-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قراءات مع الدكتور فاضل السامرّائي

الحلقة السادسة والعشرون: الإفراد والتثنية والجمع (5)

الحلقة السادسة والعشرون: الإفراد والتثنية والجمع (5)

الجواب عن السؤال الأول: أن لفظة (بني) تدل على الكثرة، وأنها تشمل أكثر مما يشمله الأبناء نحو بني آدم، وبني إسرائيل، ولذلك يستعمل القرآن (بني آدم) لمجموع البشر، و(بني إسرائيل) لهؤلاء القوم على مرّ العصور، ولم يستعمل أبناء آدم ولا أبناء إسرائيل.

وبنو الإخوان وبنو الأخوات هم أكثر المذكورين في الآية. فإن الإخوان قد يكونون إخوانا أشقاء وقد يكونون إخوانا من الأم، وقد يكون إخوانا من الأب، وحكم أبناء هؤلاء جميعا واحد فيما ذكر. وكذلك الأخوات، فإنهن قد يكن أخوات شقائق، وقد يكن أخوات لأم وأخوات لأب، وحكم هؤلاء جميعا واحد أيضا.. وهؤلاء أكثر من أبناء المرأة وحدها، وأكثر من أبناء البعولة وحدهم، فاستعمل (أبناء) لما هو أقل، و(بني) لما هو أكثر.

جاء في “روح المعاني”: “والمراد بالإخوان ما يشمل الأعيان: وهم الإخوة لأب وأم واحدة، وبني العَلاّت: وهم أولاد الرجل من نسوة شتّى، والأخياف: وهم أولاد المرأة من آباء شتى، ونظير ذلك يقال في الأخوات”. واستعمل (بني) معهم دون (أبناء) لأنه أوفق بالعموم، وأكثر استعمالا في الجماعة ينتمون إلى شخص من عدم اتحاد صنف قرابتهم فيما بينهم. ألا ترى أنك كثيرا ما تسمع بني آدم وبني تميم، وقلما تسمع أبناء آدم وأبناء تميم.

وفيما نحن فيه قد يجتمع للمرأة ابن أخ شقيق وابن أخ لأب وابن أخ لأم. بل قد يجتمع لها أبناء أخ شقيق، أو إخوة أشقاء أعيان، أو بنو علاّت وأبناء أخ أو إخوة لأب، وأبناء أخ أو إخوة لأم كذلك.. ويتأتى مثل ذلك في ابن الأخت، لكن لا يتصوّر هنا بنو العلاّت، كما لا يتصوّر في أبناء الأخ الأخياف، والاجتماع في أبنائهن وأبناء بعولتهن وإن اتفّق لكنه ليس بتلك المثابة).

أما الجواب عن السؤال الثاني، وهو أنه لِمَ قال في آية الأحزاب: (ولا أبناء إخوانهم ولا أبناء أخواتهن) ولم يقل: (بني إخوانهن) أو (بني أخواتهن) كما قال في آية النور، فذلك لأن آية الأحزاب في نساء النبي، فأبناء إخوانهن وأبناء أخواتهن أقل مما في آية النور. فاستعمل لذلك (أبناء) والله أعلم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!