-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الخضر” والانطلاقة الصحيحة

ياسين معلومي
  • 1692
  • 1
“الخضر” والانطلاقة الصحيحة

بعد قرار الإتحاد الجزائري لكرة القدم فسخَ عقد المدرِّب جمال بلماضي الذي فشل في ثلاثة استحقاقات متتالية، لا يزال رئيس “الفاف” يسارع الزمن من أجل إيجاد خليفة للناخب الوطني السابق، والذي تنتظره إقصائيات كأسي إفريقيا 2025 والعالم 2026، إضافة إلى إيجاد طريقة سريعة لإرجاع الكرة الجزائرية إلى مكانها الطبيعي، خاصة أن الجميع يشهد اليوم أننا نملك لاعبين في المستوى وينشطون في أندية أوروبية جيّدة، لكن مردودهم في المنتخب الوطني أصبح هزيلا ويحتاجون إلى من يعيد إليهم الروح، ويمنحهم الثقة اللازمة في المناسبات القادمة.

وإذا كانت اللجنة التي نصَّبتها “الفاف” من أجل دراسة السيّر الذاتية للمدربين الذين ترشحوا لتدريب “الخضر” قد وقع اختيارها في آخر المطاف على ثلاثة مدربين فقط، وهم مدرب منتخب نيجيريا جوزي بيسيرو والمدرب السابق لمنتخب سويسرا فلاديمير بيتكوفيتش والمدرب البرتغالي كارلوس كيروش، إذ باشرت الهيئة الكروية المفاوضات معهم وفق عقدٍ سيدوم إلى غاية نهائيات كأس العالم 2026. غير أن “صفقة” البرتغالي كيروش سقطت من حسابات الرئيس صادي بسبب ما كُتب عنه في مواقع التواصل الاجتماعي بأنه مريض ومصاب بالزهايمر، وأن خططه التكتيكية لا تتماشى مع لاعبي المنتخب الوطني.. انتقاداتٌ جعلته يقرر عدم قبول عرض المنتخب الجزائري رغم أن الجميع يشهد له بالكفاءة الكبيرة وحتى مساعده المباشر اللاعب الدولي المصري السابق وائل جمعة قال إنه يصلح لتدريب رفقاء محرز وبإمكانه أن يحقق نتائج ايجابية.

دور مواقع التواصل الاجتماعي أصبح اليوم يؤِثر سلبا على كرتنا التي تتراجع إلى الوراء، فأصبح كل من هبّ ودبّ يُصدر أحكاما خاطئة، وتارة تجريحية في حق المدربين واللاعبين، وهو ما يسبّب مشاحنات وخلافات تصل في مرات عديدة إلى أروقة المحاكم، وحتى بعض الحصص الرياضية التي تُبث في عديد القنوات التلفزيونية بعيدة كل البعد عن الحقيقة، كما تزرع الحقد والكراهية بين الجزائريين، وهو ما جعل وزارة الاتصال تتدخل بقوة من أجل إيقاف بعض المهازل التي أضرّت بمستقبل كرتنا، فهناك من يريد فرض رأيه وفق أهوائه الشخصية، وعلاقاته الحميمية حتى على حساب منتخبنا الوطني الذي تراجع في السنوات الأخيرة، فبعد التتويج بكأس إفريقيا 2019 بالقاهرة خرج منتخبُنا من الدور الأول في نهائيات كأس إفريقيا بالكاميرون ثم في كوت ديفوار، ولم يتأهل لكأس العالم بقطر.. وهو ما جعل الإتحاد الجزائري يسير نحو سياسة التغيير، والبداية بالطاقم الفني، لأننا لا نريد هزائم أخرى، ثم أمور أخرى مع معاقبة كل من كان سببا في ما يحدث اليوم لكرتنا المسكينة التي تدفع ثمن الاستهتار واللامبالاة.

الإتحاد الجزائري يفاضل اليوم بين مدرستين؛ البرتغالية التي يمثلها مدرِّب منتخب نيجيريا بيسيرو والمدرسة البوسنية ممثلة التقني فلاديمير بيتروفيتش. ومهما كان الاختيار، فإن تواجد جزائريين في الطاقم الفني أكثر من ضروري لربح الوقت مع المدرِّب الجديد وضمان معرفة سريعة للاعبين بغية إخراج المنتخب من دوامة المشاكل التي يعيشها والتي أثرت على النتائج.. فمتى أصبح المنتخب الوطني يخرج من الدور الأول في مناسبتين متتاليتين رغم أنه يملك أحسن اللاعبين، ويتوفر على إمكانات كبيرة تفوق حتى منتخبات شاركت في كأس العالم؟!

لا نريد أن نبقى لسنوات عجاف قد تحرم هذا الجيل من اللاعبين من منصات التتويج، فعلى الطاقم الجديد الالتفاتة قليلا إلى الدوري المحلي لعله يكتشف عصافير نادرة في أندية تألقت سابقا قاريا على غرار وفاق سطيف وشبيبة القبائل واتحاد العاصمة المتوَّج مؤخرا بتاجين إفريقيين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • اسماعيل

    ما هي هذه الامكانيات التي لا تتوفر لدى منتخبات تأهلت لكأس العالم ، و من هذه المنتخبات , بركة من الأنانية و جنون العظمة