-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الخطر‮ ‬الإيراني‮ ‬أم‮ ‬الصهيوني؟

حسين لقرع
  • 3961
  • 0
الخطر‮ ‬الإيراني‮ ‬أم‮ ‬الصهيوني؟

حينما تتحدث بعض دول الخليج عما تسمِّيه “خطر البرنامج النووي الإيراني؟” وتصمت بالمقابل عن الأسلحة النووية الصهيونية، فإن هذا يعني ببساطة ووضوح، أنها لا تعتبر هذه الأسلحة خطراً على العرب والمسلمين، ما يتطابق تماماً مع الموقف الأمريكي والغربي.

إلى حدِّ الساعة، مايزال البرنامجُ النووي الإيراني مجرد “برنامج  أبحاث” فحسب، وليس هناك مؤشرٌ أو دليلٌ قويّ على قرب توصّل إيران إلى تصنيع القنبلة الذرية، وحتى التقارير الصهيونية والغربية التي تتحدث عن أنها مسألة أشهر أو سنة، قد تكون مُغرضة، وتُفهم في سياق تصعيد‮ ‬الحرب‮ ‬النفسية‮ ‬على‮ ‬طهران،‮ ‬أو‮ ‬إيجاد‮ ‬الذرائع‮ ‬لشن‮ ‬حرب‮ ‬عليها‮ ‬لتدمير‮ ‬برنامجها‮ ‬الواعد‮.‬

 

وبالمقابل، فإن الكيان الصهيوني تجاوز مرحلة “البرنامج” إلى امتلاك نحو 300 رأس نووي، وهي موجّهة صوب 300 مدينة عربية وإسلامية مزدحمة بالسكان، من المحيط إلى المحيط، من طنجة إلى جاكرتا، بهدف إطلاقها عليها دون تردّد في حال نشوب حرب شاملة مع العرب والمسلمين، وهم يمهّدون‮ ‬لها‮ ‬فعلاً‮ ‬بذريعة‮ ‬أن‮ ‬النبوءة‮ ‬التوراتية‮ ‬التي‮ ‬تتحدث‮ ‬عن‮ “‬معركة‮ ‬هرمجدون‮” ‬التي‮ ‬سيسقط‮ ‬فيها‮ ‬مئاتُ‮ ‬الملايين‮ ‬من‮ ‬القتلى،‮ ‬قد‮ ‬آن‮ ‬أوانُها‮..‬

هذا يعني أن نحو نصف مليار عربي ومسلم على الأقل مهدّدٌ بالإبادة بالصواريخ النووية الصهيونية، إذا عرفنا أن هناك مدناً كثيرة يقطنها ملايينُ السكان، ومنها القاهرة والجزائر والرباط وجاكرتا وأنقرة.. وغيرها.

ومع أن الخطر النووي الصهيوني على 1.5 مليار مسلم واضحٌ وضوح الشمس، ولا يحتاج إلى براهين كثيرة للتدليل عليه، إلا أن بعض دول الخليج لا تفتأ في السنوات الأخيرة، تحاول بإصرار عجيب تحويل الأنظار تماماً إلى البرنامج النووي الإيراني، وتحذّر من “خطورته” المزعومة على العرب والمسلمين غير الشيعة ــ على حدِّ زعمها ــ، بينما لا تكاد تذكر الأسلحة النووية الصهيونية إلا نادراً وبطريقة ضمنية، حينما تتحدث على استحياء عن “ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل”.

هذه الدول المحسوبة على العروبة لا تناصب النوويَ الصهيوني العداءَ، ولا تحذّر العالم من خطورته، ولا تسعى إلى امتلاك مثله من باب توازن الردع، بل تعادي فقط البرنامجَ الإيراني، وتستعدي العالمَ كله ضده، ولا تتردد في دعوة الولايات المتحدة صراحة إلى ضربه وتدميره.

والأخطر من هذا، أن هذه الدول تقوم بحملة إعلامية شرسة عن طريق أبواقها الاعلامية الفضائية لإقناع السنّة العرب والمسلمين بأن البرنامج النووي الإيراني يشكل خطراً ماحقاً عليهم، ما أفضى إلى شحن طائفي شديد ضده، ونسيان خطر السلاح النووي الصهيوني تماماً.

العدوُّ الحقيقي للعرب والمسلمين سيظل الكيان الصهيوني ومن يدعِّمه دون حدود، أما إيران فهي دولة مسلمة شقيقة، مناوِئة لأمريكا والكيان الصهيوني، ومدعِّمة للمقاومة الشيعية في لبنان والسنّية في فلسطين، بينما لا يجرؤ أعراب التخاذل على إرسال بندقية واحدة إليها، وبرنامجُها النووي الطَموح قوة لكل المسلمين، بغضِّ النظر عن مذاهبهم. وعلى من يعاديها ويتآمر ضدها مع الأعداء لأنها تختلف عنه مذهبياً، أن يتذكر حكاية الثور الأسود ومصيره الذي واجهه بعد أن تآمر على الثور الأبيض وسمح بأكله، بدل أن ينصره، ولا نعتقد أن الكيان الصهيوني‮ ‬يفرّق‮ ‬في‮ ‬حروبه‮ ‬بين‮ ‬السنّة‮ ‬والشيعة،‮ ‬فكلا‮ ‬الطرفين‮ ‬سواءٌ‮ ‬عنده‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!