-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الخائفون‭ ‬من‭ ‬التدويل‭! ‬

قادة بن عمار
  • 5380
  • 0
الخائفون‭ ‬من‭ ‬التدويل‭! ‬

يتعامل‭ ‬البعض‭ ‬مع‭ ‬مسألة‭ ‬تدويل‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وكأنها‭ ‬الخطر‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يحدق‭ ‬بالمنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬وكأننا‭ ‬أبقينا‭ ‬جميع‭ ‬أزماتنا‭ ‬الأخرى،‭ ‬ومشاكلنا‭ ‬المزمنة‭ ‬قيد‭ ‬المحلية‭ ‬ومنعنا‭ ‬التدخل‭ ‬الخارجي‭ ‬ماعدا‭ ‬في‭ ‬سوريا؟‭!! ‬

من يضحك على من في مسألة تدويل الأزمة السورية، ثم لماذا مايزال البعض مختلفا حول تسميتها ثورة داخلية وأزمة دولية؟ لقد دوّلنا كل شيء في العالم العربي، فحتى ملابسنا الداخلية، لا نشتريها إلا بقرار جمركي دولي، وموافقة عالمية، بحجة أننا في عصر العولمة التي تعني في تعريفاتها العربية التعرية، وما أدراك ما التعرية، على طريقة تعرية العرب المسلمين في مطارات أوروبا وأمريكا التي أيقظت مشاعر الرجولة المنقرضة عند العرب، ولم يوقظها اغتصاب الرجال في سجون غوانتنامو والعراق؟ لماذا يمسك بعض المنافقين يد غيرهم بشدة، ويتظاهرون أن مسألة تدويل الثورة السورية ستهدد الأمة، ثم هل تركنا للثوار السوريين الذين يموتون كالذباب في الشارع، خيارا آخر ماعدا التدويل؟ ألا يكفي جميع من سقطوا حتى نتحالف مع الشيطان من أجل وقف هذا المستبد الدموي الذي يقتل بشهية مفتوحة وكأنه يتغذى على دماء الأبرياء؟!
من يملك قرار التدويل؟ هل يملكه برهان غليون في باريس، أو المعارضة السورية في تركيا وأمريكا وأوروبا؟ هل يملكه نبيل العربي في القاهرة، أو الشيخ حمد في الدوحة؟ أم يملكه السوريون الذين ينامون على القتل والجوع والخوف بشكل مستمر منذ أشهر، في درعا وحماه وريف دمشق وحمص‭ ‬وحلب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المدن؟‭ ‬
لماذا‭ ‬قتلنا‭ ‬هؤلاء‭ ‬مرتين،‭ ‬الأولى‭ ‬عندما‭ ‬قررنا‭ ‬الصمت‭ ‬على‭ ‬مجازر‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬ضدّهم،‭ ‬والثانية‭ ‬عندما‭ ‬ألزمنا‭ ‬غيرنا‭ ‬بالصمت‭ ‬أيضا‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬التدويل؟‭ ‬
هل‭ ‬نخشى‭ ‬تحرك‭ ‬الآخرين‭ ‬فقط،‭ ‬لأن‭ ‬تدخلهم‭ ‬يعني‭ ‬رفضهم‭ ‬الخروج‭ ‬مجددا،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬ماذا‭ ‬فعلنا‭ ‬نحن،‭ ‬وهل‭ ‬أضاف‭ ‬وجودنا‭ ‬كمراقبين‭ ‬عربا‭ ‬شيئا‭ ‬للسوريين‭ ‬الأبرياء؟‭ ‬
ألا يشعرنا هؤلاء الذين يظهرون في قناتي الجزيرة والدنيا معا من أجل تحليل ومناقشة الأوضاع في سوريا بالغثيان، في الوقت الذي يموت فيه السوريون بالعشرات يوميا؟ في ما يختلف وليد المعلم عن برهان غليون؟ كلاهما باحث عن السلطة، فماذا عن الأطفال الذين يموتون بشكل يومي في الشوارع والبيوت وطلبة الجامعات والنساء؟ ألهذه الدرجة بلغ الربيع العربي دمويته، فبات السؤال، ليس الحفاظ على أهدافه الأساسية بتحقيق الحرية، ولكن بالإبقاء على حياتنا عن طريق تدخل الآخر الأجنبي؟!
لماذا لا يتوقف هؤلاء القوميون العرب عن التنظير والتحليل في القنوات الفضائية بخصوص المؤامرة الكونية، في الوقت الذي يموت فيه السوريون بالعشرات يوميا في الشارع، سواء على يد الشبيحة أو الجيش العائلي التابع لآل الأسد؟
لا المجلس السوري للمعارضة في الداخل أو الخارج، ولا جيش الأحرار الذي لم نسمع عنه إلا في الفضائيات، سينقذ الأبرياء من بطش النظام الدكتاتوري، فخوفنا الكبير قبل فترة تحقق، حيث لم يعد هنالك من حلّ سوى التدخل الأجنبي، لعل وعسى، ينقذ ما يمكن إنقاذه، علما أن تأخره ليس بسبب الحرص على المبادرة العربية الفارغة، ولا من باب الحرص على سيادة سوريا أو خوفا من ديكتاتورها الضعيف وتحالفه مع إيران، لكن الغرب تأخر، لأنه لا مصلحة حقيقية له في سوريا حتى الآن، كما أن فواتيره باتت ثقيلة بالعديد من البلدان، العراق وأفغانستان وآخرها في‭ ‬ليبيا‭

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!