-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصون يدعون إلى تقسيط العملية وتفادي الضغط

الختان الجماعي يعود بقوة وسط محاذير طبية

وهيبة. س
  • 464
  • 0
الختان الجماعي يعود بقوة وسط محاذير طبية
أرشيف

تتسابق الكثير من الجمعيات في العشر الأواخر لشهر رمضان، إلى تنظيم الختان الجماعي، الذي يتعدى عند بعضها الـ 200 طفل أغلبهم يتامى وأبناء عائلات معوزة، فمبادرات الختان الجماعي بقدر ما هي خطوة إنسانية وتضامنية تدخل الفرحة في قلوب هؤلاء، إلا أنها في مقابل ذلك تهدد بحدوث مخاطر صحية في حق الأطفال، خاصة إذا تعلق الأمر بختان عدد كبير منهم في ليلة واحدة وهي ليلة القدر.
وعلى عكس السنوات الماضية، التي عرقلت خلالها جائحة كورونا، تنظيم أكبر عدد من عمليات الختان الجماعي، فإن هذه السنة وتزامنا مع فصل الربيع، وتحسن الوضع الصحي في الجزائر، تشجعت الكثير من الجمعيات الخيرية، لتنظيم عمليات ختان جماعي، تتميز به كل جمعية عن الأخرى، مما قد يتضاعف الخطر الصحي في حق شريحة من الأطفال، الذين يخضعون لعمليات ختان تحت ضغط وإرهاق الأطقم الطبية.
ويجدد الأطباء المختصون، تحذيراتهم من المخاطر التي قد تهدد صحة بعض الأطفال وترهق الأطقم الطبية في المستشفيات والعيادات الخاصة، جراء ختان جماعي يصل إلى 300 طفل في ليلة واحدة في بعض المصالح الطبية، حيث أكدت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث”فورام”، أن 500 ألف طفل مرشحون سنويا لعمليات الختان، والنسبة الأكبر لهذه العمليات تتم خلال العشر الأواخر لرمضان.

العمل الخيري يجب أن يكون مرفقا بالحذر
وفي هذا السياق، أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، البروفسور مصطفى خياطي في تصريح لـ “الشروق” أن العمل الخيري يجب أن يكون مرفوقا بالحذر، حيث دعا الجمعيات وبعض الهيئات والمؤسسات التي تعنى بالطفولة المحرومة، إلى تقسيم عمليات الختان الجماعي عبر مراحل تكون طيلة السنة، وتفادي التباهي والتسابق حول “الأعداد الكبيرة للأطفال” في عمليات ختان قد تكون، بحسبه، مجزرة في حق البراءة.
وأشار البروفسور مصطفى خياطي، إلى وجود مليون ولادة سنويا، بينها 500 ألف طفل ذكر مرشحين للختان في السنة، وأن نسبة تتجاوز 60بالمائة يتم ختانهم خلال شهر رمضان، وخاصة في العشر الأواخر.

مؤسسات استقبلت أطفالا تعرضوا إلى تعقيدات الختان
ومن جهته، قال الدكتور محمد بقاط بركاني، رئيس مجلس عمادة الأطباء، إن الختان سنة محببة في رمضان وخاصة في ليلة الـ 27 من الشهر، ولكن العدد الكبير من الأطفال يختنون في هذه الفترة، مما يسبب إرهاقا للأطقم الطبية، وأخطاء طبية وتعقيدات قد تهدد الصحة الجنسية لهؤلاء الأطفال.
وحذر بقاط، بعض الجمعيات الخيرية التي تسعى في فترة وجيزة من أجل ختان أكبر عدد من أطفال عائلات فقيرة ومحتاجة، من المخاطر الصحية التي قد تلحق بالأطفال، فالكثير من هذه العمليات لا تراعي الظروف الصحية والوقائية التي يتم فيها الختان الجماعي، خاصة في بعض المناطق النائية أين تشهد بعض العيادات الاستشفائية حالة اكتظاظ وفوضى.
وأوضح محدثنا، أن بعض المناطق في الجزائر لا تزال تفضل تلك عمليات الختان التقليدية التي تتم في المساجد أو وسط العائلات، مؤكدا أن وزارة الصحة تمنع منعا باتا أي ختان يكون خارج المصالح الاستشفائية الخاصة بالجراحة أو عند عيادات مختصة في الجراحة.
وقال إن الشروط الصحية ليست مرتبطة بالتسعيرة أو التكاليف التي تطلبها بعض العيادات، ولكن بمدى الإمكانيات والأماكن المخصصة لاستقبال أكبر عدد من عمليات الختان، وذكر أنه سبق للمؤسسات الاستشفائية أن استقبلت أطفالا تعرضوا إلى تعقيدات جراء عمليات ختان جماعي.
للإشارة، فإن وزارة الصحة وككل سنة خلال شهر رمضان، تصدر بيانا تمنع من خلاله منعا باتا إجراء عملية ختان الأطفال خارج إطار مصالح الجراحة بالمؤسسات الاستشفائية العمومية والعيادات الخاصة عبر التراب الوطني، كما دعت في بيانات سابقة أن برمجة عملية الختان تكون طوال الشهر الكريم ولا تقتصر على ليلة النصف منه أو ليلة القدر، كما تذكر دائما بالتنظيم المعمول به المتمثل في تهيئة مختلف الشروط لهذه العملية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!