-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الخُضر” والتحكيمُ الإفريقي

ياسين معلومي
  • 874
  • 0
“الخُضر” والتحكيمُ الإفريقي

ضمن المنتخب الجزائر تأهله لنهائيات كأس أمم أفريقيا (كوت ديفوار 2023)، عقب فوزه الرابع على التوالي، ليصبح سابع منتخب يشارك رسميا في العرس الإفريقي بعد كل من البلد المنظم وتونس والسنغال والمغرب وجنوب إفريقيا وبوركينا فاسو. ويبقى الصراع قائما بين 17 منتخبا للتواجد في “كان” كوت ديفوار، في انتظار الجولتين الخامسة والسادسة لمعرفة القائمة النهائية لكل المنتخبات المشاركة. هذا التأهل مكّن رفقاء محرز من احتلال المركز الرابع إفريقيا، ويسمح لهم بأن يكونوا على رأس مجموعاتهم في عملية القرعة القادمة التي ستقام مباشرة بعد الجولة السادسة المقررة شهر سبتمبر القادم.

هذا التأهل الذي يبدو للمتتبعين سهلا، خاصة وأن “الخضر” فازوا في اللقاءات الأربع التي أجروها، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، إذ وجدت التشكيلة صعوبات كبيرة خاصة في المواجهتين الأخيرتين أمام النيجر، وربما يعود إلى الثورة التي أحدثها المدرِّب الوطني بجلب ستة لاعبين جدد، وعدم استدعاء بعض المخضرمين، وهو ما جعل ربما الانسجام ناقصا، غير أن الجدد أثبتوا أنه بإمكانهم إعادة المنتخب الوطني إلى مستواه المعهود ولعب الأدوار الأولى.

بلماضي الذي أصبح أطول المدرِّبين عمرا مع كتيبة “محاربي الصحراء” التي يقودها منذ أربع سنوات و7 أشهر، حقق خلالها 34 فوزا و12 تعادلا  و5 هزائم فقط، تنتظره تحدياتٌ كبيرة، أهمها الذهاب بعيدا في العرس الإفريقي بكوت ديفوار، والتأهل إلى كأس العالم 2026 بعد أن غاب عن النسختين السابقتين. ويبقى الهدف الأول مستقبلا مثل ما أكده المدرب الوطني “تحقيق الألقاب”… مع جيل جديد من اللاعبين أظهروا أنه بإمكانهم إعادة نشوة الفوز والانتصارات والتتويجات إلى كتيبة المحاربين، غير أن النقطة السوداء التي لم يجد لها الاتحاد الجزائري حلا هي تعامله مع وسائل الإعلام، إذ قاطع الزملاء قبل التنقل إلى تونس بسبب رنة هاتف، وغادر الندوة الصحفية بتونس بعد نقاط النيجر، لأن الزملاء لم يطرحوا عليه سؤالا كان يبدو بديهيا، وهو التحكيم السيء للحكم المالي الذي أدار اللقاء ورفض هدفين لـ”الخضر”، وهو ما جعله ينتفض بعد اللقاء ويعبّر عن سخطه، خاصة وأن المنتخب أصبح منذ سنوات يعاني في كل اللقاءات تحكيميًّا، دون أن يجد الاتحاد الجزائري آذانا صاغية من  مسؤولي “الكاف” الذين يلتزمون الصمت وكأن أمورا ما تحدث في الكواليس ضد المنتخب الجزائري.

المخطط التحكيمي ضد “الخضر” بدأ في الجولة الخامسة للتصفيات المؤهِّلة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم بالكاميرون، حين “ذبح” يومها الحكمُ المنتخب الجزائري أمام زامبيا في لقاء انتهى 3-3، حين صفّر ضربتي جزاء مشكوكا فيهما، ليتواصل تقريبا في معظم المباريات سواء في الداخل أو الخارج إلى درجة أنه في مرات عديدة يتفنّن أصحاب الزي الأسود في ظُلمنا، وهذا الأمر يجب أن يتوقف، لأن الاستمرار على هذا النحو سيضرُّنا ويحرمنا من تحقيق أهدافنا في المستقبل.

لازلنا نتذكر مقولة بلماضي عن التحكيم حين قال مباشرة بعد لقاء زامبيا إن “التحكيم الإفريقي كارثة، وأعتقد أن الأمور ستكون أكثر تعقيدا في الفترة القادمة، خاصة في تصفيات المونديال”. وهو ما حدث فعلا حين تم إقصاؤنا من المونديال القطري بطريقة لا تزال راسخة في الأذهان.. نحن متأكدون أن التحكيم لا زال النقطة السوداء التي سيعاني منها “الخضر” ما لم تعُد الجزائر إلى المكتب التنفيذي لـ”الكاف” وفي أٌقرب وقت ممكن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!