغيير أسماء و ضحك على اللحى و الذقون و الزبون.
    ولو أن البنك يشتري السيارة الواحدة لنفسه و لحاجاته و لضروراته العملية لآمنا وصدقنا، و لكن طالما أنه يقوم بشراء و بيع آلاف السيارات بهذه الطريقة، إضافة لعمليات قروض كبرى و كثيرة و بنفس الطريقة و الأرباح، فعندها فان المسألة لها طابعا استغلاليا

  • خبير اقتصادي

    السيارة لدى البنك لربوي، مثلاً، هي بعشرة آلاف دولار، ثم يضيف إليها الفائدة، ليصبح ثمنها مع الفائدة -الربا- أحد عشر ألف دولار. و نفس السيارة في البنك الإسلامي هي أيضاً بعشرة آلاف دولار، لكنه يشتريها هو لنفسه، ثم يقوم ببيعها للعميل بنسبة ربح أو -فائدة وربا- و لا فرق، قد تتجاوز ما ربحه البنك الربوي، أو أن يقرض الديون و يستعيدها بنسب أعلى مما أقرضها ، ويسمي شيوخ الاقتصاد الإسلامي هذه العملية بـ-المرابحة-. أي أن الربا و إضافة الفائدة على السلعة الأصلية صار اسمها مرابحة.

  • يوسف .

    ...كلام جميـــــل بلغة البلاغة ' الهلالية ' و لســــــــان عربي فصيــــــح نصيـــــح. هل أنتم تخاطبـــون أهل الملّة و الدّين؟.أم تحاورون أصحاب الإلحـــــــاد و الّلدين ؟ يوجد فرق و نحن في أواخر الزمن !. ترى أنظرْ إلى مساجدهم عامرة فهي كالخراب ، ألسنتهم أحلى من السكر و قلوبهم قلوبَ الدئاب ، تعجبك أجسامهم و هيأتهم فهم كالأخشاب ، لا دين و لاملّة همهم الوحيد بطونهم و وجدانهم عبدًا لنسائهم ، لايهمهم أحلال رزقهم أمْ حرام ، ترى الإخوة حسّـــاد و ذريتهم فسّـــاد ،الشرع عندهم هو " الهوى " كلُّ الهوى .