جواهر

الحماية الزائدة.. طريقك لتدمير طفلك

جواهر الشروق
  • 7485
  • 0
ح.م

تبدي الكثير من الأمهات تخوفا مبالغا فيه على أطفالها، فتجدها ترصد تحركه وتنفسه ولا تدع له مجالا لتجربة أي أمر ولا الاستمتاع بحياة الأطفال المملوءة بالمغامرات، ظنا منها أنها توفر له الحماية والأمان، لكنها في الحقيقة تسقيه جبنا وخوفا يشكلان له عقدة في كبره، فانتبهي أيتها الأم ولا تفرطي في حمايتك لابنك!

إن للحماية الزائدة نتائج عكسية، ليس على الطفل فقط وإنما على الوالدين أيضًا، فقد أجريت دراسة على 181 من الأمهات اللواتي يتبعن أسلوب الحماية الزائدة، وتبين أن واحدة من كل أربع أمهات تعاني من الاكتئاب، وأن معظمهن يشعرن بأن الأمومة شيء متعب لدرجة الإرهاق، إلا أنهم يتبعون هذا الأسلوب في التربية لأنهم يعتقدون أن الحماية الزائدة تشعرهم بالتضحية لإعطاء الخبرات الحياتية للطفل دون تعب.

دعيه يتحمل مسؤوليته

كثيرا ما تقوم الأم بالمسؤوليات التي يفترض أن يقوم بها الطفل وحده، حيث تتدخل في شؤونه، فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قراره بنفسه وعدم إعطاءه حرية التصرف في كثير من أموره كحل الواجبات المدرسية عن الطفل أو جمع أغراضه أو الدفاع عنه عندما يعتدي عليه أحد الأطفال. 

وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل لاسيما إذا كان الطفل الأول أو الوحيد أو إذا كان ولد وسط عديد من البنات أو العكس.

وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط، حسب ما يؤكده المختصون النفسانيون. 

كذلك نجد هذا النوع من الأطفال الذي تربى على هذا الأسلوب لا يثق في قراراته التي يصدرها ويثق في قرارات الآخرين ويعتمد عليهم في كل شيء وتكون نسبة حساسيته للنقد مرتفعة. 

جنّبيه مخاوفك ورعبك..

من دون قصد تنقل كثير من الأمهات الرعب إلى قلوب الأطفال، فالممنوعات الكثيرة والتهويل في التخويف يجعل الطفل يعيش حالة رعب لا مثيل لها، ما يحيله إلى اضطراب دائم وصراع مع المجتمع الذي يعيش فيه يراه دوما خطرا عليه.

ولعل أبسط مثال يحياه أطفالنا هو المرافقة اليومية إلى المدارس ومنعهم من الحديث إلى الآخرين أو قبول أي شيء يقدم لهم خارج البيت.. هي فعلا محاذير مشروعة لكن لا يجب المغالاة في الأمر.

 

 

مقالات ذات صلة