-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من "سونيتكس" إلى "أديداس"

الخضر لم يعودوا يرتدون سوى الأبيض والأخضر فقط

ب. ع
  • 6053
  • 1
الخضر لم يعودوا يرتدون سوى الأبيض والأخضر فقط

خلال آخر مباراة للخضر في السويد، بدا المنتخب الجزائري بألوان خضراء بالكامل، من الجوارب إلى القمصان مع خطوط عمودية بالأبيض، ذكرتنا بالقميص الشهير لرفقاء رابح ماجر في مونديال إسبانيا 1982، كما أنهم في المقابلة الودية ما قبل الأخيرة في وهران أمام منتخب مالي، لعبوا بألوان بيضاء بالكامل مع نفس الخطوط بالأخضر، ولو كتبوا بخط عربي كبير، على صدر القميص، كلمة الجزائر ضمن دائرة، لقلنا بأن القميص مستوحى من لباس شركة النسيج الجزائرية الشهيرة سونيتكس، بعد أربعين سنة كاملة، لكن الغريب أن الخضر كانوا في الثمانينات يرتدون بين الحين والآخر اللون الأحمر المستوحى من لون الهلال والنجمة في علم الجزائر لكنهم توقفوا نهائيا عن ذلك في العقود الثلاثة الأخيرة.

أكيد أن اللون الذي يرتديه اللاعب لا معنى له، فالجوهرة بيليه لعب بكل الألوان من دون استثناء، فكان يرتدي الأزرق أو الأحمر أو الأصفر ولكن الإبداع واحد، مثل ميسي الذي يُبدع بالأزرق والأبيض الأرجنتيني، والبنفسجي الكتالاني، وحاليا ألوان متغيرة مع باريس سان جيرمان، ولكن بعض المنتخبات وحتى الفرق صارت تضع مختصين في الأزياء وعلم النفس لأجل ضبط اللون الذي تلعب به التشكيلة خاصة في المواجهات المصيرية.

المنتخب الجزائري ليس له من حل سوى أن يدور في الألوان الوطنية الثلاثة وهي الأخضر والأبيض والأحمر، ولكن في السنوات الأخيرة، تم التخلي نهائيا عن الأحمر، وصار المنتخب الجزائري يظهر إما بالأبيض أو بالأخضر حسب لون المنافس، وليس حسب خياره، ويبقى في الذاكرة المباريات الكبيرة التي لعبها المنتخب الجزائري في تاريخه، والألوان التي ظهر بها، ومنها مباراة فرنسا عام 1975 ضمن نهائي ألعاب البحر المتوسط التي دكّ فيها كاوة وبتروني ومنقلاتي شباك فرنسا بثلاثية بيضاء، كانت ملوّنة برقم اللاعب بالأحمر، بينما غيّر الحارس سرباح الذي تلقى هدفا في كل شوط لباسه من الأصفر في المرحلة الأولى إلى الأسود في المرحلة الثانية.

مع جيل الثمانينات الذهبي، كانت مؤسسة سونيتاكس الجزائرية، قد وضعت بصمتها وسوّقت لنفسها الماركة الجزائرية، فزودت رفقاء ماجر بألبسة كاملة وألبسة رياضية، وبعد التأهل لكأس العالم 1982 واجهت الجزائر ألمانيا الغربية باللباس الأخضر، لأن رفقاء رومنيغيه لعبوا بالأبيض، وجعلت في البدلة شريطا أبيضا، مع جوارب حمراء اللون، بينما تميز الحارس سرباح رحمه الله بقميص أحمر وشورت أسود، ثم غيرت في اللقاء الموالي اللباس إلى الأبيض ضد النمسا بشريط أخضر، وخسرت المواجهة لتكمل المقابلة الثالثة بالأبيض ضد شيلي وتفوز، مما يعني أن اللون لم يكن له أي تأثير نفسي على اللاعبين ولا حتى على جمهور الكرة.

ولا تكاد ذاكرة الجزائريين تحتفظ بصورة للفريق الوطني باللون الأحمر، حيث مرّت كل المباريات التحضيرية لموعد إسبانيا عام 1982 بين الأبيض والأخضر، باستثناء مواجهة الفريق البرازيلي اتليتيكو منيروس التي ارتدى فيها الخضر الألوان الحمراء، بينما واجهوا بنفيكا وبيرو وريال مدريد باللون الأخضر، وعادوا في مواجهة إيرلندا الجنوبية للأحمر، حيث سجل عصاد ثم ماجر في شباك الإيرلنديين وهما يرتديان اللون الأحمر بالكامل.

وفي كأس العالم عام 1986 فاجأ المنتخب الجزائري في لقائه الافتتاحي ضد إيرلندا الشمالية مناصريه بلباس بالكامل بالأحمر، وهي أول وآخر مرة يلعب فيها الخضر مقابلة ضمن منافسة كأس العالم بالأحمر، وتعادلوا بهدف في كل شبكة وسجل الهدف الأحمر الوحيد اللاعب جمال زيدان من مخالفة مباشرة، ليغير المنتخب الوطني لونه إلى الأبيض ضد البرازيل ويسقط بهدف وحيد في الدقائق الأخيرة، في الوقت الذي لعب البرازيليون بلباسهم الشهير بقميص أصفر وتبان زرقاء، وفي اللقاء الثالث ضد إسبانيا تواصل لباس الأبيض وكانت الغلبة لأصحاب اللونين الأزرق والأحمر إسبانيا بثلاثية نظيفة.

أما في مونديال عام 2010 في جنوب إفريقيا، فإن الخضر على مدار التصفيات ولقاء الفصل الشهير في أم درمان وكأسي إفريقيا للأمم والعالم، أزاحوا اللون الأحمر نهائيا من مفكرتهم، وبقوا بين اللون الأخضر أو الأبيض بالكامل، وليس مناصفة كما تفعل بعض المنتخبات، فكانت المواجهة الأولى ضد المنتخب المصري في البليدة بلباس أبيض، سجل خلالها مطمور وغزال وجبور ثلاثية، وأنهوا المغامرة المونديالية في أم درمان بالأبيض أيضا وهدف من عنتر يحيى في شباك منتخب مصري اختار اللونين الأحمر والأسود، ومن هنا حاول بعض الجزائريين إدخال خزعبلات اللون في الأداء وظنوا أن الأبيض هو فأل خير على رفقاء كريم زياني عام 2010، الذين باشروا مباريات كأس العالم ضد سلوفينيا وهم يرتدون الأبيض حيث طُرد عبد القادر غزال وهو يرتديه، في الوقت الذي فاز عليهم المنتخب السلوفيني مرتديا الأخضر، وفي المواجهة الثانية ضد إنجلترا عاد الخضر للون الأخضر، وتركوا الأبيض لانجلترا وخرجا متعادلين، ليواصل الخضر ضد أمريكا باللباس الأخضر تاركين الأبيض للأمريكيين الفائزين في اللحظات الأخيرة، أما الحارس فوزي شاوشي المتسبب في الخسارة ضد سلوفينيا فارتدى اللون الأزرق، وارتدى الحارس رايس مبولحي في اللقاءين الأخيرين اللون البنفسجي، وتبقى الملاحظة أن المنتخب الجزائري يرتدي الأخضر الفاتح اللون فقط عندما يكون أخضرا، ولم يلعب به في مونديال البرازيل سوى مرة واحدة في لقاء الثمن النهائي، حيث خسر بهدفين مقابل واحد أمام ألمانيا، بينما لعب مباريات الدور الأول في ثلاث مناسبات أمام بلجيكا وكوريا الجنوبية وروسيا بالأبيض، وحقق به التأهل لأول مرة في تاريخ الجزائر إلى الدور الثاني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • صالح

    الأحمر خليناه للمروك لا حاجة لنا به.